Menu

ناصر فلسطين ودربها: حرية

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

صباحك حرية يا بطل.. فأنت حريتنا ونحن من تُقيدنا أسوار فئويتنا.. أنت ناصرنا ونحن من يفضحنا عجرنا.. أنت عنواننا ونحن تختفي خلف التفاصيل.. أنت أجمل ما فينا ونحن ما زلنا نغازل القُبح.. أنت وحدتنا ونحن نعد آحادا.. أنت شمسنا الساطعة ونحن نختفي في العتمة وضح النهار.. أنت كرامتنا ونحن نعشق أن نعطي التوصيفات لمن لا يستحقها.. أنت فلسطيننا البهية ونحن ظل الاختفاء.. أنت ناصر ونحن نحاول أن نقتفي أثرًا كي لا نكون بعد عين.. أنت شهيد صباحنا ونحن موتى بلا قبور.. أنت الخالد في عقول وقلوب من على عهد دربك ولم يحد.. فأنت ناصر وكفى بك.. شهيدًا.

هذا ليس رثاءً للبطل ناصر أبو حميد الذي عاش عمرًا كاملًا من التضحية والنضال لأجل فلسطين، وفي كل محطة نضالية لشعبنا كان ناصر ورفاق دربه وأمثاله وأخوته، يدفعون الدم والعمر؛ دفاعًا على هذا الدرب... إنه إعلان انتماء وولاء ووفاء له: سيرةً ومسيرةً ودربًا واستشهادًا وحريةً.

فلقد أتم العدو جريمته وقتل الشهيد ناصر؛ عبر واحدة من أبشع أدوات هذا الاحتلال وهي سجونه؛ فسجون العدو الصهيوني وما يسمى إدارة مصلحتها، ما هي إلا منظومة للتعذيب والقتل وتصفية الحسابات مع أبطال شعبنا الذين لم يقوَ جنوده عليهم في ميادين القتال.

أما وقد ارتقى ناصر على درب فلسطين، متمسكًا بإرادته ومتكئًا عليها، فليزاح خطاب التباكي والمسكنة وينزوي؛ فهذا أسد فلسطين الذي فتك بأعدائها، وأسر وجرح وتحرر وعاد وقاتل وأذل من جنود العدو وقادته من أذل، هذا بطل فلسطين المقنع، يعلن شهادته على طريق تحريرها، ومهما كان حجم الجريمة والخسة الصهيونية باغتيال أسرانا، بالحرمان من الرعاية الطبية، فإن حجم البطولة ورِفعَتِها أعظم وأقدر على الانتصار؛ للحق والعدل والحرية.

إن شعب الشهداء والمناضلين، لم ينسَ يومًا تضحيات أبطاله، ولم يتخلَ يومًا عن طريق الكفاح؛ لأجل الحرية والعودة وتقرير المصير؛ طريق يعيد الصمود الشعبي، وبطولات المقاومة ترسم ملامحه، ومده بوقود الانتصار.