وصلت صباح أمس طائرة رئيس دولة الكيان الصهيوني إلى عاصمة دولة البحرين ، بناء على دعوة موجهة من ملك متوج بالوراثة، ورفض من شعب مقاوم يرفض التطبيع بكل أشكاله، ومن الغريب أن تصل هذه الطائرة إلى مطار المنامة في الوقت الذي قصفت فيه طائرات العدو الصهيوني عدة مواقع في قطاع غزة، وفي نفس الوقت الذي قامت به قوات جيش الاحتلال قبل يومين بإعدام المواطن الفلسطيني الشهيد عمار مفلح البالغ من العمر ٢٣ عاما وهو مجرد من السلاح ولم يكن يملك سوى يديه وإرادته، عندما أطلق الجندي الصهيوني عليه النار بهدف قتله، وكان ذلك أمام مرأى ومسمع العالم، من خلال ما نقلته كاميرات التصوير وأمام المارة.
نعم كانت جريمة وحشية فاقت ممارسات النازية، وبدلا من الغاء هذه الزيارة وإدانة ممارسات العدو، نرى ملك البحرين وحكومته يستقبلون رأس الكيان بالقبلات والأحضان، ولم تحرك فيهم الدماء التي سالت وتسيل كل يوم، حيث يرتقي الشهداء، أي ساكن. وبدلا من إدانة الظالم ومساندة المظلوم، وبدلا من نصرة الحق وشعب يسعى لتحرير أرضه، وجدناهم يدعمون من يحتل الأرض، ويمارس كافة أنواع القمع والقتل.
إن هذا ليس غريبا على حكومة عميلة تجسد إرادة أعداء الأمة، أمريكا والصهاينة، وتمارس القمع والقتل بحق شعبها ومناضليه. ليس غريبا على ملك وحكومة يخدمون الأعداء ويتخلوا عن مصالح شعوبهم من أجل مصالحهم. ليس غريبا عليهم ذلك وهم من زجوا الوطنيين وأصحاب الرأي ورجال الدين في السجون، وهم من مارسوا القمع ضد انتفاضة الشعب البحريني السلمية التي لم يطلق فيها رصاصة واحدة. نعم إنهم ملك وحكم عميل، وشعب حر أصيل.
إن بطولات شعب البحرين على مر الزمان وما قدمه من تضحيات تبقى راسخة في ذهن الأمة، والشعب الفلسطيني لن ينسى لشعب البحرين وقفته العظيمة إلى جانبه، عندما نزل إلى الساحات والشوارع معلنا رفضه لصفقة القرن، ورفضه القاطع للتطبيع، واعتباره أن التطبيع خيانة للشعب الفلسطيني والعربي، ولن يقبل به شعب البحرين، الذي ما زال يعبر في كل يوم عن هذا الموقف من خلال التظاهر والاعتصام وإقامة المهرجانات والندوات وإصدار البيانات التي تدين التطبيع وتبين مخاطره.
إن هذه المواقف تؤكد أصالة شعب البحرين ومواقفه، وصدق انتمائه لهذه الأمة، وهنا لا بد لي باسم فلسطين كل فلسطين، وباسم شهداء فلسطين الذين يرتقون في كل يوم وفي ساحة، وباسم الجرح النازف ولم تجف دمائه بعد، باسم أمهات الشهداء الصابرات وآباؤهم الصامدين، وباسم شعب فلسطين كل فلسطين، نقول: شكرا لشعب البحرين الشقيق على وقفة العز والكرامة، الوقفة التي وجهت صفعة كبيرة للتطبيع ولقادة الاحتلال، حين قالت للرئيس الصهيوني: عد إلى حيث أتيت، أنتم غير مرغوب بكم في بلادنا، ولا مكان لكم بيننا، وهذا ما شاهدناه ونشاهده يوميا في دولة قطر وعلى مقربة من البحرين، حيث يرتفع العلم الفلسطيني وتعلوا الهتافات لدعم فلسطين وإدانة العدو.
لقد فشلت هذه الزيارة قبل أن تبدأ، حيث كان الهدف منها توطيد العلاقات مع البحرين والتغطية على جرائم الاحتلال، إلا أن شعب البحرين بكافة قواه الوطنية، أرسل مجموعة من الرسائل بكل الاتجاهات
_ الرسالة الأولى لدولة العدو تقول: تستطيعون التطبيع مع النظام، ولكن الشعب يرفضكم ولن يقبل بكم أبدا ومحاولاتكم سيكتب لها الفشل، وهذا ما حصل في أعقاب اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربةـ حيث أكد الشعب العربي في مصر والأردن رفضه للتطبيع ولم ينجح العدو ومعه الأنظمة المطبعة من فرض ذلك، وهذا ما نراه اليوم في البحرين وشعبها لن يكون غير ذلك، ونراه في المغرب أيضا، حيث رفضت الشعوب التطبيع وقالت كلمة الفصل في ذلك.
_ الرسالة الثانية لحكومة البحرين تقول: كفى تزويرا لإرادة الشعب، أنتم لا تمثلون سوى أنفسكم، أما الشعب له رأي آخر على النقيض من رأيكم، وهذا ما يجسده شعب البحرين في الساحات والميادين والإعلام والمنابر يوميا.
_ الرسالة الثالثة موجهة إلى الشعب الفلسطيني تقول: نحن معكم قضيتكم قضيتنا، سوف تبقى قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة، رغم تخلي البعض عنها، وعبروا عن ذلك بالقول والفعل.
وقد جاء البيان الصادر عن المبادرة الوطنية في البحرين الذي وقع عليه ٢٢ جمعية ومنظمة واتحاد، ليعبر أصدق تعبير عن موقف الشعب البحريني الذي يرفض الزيارة ويجدد موقفه الرافض للتطبيع والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
تحية لشعب البحرين العظيم وقواه الوطنية.. النصر لفلسطين.. الخزي والعار للمطبعين.