Menu

المنخفضات الجويّة تزيد مهنة الصيد شقاءً في غزّة

غزة _ بوابة الهدف

يُعاني الصيادون في قطاع غزة من أوضاعٍ اقتصادية صعبة، وتزداد وتيرة معاناتهم مع المنخفضات الجوية التي في الغالب تستمر إلى عدّة أيّام، حيث تتسبب في إغلاق البحر ووقف عملهم، فيعيش الصياد في القطاع يومًا بيوم، فإن عَمِل واصطاد يُطعم أسرته، وإن لم يعمل فلا طعام اليوم لأطفاله.

إنّ الواقع الذي يعيشه الصيّاد في غزة سيئ للغاية، لا سيما مع استمرار الحصار الصهيوني، فيتعرّض الصيادون بشكلٍ يومي إلى عرقلةٍ في رحلة صيدهم، وذلك من خلال إطلاق النار بشكلٍ مباشر تجاههم من قبل زوارق بحرية الاحتلال المتمركزة في البحر، مما يؤدّي إلى استشهاد وإصابة بعضهم بين الحين والآخر، ومنهم من ترك هذه المهنة نظرًا لما تَحمِله من مخاطر كبيرة.

وبالعودة إلى مرارة المنخفضات الجويّة، يقول عضو اتحاد لجان العمل الزراعي مفلح أبو ريالة خلال اتصالٍ مع "بوابة الهدف"، إنّ المنخفضات الجوية تؤثّر على عمل الصيادين إلى حدٍ كبير، لا سيما وأنّ الصيّاد يعمل بقوت يومه فقط، وعند دخول المنخفض الجوي الذي يستمر من 4 إلى 5 أيّام يجلس هذا الصيّاد في منزله دون عمل.

ولفت أبو ريالة الذي يعمل في مهنة الصيد، إلى أنّ "حوض ميناء غزّة ليس آمنًا بالقدر المطلوب للحفاظ على ممتلكات الصيادين خلال أيّام المنخفض التي تكون فيها الرياح عاتية، وفي كل منخفض يتعرّضون إلى خسائر فادحة مثل تكسير القوارب والكشافات إلى جانب إغراق بعض المراكب، وخلال المنخفض الحالي فقد أحد الصيادين "فلوكة صيد" كان يوجد عليها قرابة 20 كشافًا للإنارة، وسعر كل كشّاف 150 شيكل، أي حصيلة الخسارة كانت حوالي 2000 دولار".

وتابع أبو ريالة: "كان لدينا في اتحاد لجان العمل الزراعي خلال العام 2022، مشروعًا لتعويض الصيادين عن بعض من خسائرهم جرّاء اعتداءات الاحتلال أو تأثيرات المنخفضات الجوية، حيث تم تعويض عدّة صيادين من قِبل الاتحاد والإغاثة الفرنسيّة".

وأشار أبو ريالة، إلى أنّ "المنخفض السابق تسبّب بعدّة أضرار في قوارب الصيادين، وقمنا بحصر هذه الأضرار وتواصلنا مع وزارة الزراعة لترسل لنا الأسماء ليتم توفير تعويضات للصيادين من أحد المشاريع التي توفّر قرابة 280 دولار للصيّاد الواحد، إلّا أن الوزارة لم ترسل الأسماء وتبيّن أن هناك خلل".

وبيّن أبو ريالة في ختام حديثه مع "الهدف"، أنّه "خرج اليوم ما يقارب 450 مركبًا للعمل، ولكن بفعل المنخفضات الجويّة هُناك 380 مركبًا لم يحصّلوا ولو حتى سعر المحروقات التي استخدمت أثناء العمل في رحلة الصيد، إلّا أنّ بعض المنخفضات قد تعوّض الأيّام التي لا نعمل بها من خلال وفرة الأسماك خلال الصيد عقب بعض المنخفضات".

ويُشار إلى أنّ عدد العاملين في قطاع الصيد في غزّة كان في العام 1997، 10 آلاف عامل، وفق إحصائيّة سابقة لجهاز الإحصاء المركزي، إلّا أنّ انتهاكات الاحتلال والظروف المختلفة انعكست سلبًا على هذه الأعداد، إذ يتبيّن اليوم أنّ عدد الصيادين والعاملين في هذه المهنة وصل إلى 5606 عاملين، من بينهم 3606 صيادين.