Menu

أسعارُ السلع الأساسيّة في الدهيشة تحلّقُ عاليًا والأهالي يشرعون بالمقاطعة

بيت لحم _ خاص بوابة الهدف

ارتفعت أسعارُ المواد الغذائية الأساسيّة في مخيم الدهيشة ببيت لحم، بشكلٍ غير مسبوق، وشمل الارتفاع بضائع لا يمكن الاستغناء عنها من قبل السكان، مثل الزيوت النباتيّة والقمح والسكر والوقود، في ظلّ الأوضاع الاقتصاديّة الصعبة التي يعيشها المواطنون.

أدّى ارتفاع أسعار تلك السلع في المخيّم لموجة غضبٍ وخوفٍ في صفوف السكان؛ نتيجةً لقلة الموارد المالية وعدم وجود بدائل، في حين قرّر أهالي المخيّم عن بدء حملةِ مقاطعةٍ لبعض السلع؛ وذلك رفضًا للوضع المعيشي والأسعار المرتفعة، في ظل عدم وجود حسيبٍ أو رقيبٍ على هذه الأسعار.

الأسعارُ المرتفعةُ ستخنقُ السكّان

وعن الحملة، يقول أحد القائمين على التحركات الرافضة لغلاء الأسعار في مخيم الدهيشة، سالم العجوري لـ"بوابة الهدف": نعيش ظروفًا اقتصاديّةً صعبةً جدًّا "ولاحظنا خلال الفترة الأخيرة ارتفاع أسعار بعض السلع الأساسية التي نحتاجها، ودون تخطيطٍ مسبق، دعونا إلى اجتماعٍ لأهالي المخيم، وتفاجئنا من العدد الكبير الذي حضر".

ويوضّح العجوري، أنّ "هذا العدد الكبير يعبّر عن استياء المواطنين من غلاء الأسعار، وبدأنا باقتراحاتٍ لمواجهة هذا الغلاء في هذا الاجتماع، وأجمعنا على بدء حملة مقاطعة مكوّنة من عدة خطوات، هدفها توعية أهالي وتجار المخيم من غلاء الأسعار والنتائج السلبية التي تنعكس عليهم وعلى المواطنين نتيجة ذلك".

ويُشير العجوري، إلى أنّ الحملة "انطلقت للمخيمات المجاورة، وأخبرناهم عن حملة المقاطعة، وذلك للمشاركة في الحملة ولرفض استلام البضائع من التجار؛ لأنّهم السبب الرئيسي في رفع الأسعار"، لافتًا إلى أنّ "الحملة تشمل، منع توزيع الشركات الغذائية الكبيرة بضاعتها على التجار، وكذلك منع التجار من طلب تلك البضائع، وأوصلنا رسائل للتجار للتعامل مع ذلك الوضع".

كما بيّن العجوري، أنّ "نطاق الحملة سيتوسّع في الأيام القادمة إذا لم تنخفض هذه الأسعار، ويمكن أنّ نفرض على الموزعين عدم توزيع المواد التموينية مثل الزيت والسكر في المخيم لمدة أسبوع، ومحلات الدجاج ممنوع أن تستقبل بضاعة من أحد".

تجاوب كبير مع حملة المقاطعة

ويتابع العجوري: "شكّلنا لجنة مصغرة في الاجتماع لمتابعة هذه الحملة، والأيام القادمة هي من تقرر أنّ نستمر في الحملة أم لا"، لافتًا إلى "وجود تجارب سابقة في هذا الموضوع جعلت لدينا خبرة في التعامل مع هذه الأزمات".

ويُطالب العجوري، الأهالي والتجار بالتجاوب مع حملة المقاطعة والالتزام بها، داعيًا "السلطة والتجار إلى خفض تلك الأسعار وجعلها مناسبة مع المواطنين في ظل الظروف الصعبة التي يشهدونها".

وفي السياق، يقول عامر دراغمة، أمين سر حركة فتح في مخيم الدهيشة، لـ"بوابة الهدف"، إنّ "أهالي المخيم شعروا خلال الفترة الماضية بارتفاع أسعار السلع الأساسية التي يحتاجها المواطن مثل الدجاج والبيض والسكر والطحين، فقرر الأهالي ومعظمهم من الشباب أنّ يواجهوا هذا الغلاء".

الحكومة تتحمّل المسؤوليّة

وأضاف دراغمة: إنّ "شباب المخيم بادروا بعد اجتماع دعوا إليه ضم معظم شرائح المخيم، ببدء حملة مقاطعة للسلع ردًا على غلاء الأسعار من قبل التجار"، مشيرًا إلى أنّ "الحملة بدأت وتتوزع على مراحل: في المرحلة الأولى تكون مقاطعة البضائع الأساسية لمدة أسبوع، أمّا المرحلة الثانية ستكون بعد أسبوع لتقييم أثر هذه المقاطعة على الأهالي".

ولفت دراغمة، إل أنّ "التجار يأخذون الأهالي إلى مرحلة حرجة تمس حياتهم، لأنّ السوق لدينا مفتوح على أكثر من اتجاه، ودون ضبط لتلك الأسعار"، مبينًا أنّه "ستكون هناك خطوات مقبلة على حسب نتائج الحملة على أرض الواقع وتجاوب الناس معها، لأنّهم جزء أصيل من هذا الموضوع، وهناك بعض السلع أخذت أسعارها بالهبوط بعد هذه الحملة"، مشيرًا إلى أنّ "الناس لديها امتعاض واضح من ارتفاع الأسعار، لذلك تجاوب الأهالي والكثير من المحلات التجارية مع حملة المقاطعة".

وعدّ دراغمة أنّ "المسؤول الأوّل عن هذا الغلاء هي الحكومة، والتجار أيضًا، فمثلًا بدل ربح خمسة شواكل يمكن ربح 3 شواكل أو أقل"، مؤكّدًا أنّ "رقعة الاعتصامات والوقفات ستتوسع، بدءًا من مخيّم الدهيشة ثم وقفة في ساحة المهد، ووقفة في بيت لحم، وصولًا إلى مدينة رام الله".

وفي ختام حديثه، دعا دراغمة "التجار، والحكومة، ووزارة الاقتصاد، والجهات المختصة، لتحديد دورهم والقيام به، لأنّ التجار لا يوجد رقابة عليهم".