Menu

ننجب الأطفال: ماذا عن حقوقهم؟

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

يشكل الأطفال حوالي نصف الشعب الفلسطيني، حسب ما يفيد جهاز الاحصاء الفلسطيني، غالبًا هؤلاء الاطفال من هذا الجيل تحديدًا هم الذين سيعيشون مصيرنا، أي في تلك الوقائع المترتبة على نتائج الصراع الجاري، وعلى كل خطوة نتخذها اليوم في مواجهة مسعى العدو لضمان تحديد وجودنا بل وشطبه.

مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الأطفال لا تقف على خوض هذا الصراع دفاعًا عن مستقبلنا ووجودهم، بل أن نخوض هذا الصراع وفق كل ما تمليه قيم الانسانية والعدل والكرامة، وأن نعيش أيضًا وفق هذه القيم، ونمنحهم ما أمكننا انتزاعه من مساحة لحياة حرة كريمة.

أن يستشعر أطفالنا معنى العيش في مجتمع يحترم وجودهم وحقوقهم، و بالمساواة بينهم وبين أقرانهم، وبالاحترام لمجرد إنسانيتهم، وبما تعنيه فلسطين من صلة رابطة بينهم، واستعداد دائم للتضامن حتى أقصى مدى ممكن بين أبناء هذا الشعب، وهذا امر بالتأكيد لا توفره أجهزتنا التربوية، أو أنماط السلوك العام في المجتمع، أو قيم الاستهلاك والاستغلال والانتفاع والاستلاب الآخذة في الهيمنة.

نحتاج للمساواة والعدالة بين الجميع، لأجل هؤلاء الأطفال، ولأجل أن يكون لدينا ما يستحق فعلًا القتال دفاعًا عنه، و ليتخذ هذا الوطن في أعيننا و مخيلتنا معنى أجمل من مجرد كونه ساحة للقتال مع الغزاة، فيما تطعن ظهور الناس وتجلد وتسلب أرزاقهم، فمنذ عقود بات الفلسطيني يدافع عن فلسطين التي في مخيلته، لا دفاعًا عن نمط حياته وما يحوزه وما يحبه.

الحقيقة أن هذه بلاد يدوس فيها اللص على دم الشهيد، ويسلب المتنفذين قوت الأطفال دون خوف أو وجل، وتستمر سرقة أرزاق العباد كما لو كانت سنة كونية علينا الاستسلام لها، نرسل أطفالنا يوميًا لمدارس بائسة وجهاز تعليمي أشد صفاته وضوحًا هي غبائه، ونرسل مرضانا لجهاز صحي من الأسوأ في المنطقة وربما في العالم، هذا فيما تتراكم ثروات الكثيرين في هذه البلاد ومساحة نهشهم للحمنا الحي.

هذه ليست موعظة أخلاقية، ولكن مقولة سياسية، مفادها أساسًا أن العدالة الاجتماعية والاقتصادية لأجل الجميع واجب يستحق النضال من أجله، وأن واجبنا في حفظ حقوق أطفالنا يستحق القتال من أجله كي لا يعيشوا تحت تأثير ذات الاستلاب الذي عانته الأجيال التي سبقتهم، وأن استمرار الصمت على اللص ليس مأثرة وطنية، بل جبن عواقبه وخيمة، وأن النظام الاقتصادي الاجتماعي القائم ظالم مجحف وغادر بحق الضعفاء ومن يحتاجون للحماية، هذه الحقيقة التي يجب ألا يواريها أحد ويجب أن نقاتل ضدها في كل يوم.