Menu

أبو كويك والحياة الفنية عالقان على كتف حلم!

أحمد نعيم بدير

محمد أبو كويك

غزة _ بوابة الهدف

كأي شاب فلسطيني, لطالما حلم بمستقبل واعد ومشرف, كان الممثل المسرحي ومدرب الدراما محمد سليم أبو كويك يحلم بأن يقف على خشبة مسرح ليعرض قضايا مجتمعه البائس ويحكي كل ما يدور فيه للجمهور الذي تثقله ذات الهموم والمشكلات.

لقد كانت بدايات الحلم صعبة كأي مشوار يبدأ بخطوة والطريق ألف ميل فها هو محمد يبتسم ويرد على سؤاله عن الأيام الأولى في أزقة المسارح بعينين براقتين: كانت البداية في عام 1995م عندما  تعرفت على المخرج المسرحي كامل الباشا، في مسرحية "البحث عن طريف الحادي" للكاتب السوري ممدوح عدوان الذي تحمل الكثير لتدريب الممثلين في ظل عدم وجود مكان مناسب للتدريب.

محمد من مواليد عام 1969م بمخيم النصيرات، خريج بكالوريس إدارة أعمال من جامعة الأزهر، حاصل على دبلوم مسرح ودراما من مؤسسة "أيام المسرح"، ودبلوم دراما في التربية والتعليم من جامعة "جدانسك" في بولندا، أثر المسرح على سمات شخصيته وحياته فها هو يلتحق بالجامعة عام 1993م ويتخرج عام 2006م، كما أنه أصبح محبا للحياة مقبلا عليها، مجيدا للاستماع للناس وقوي الملاحظة.

محمد قد يبدو شخصا عاديا، لكن المشكلة الكبيرة التي يحملها في صدره وعقله هي الحال التي عليها الحياة الفنية الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة، إذ يفتقر الموهوبون لمن يهتم بهم، وتفتقر البلاد لدور العرض المسرحي والسينمائي على حد سواء، وحتى الجمهور لم يعد يثق بقدرة الفنان الفلسطيني على التعبير عنه؛ نتيجة الغياب المستمر، والهموم الكثيرة.

أبو كويك الذي تكبر التساؤلات يوما بعد يوم في خاطره: لماذا لا تهتم الوزارات والجهات المعنية بخلق حالة ثقافية قوية ومميزة رغم وجود مئات الموهوبين؟!، لماذا لا ننظر إلى هذا العمل كنضال سلمي ومقاومة من نوع آخر لمواجهة الاحتلال؟!، كيف يمكن أن تكون البداية لتقديم أعمال تحكي عن الشارع بلسانه لا تتطرف يمينًا أو يسارًا؟!، أي الجهات ستتبنى هموم الممثلين الذين يسعون كل يوم بجهود شخصية وجهود المؤسسات الصغيرة الذين ينضمون إليها إلى مناقشة القضايا الاجتماعية.

إن الفنان الحقيقي من وجهة نظر أبو كويك هو الذي ينتمي لفنه ولقضايا المجتمع؛ لأنه صوت الشعب أمام الحاكم أو السلطة، ولا يخاف أبدًا من عرض الأمور بحقيقتها الواقعة لا باللون الذي يريده الحاكم له، وهو الذي يطرح كل مشاكل شعبه ليهتم أصحاب القرار بهذه المشاكل لأن المسرح لا يحل المشاكل بل يعرضها فقط .

أبو كويك سيظل صوتًا واحدًا من بين أصوات كثيرة تأمل أن تصل رسالتها، وأن تتحقق أحلامها في إنجاز حياة فنية فلسطينية حقيقة تحكي باسم هموم وأفراح وعذابات شعب يعيش تحت الاحتلال ويتوق لمقاومة من نوع آخر.