Menu

لهذا يرفض والد الشهيد بهاء عليّان استلام جثمان ابنه !

أ. محمد عليان

بوابة الهدف_ بيسان الشرافي

رفض المحامي الفلسطيني محمّد عليّان، والد الشهيد بهاء استلام جثمان ابنه بشروط الاحتلال المُهينة، والرضوخ لابتزاز السلطات "الإسرائيلية" بدفن نجله ليلاً، وبشكل عاجل.

وقال والد الشهيد بهاء في حديث لـ"بوابة الهدف": لاحظنا مؤخراً وساطة بعض الأطراف الفلسطينية بين ذوي الشهداء وجيش الاحتلال، للإفراج عن جثامين الشهداء ودفنهم ليلاً بدون تشريح وحتى بدون ذوبان الثلج المتراكم على أجسادهم، وهذا الكلام بالنسبة لي كوالد شهيد ضحّى من أجل الوطن أمر مرفوض.

وأضاف المحامي عليّان: أبناؤنا محتجزون بظروف سيئة جداً، وبدرجة حرارة منخفضة تصل كحد أدنى لـ50 درجة مئوية تحت الصفر، وفي ثلاجات ضيّقة، يكون فيها الجثمان بوضعيّات مختلفة، تُجمّد الجثمان وتجعله بصورة ثابتة، يستحيل بسببها دفنه في القبر أو وضعه في التابوت.

تصريحات والد بهاء عليان، بطل عملية الحافلة في جبل المكبّر ب القدس المحتلة، يوم 13أكتوبر 2015، جاءت رفضاً لشروط الاحتلال المذلّة، حيث قال لـ"بوابة الهدف": أنا أريد استلام ابني، لكن أريد أن يكون لديّ متّسع من الوقت لأضعه في المستشفى ويتم تشريحه، حتى لو استغرق موضوع التشريح أياماً، ويجب أن أدفنه في وضح النهار، وألّا أخضع للشروط الإسرائيلية، ولن أدفع غرامة كما يفرض الاحتلال على كل ذوي شهيد، وكأننا نشتري جثامين أبنائنا، لهذا لن أقبل باستلام ابني بهذه الطريقة حتى لو ظلّ جثمانه لدى الاحتلال لسنوات.

وحول أقواله التي ملأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وشبكات الانترنت، برفضه دفن بهاء بعتمة الليل، وقد كان نوراً يُضيء به الوطن، قال عليّان: بهاء كان كالشمعة، فقد احترق ليُضيء الوطن، وضحّى بنفسه، فلماذا أدفنه في الظلام ؟!
"يُريدوننا أن نتعذّب ثلاث مرّات: الأولى بقتل ابننا، والثانية باحتجاز جثمانه، والثالثة حين نرى الجثمان وهو ممثل به ومُشوّه"، يقول والد بهاء.

ويُتابع، في حديث هاتفي لـ"بوابة الهدف": ما يفعله الاحتلال بجثامين أبنائنا هو تمثيل حضاري، ليس بتشويه وجهه وإنّما بوضعه في ظروف سيئة جداً، ليخرج الجثمان بصورة ممثلٌ بها، على نحوٍ لم يعرفه التاريخ أبداً، وهو التحنيط بتجميد الجثمان وصنع طبقة من الجليد عليه.

وعن الرسالة التي يُريد أن يوصلها الاحتلال للفلسطينيين باتّباع تلك الطريقة البشعة في احتجاز جثامين الشهداء، قال محمّد عليان: يُريدون أن يقولوا لنا بأن أبناءكم ليسوا جميلين كما تتصوّرون، وهيئتهم ليست بهيّة كما تعتقدون، إنما أنظروا إليهم فهم مجرد قوالب من الجليد، وبالتالي يُغيّرون الصورة الذهنية للأهل عن ابنهم الشهيد، وهي وسيلة جديدة في تعذيب أهالي الشهداء، فهذه هي العقلية الصهيونية، تُبدع في اختلاق أساليب العقاب والتعذيب وتتفنّن في أساليب إيلام الفلسطينيين.

وأضاف : ما نراه على محطات التلفزة هو أمر مُقلق ومؤلم في نفس الوقت، نقول "نحن نرفض استلام جثامين أبنائنا بهذه الصورة والطريقة، في إشارة لتداول صور جثامين الشهداء بعد تسليمهم لذويهم.

وحول موضوع تشريح جثامين الشهداء ، قال عليّان: إن هذا الأمر غاية في الأهمية، وهو يُثبت مدى تورّط وإجرام جيش الاحتلال، الذي أعدم الفلسطينيين، بحجّة نيّتهم طعن أو دهس جنود ومستوطنين، دون أدلة على كل ذلك.

وأفاد عليّان بانعقاد اجتماع، حضرته الغالبية العظمى من عائلات الشهداء، ظهر اليوم الأربعاء، في مقر المجلس التشريعي، بوجود نوّاب، و رؤساء الكتل البرلمانية و ممثلين عن المنظمات الأهلية برام الله، و تم التوقيع على وثيقة شرف ترفض شروط الاحتلال، وتوجّهنا إلى السلطة الفلسطينية، وطالبناها بعدم التوسّط بين الأهالي و الحكم العسكري وأوصلنا موقفنا برفض استلام جثامين الشهداء تحت الشروط "الإسرائيلية"، وحذّرنا من تلك الوساطات وخاصة الارتباط المدني والعسكري، وهذا هو موقف 40 عائلة حضرت الاجتماع ووقعت على الوثيقة.

وحول المطلوب على الصعيد الرسمي، قال عليّان: طالبنا المستوى الرسمي الفلسطيني بإصدار بيان عاجل، اليوم وقبل الغد، برفض أساليب الاحتلال، ولممارسة الضغط الدولي على دولة الاحتلال، وكذلك منع الوساطات الفلسطينية الداخلية التي تعمل على تفكيك موقف ذوي الشهداء، وجعل ملف احتجاز الجثامين ملفاً مُلزماً وأولويّة وطنية، على طريق محاكمة الاحتلال ومحاسبته على جريمته.

وأكمل: أعتقد أن السلطة الوطنية قادرة على فعل كل هذا، ولكنها حتى اللحظة لا تريد.

وأطلع "بوابة الهدف" على أنّ أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم، طالبوا بلقاء الرئيس محمود عباس على الأقل، "وهو رئيس السلطة الوطنية التي قامت في الأساس على تضحياتنا ودماء أبنائنا، ولكن حتى الآن لم نتلقّ منه رد، وقلنا اليوم بصوت عالي، إذا لم تستجيبوا لمطالبنا، سوف نُخطط ونفعل نحن كأهالي شهداء، لتحقيق مطالبهم، ولن نهدأ حتى الحصول على جثامين أبنائنا كما نريد" كما عبّر والد الشهيد بهاء عليّان.

كما أفاد بمطالبة أهالي الشهداء بتشكيل لجنة طبية توجه للجهات "الإسرائيلية" وتقوم بتفقّد الظروف التي يحتجز بها الاحتلال جثامين الشهداء، ومعرفة شروط احتجازهم، التي أجزَم بأنها ظروف سيئة جداً ولا تليق بشهدائنا وأبنائنا الأبطال