Menu

خلال قمّة الـ(CELAC)

الرئيس الكوبي: واشنطن تواصل سعيها لتقسيم الدول اللاتينية وشقّ صفوفها

بوابة الهدف_وكالات

عبر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل عن دعم بلاده الكامل إزاء أعمال العنف والمنافية للديمقراطية التي شهدتها البرازيل، عقب انتخاب لولا دا سيلفا رئيساً لها.

واعتبر كانيل في خطابٍ له خلال القمة السابعة لـ "مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" (CELAC)، بوينوس إيريس، أن هذه الأحداث قصدت نشر الفوضى وانتهاك حرمة إرادة أغلبية أبناء الشعب البرازيلي التي انتخبته دا سيلفا رئيساً.

كما أكد على أن واشنطن، تواصل سعيها لتقسيم دول أمريكا اللاتينية وشق صفوفها، وإلحاقها بمصالحها، وذلك بعد نحو مائتي سنة على صدور "عقيدة مونروي"، مشيراً إلى أن كوبا واظبت حذرت مراراً في جميع الاجتماعات الدولية من التصعيد الخطير للتحركات التي تسعى إلى إدامة الهيمنة الإمبريالية، ما يضرب تعددية الأطراف والسلام.

وأشار الرئيس الكوبي إلى أن حكومة الولايات المتحدة تعمل تدمير نموذج النمو الذي قررت كوبا بناءه بصورة سيّدة، وذلك عبر سياسة خنق اقتصادي قاسية غير مشروعة وغير قانونية وغير أخلاقية، لافتاً إلى أن واشنطن تستند إلى هيمنتها التكنولوجية وإلى سيطرتها على الوسائل والمنصّات الرقمية من أجل القيام بتنفيذ عملية إثارة للاضطرابات وحرب وسائل غير مسبوقة والترويج لما يسمّى "تغيير النظام"، وذلك بدعم عشرات الملايين من الدولارات من الموازنة الفدرالية.

وفيما يلي، نص خطاب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل كاملاً:

نص الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، ميغيل دياز-كانيل بيرموديز، في القمة السابعة لـ "مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" (CELAC)، بوينوس إيريس، 23 كانون الثاني/يناير 2023

حضرة الرئيس الأرجنتيني ألبيرتو فيرنانديز؛

أصحاب السعادة رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود الأخرى؛

الأصدقاء الأمريكيين اللاتينيين والكاريبيين الأعزاء:

إن العودة إلى بوينوس أيريس إلى اجتماع الدول هذا، إنما هو دافع للغبطة والسعادة، وخاصة بعد أيام فرحة الجموع التي غصّت بها شوارعها الواسعة احتفاءً بنصر نشعر في أمريكا اللاتينية والكاريبي بأنه نصرنا جميعاً.

وتكتمل البهجة والإكبار بعودة البرازيل الكاملة بقرار من العزيز لولا، الذي نعبّر له عن دعمنا الكامل وتضامننا إزاء أعمال العنف والمنافية للديمقراطية التي قصدت نشر الفوضى وانتهاك حرمة إرادة أغلبية أبناء الشعب البرازيلي التي انتخبته رئيساً.

إن ما يجمعنا ويدعونا للقاء هو التكامل الأمريكي اللاتيني والكاريبي الذي لا غنى عنه ضمن هذه الآلية المتنوعة والتي تتسع للجميع، وتقوم على أساس النزعة المتجذرة للاستقلال.

في واشنطن، يتواصل السعي لتقسيمنا وشق صفوفنا وإلحاقنا بمصالحها، وذلك بعد نحو مائتا سنة على صدور "عقيدة مونروي". هذا ما أثبته الاجتماع القاري الإقصائي المنعقد في لوس أنجلوس، حيث، وفي تمادٍ باستغلال سطوتها كمضيف وولوجٍ بإغماض العينين والأذنين أمام ما طالبت به الأغلبية، أقصت وصدّعت وتجاهلت.

لقد أثبت الفشل السياسي لذلك الاجتماع عزلة استراتيجية الهيمنة والسيطرة مقابل مشاعر الوحدة والسيادة التي تتشارك فيها بلداننا.

لقد واظبت كوبا على التحذير في جميع الاجتماعات الدولية من التصعيد الخطير للتحركات التي تسعى إلى إدامة الهيمنة الإمبريالية، ما يضرب تعددية الأطراف والسلام.

ستظل الحقيقة المكابرة أقوى دائماً من أي محاولة لشق صفوفنا، لأننا نتقاسم تحدّيات متأتية عن نظام دولي جائر وناهب ومنافي للديمقراطية يحول دون القدرة على تجاوز المستويات المخيفة من الفقر والبطالة وغياب الأمن الغذائي والإقصاء التي يتّسم بها المشهد الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، التي ما تزال الأكثر انعداماً للمساواة على وجه الأرض.

ولهذا فهي ماسّة الحاجة لرصّ الصفوف ووضع رؤية استراتيجية نحو التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، الذي يسمح لنا بالتقدم نحو التنمية المستدامة.

ما الذي يمنعنا من تكميل بعضنا البعض، والتجارة ضمن الداخل الإقليمي وتقوية الاستثمارات في مجالات موضع اهتمام مشترك؟

لا بدّ من إيجاد حلول لمشكلة الديون الخارجية، ومن المطالبة بوقف الإجراءات القسريّة أحادية الجانب والحصارات اللامشروعة.

في وجه نموذج ثقافي يسعى للهيمنة، تفرض نفسها الحاجة للدفاع عن ثقافتنا الواسعة والغنية، وهي الثمرة الأصيلة لقرون من التقاليد والخليط بين الأجناس، وحجر زاوية عملية تحرر شعوبنا وتكاملها.

في عالم ما بعد الجائحة بالغ التعقيد والمنطوى على تحديات هائلة، ويعاني إجمالاً الارتدادات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الحادة للنزاعات العسكرية، وآثار التغير المناخي التي لا تتوقّف، الفرصة الوحيدة المتاحة أمامنا نحن الذين أتينا من ماضٍ استعماري ونيوكولونيالي مشترك هي الوحدة.

في هذا المجال، تدعم كوبا فكرة تكوين "الشبكة الأمريكية اللاتينية للأدوية" كمشروع يبعث الاهتمام ومفيد.

حضرات الزملاء:

تصرّ حكومة الولايات المتحدة على تدمير نموذج النمو الذي قررنا نحن الكوبيون بناءه بصورة سيّدة، وذلك عبر سياسة خنق اقتصادي قاسية غير مشروعة وغير قانونية وغير أخلاقية.

إنها تستند إلى هيمنتها التكنولوجية وإلى سيطرتها على الوسائل والمنصّات الرقمية من أجل القيام بتنفيذ عملية إثارة للاضطرابات وحرب وسائل غير مسبوقة والترويج لما يسمّى "تغيير النظام"، وذلك بدعم عشرات الملايين من الدولارات من الموازنة الفدرالية.

إن قرارها الذي لا يستند إلى أساس وأحادي الجانب بإدراج كوبا في القائمة الباطلة للدول التي يُزعم بأنها ترعى الإرهاب، يؤثر بشدة على تطلعاتنا التنموية.

أتوجه بالشكر مجدداً إلى هذه "المجموعة" وإلى دولها الأعضاء، لمطالبتها الملحّة وبصوتٍ عالٍ بسحب كوبا من هذه القائمة وبرفع الحصار.

مثل هذه الاعتداءات لن ترعب كوبا. ونحن لن نخون تاريخ المقاومة والكرامة والدفاع عن العدالة الاجتماعية التي حوّلت الثورة الكوبية إلى قوّة محرِّرة للبشر.

ونحن لا نكتفي بالمقاومة. فكوبا لم تتوقف عن الإبداع في السنوات الصعبة من مواجهة الجائحة والحصار المشدَّد انطلاقاً من 243 إجراءً اتخذتها إدارة ترامب. اللقاحات والعشرات من الأدوية الجديدة وبروتوكولات العناية بالأمراض، وكذلك الأجهزة والعلاجات الجديدة، تؤكد جميعها قيمة هذه المقاومة الإبداعية.

حضرات الزملاء الكرام:

إنها لمشجعة لنا التغيرات في المشهد السياسي الإقليمي، والموجهة نحو العدالة الاجتماعية والسعي للسلام والسيادة.

في هذه اللحظات، يستحق الشعب البيروفي انتباهنا وتضامننا. يقع على عاتق أشقائنا البيروفيين أن يجدوا بأنفسهم حلولاً للتحديات التي يواجهونها.

بالبراهين الفائضة التي يقدمها لنا التاريخ، أقول أيضاً بأننا لا نعترف، ولن نعترف بأي سلطة كانت لـ "منظمة الدول الأمريكية"، وهي المنظمة التي دعمت وساندت تدخلات عسكرية وانقلابات وتدخل في أمريكا اللاتينية والكاريبي ضد حكومات شعبية وشرعية خدمةً للولايات المتحدة. إن "منظمة الدول الأمريكية" هي المنظمة التي لم تفعل شيئاً ضد الاغتيالات وأعمال التعذيب والاختفاء القسري والملاحقة التي تعرض لها قادة اجتماعيّون وتقدميّون ويساريّون في المنطقة، وهي أعمال ستبقى شاخصّة إلى الأبد في ذاكرتنا.

لقد صادقت كوبا تكراراً، لكن ذلك لا يمنع قوله اليوم، على دعمها وتضامنها الثابت والأكيد مع حكومات كل فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا الشرعية، التي يجري إخضاعها لمحاولات متواصلة لزعزعة استقرارها.

كما أننا ندعم المطالب المحقة بالتعويض عن أضرار العبودية والاستعمار التي يعرضها الأشقاء الكارييون، الذين يحتاجون ويستحقون معاملة عادلة وخاصة وتفاضلية.

سنبقى واقفين دائماً إلى جانب القضايا النبيلة: استقلال بورتوريكو؛ الاستقرار والسلام في هايتي، على أساس الاحترام الكامل لسيادتها؛ عملية إحلال السلام في كولومبيا؛ وحق الأرجنتين بالسيادة على جزر المالوين وساندويش وجورجيا الجنوبية، والمناطق البحرية المتاخمة لها.

ندين الأعمال والتهديدات ضد وفد الرئيس نيكولاس مادورو، التي كشفت الحكومة الفنزويلية النقاب عنها.

ومن الأرجنتين العزيزة؛ التي سجّلت نساؤها علامة في التاريخ الإقليمي ببطولة لا مثيل لها، أنقل تضاممنا الكامل ودعمنا لنائبة الرئيس كريستينا فيرنانديز.

أيها الأصدقاء الأمريكيون اللاتينيون والكاريبيون:

تحت قيادة الأرجنتين، ورئيسها، ألبيرتو فيرنانديز، سجّلت "مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" قفزة بارزة في عام 2022، من واجبنا المضي في تعزيزها. نعبّر عن دعمنا الكامل لسان فايسنت وغراينادين وللأخ رالف غونسالفيس خلال ترأسهما لـ "مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" في عام 2023، مسترشدين دائماً بشعار الوحدة في التنوع والتضامن والتعاون، مع الالتزام الصارم بمبادئ "إعلان أمريكا اللاتينية والكاريبي والكاريبي منطقة سلام".

وستكون كوبا إلى جانبكم أيضاً بصفتها رئيساً لـ "مجموعة 77 + الصين" خلال هذا العام، والتي سنعمل فيها بلا هوادة من أجل تمثيل مصالح بلدان الجنوب على أكمل وجه.

تُلهمنا الأفكار التكاملية لأبطال استقلال أمريكا اللاتينية والكاريبي. "مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" هي عمل وإنجاز الجميع. وعندما تكون معزّزة، تشكّل ضرورة لا غنى عنها وواجب مشترك من أجل تحقيق وحدة وتكامل "أمريكانا".

شكراً جزيلاً.