Menu

بالفيديوندوة غسّان كنفاني تُناقش "الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض الخالد: الأرضُ وطنٌ وهُويّة"

غزة _ بوابة الهدف

عقدت بوابةُ الهدف الإخباريّة ندوةَ الشّهيد غسّان كنفاني التي تُنظّمها دوريًّا؛ وتأتي هذا الشهر على شرف يوم الأرض الفلسطيني، الذي يأتي في الـ30 من آذار/مارس من كلّ عام، تحت عنوان: "في الذكرى السابعةِ والأربعين ليومِ الأرضِ الخالد: الأرضُ وطنٌ وهُويّة"،  حيث استضافت الندوة عبر تقنيّة "الزوم"، منسق لجنة المتابعة الشعبية الفلسطينية 14 مليون، عمر عساف، والمؤرخ الفلسطيني مصطفى كبها، والأسير المحرر من الجولان السوري المحتل صدقي المقت، والمدير العام لاتحاد لجان العمل الزراعي في قطاع غزة محمد البكري،  فيما أدار الندوة الصحفي أيوب الشنباري من بوّابة الهدف.

ورحّب الشنباري بضيوف الندوة، حيث بدأ اللقاء بالحديث عن عنوان الندوة ومحاورها، لتبدأ أولى المداخلات للأستاذ عمر عساف، الذي أكّد على أنّ الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع على الأرض، وأن شعبنا الفلسطيني توحّد في مواجهة محاولات الاحتلال لانتزاع أرضه منذ مئة عام، وهو يقدم قوافل الشهداء دفاعًا عن أرضه ووجوده.

وأضاف عساف أنّ الاحتلال الصهيوني تمكّن من سلب أكثر من 78% من أراضي فلسطين التاريخيّة، وهجّر أكثر من مليون فلسطيني من أرضهم، في سابقةٍ لم يشهد لها التاريخ الإنساني مثيلًا، لكن الشعب الفلسطيني ما زال صامدًا، مستدركًا: "بعد النكبة واستيلاء الاحتلال على كلّ الأرض الفلسطينية عام 1967 وعلى جزءٍ من الأراضي العربية، وهنا نؤكد أنّ الصراع دائمًا على الأرض، واليوم أمام حكومة نتنياهو العنصرية المتطرفة، التي تطبّق عمليًّا مرحلة متقدمة في المشروع الصهيوني، ومن ثَمَّ تسقط عمليًّا أية مراهناتٍ اعتمد عليها البعض بالوصول لحلولٍ وسط مع هذا الاحتلال".

وشدّد عساف على أنّ ما يجري في هذه الأوقات في القدس والأقصى يؤكد بشكلٍ قاطعٍ أنّ شعبنا الفلسطيني لا يتملك إلّا خيار المقاومة، طريقًا وحيدًا لمقاومة الاحتلال، وهو الخيار الذي كرّسه الشهداء، وكرسّه الأديب الشهيد غسان كنفاني في أعماله وكتاباته، كذلك شدّد في هذا السياق على ضرورة التراجع عن مسار "أوسلو"، في ظلّ أنّ شعبنا دائمًا يقول إنّ هذا الخيار لم يجلب لنا إلّا الدمار.

وفي ردّ على سؤالٍ حول الاستيطان ومصادرة الأراضي، والتحديات التي تواجه شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل، قال المؤرخ أ.د مصطفى كبها وهو من حيفا المحتلة، إنّ هناك حاجةً للعودة للوراء، لنثبت ونؤكّد على ما ورد في أقوالٍ سابقة إن الأرض هي جوهر الصراع وأساس القضية، مضيفًا: "منذ بداية المشروع الاستيطاني الصهيوني منذ عام 1948 وحتّى هذا اليوم، هناك دالّة تصاعدية ترغب في أن تستولي على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الأرض، مع أقلّ عددٍ ممكنٍ من السكان.

وأشار كبها إلى أنّ الاستيلاء والمصادرة للأراضي بدأ منذ مطلع القرن الماضي، بمعنى أنّ عمليات التهجير قد بدأت قبل النكبة، وبالنظر إلى الأرقام فإنّ الحركة الصهيونية نجحت في شراء 6% من الأرض، وما تبقّى تمّت مصادرته تحت ذرائع وقوانين مختلفة.

وتابع: "منذ عام 1948، وحتّى صرخة يوم الأرض عام 1976، جرى مصادرة ما مجموعه 5 ملايين دونم، وما جرى في آذار ذلك العام، هو على إثر محاولة سلطات الاحتلال مصادرة بعض القرى الفلسطينية"، مشيرًا إلى أنّ ثلث المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل تحت تعريف "حاضر غائب"، بمعنى أنّه لا يتمكّن التصرّف بأرضه التي هُجّر منها في النكبة.

من جانبه قال الأسير المحرر صدقي المقت، إنّ ممارسات الاحتلال في الجولان المحتل هي ذاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا هو جوهر الصراع، وإنّ الاحتلال يحاول الاستيلاء على الأرض في فلسطين والجولان والبلدان المحيطة أيضًا.

وأضاف المقت: "إنّ ما حصل في نكبة عام 1948 في فلسطين هو ما تعرّض له الجولان المحتل، من خلال التهجير وتدمير القرى واقتلاع السكان"، مشيرًا إلى أنّ عدد سكان الجولان ما يقارب 150 ألف نسمة قبل عام 67، وتمّ تهجيرهم جميعًا، واليوم أهالي الجولان لا يملكون سوى 23 ألف دونم مما تبقّى من الأرض هناك".

كما أكّد على أنّ نضال الجماهير العربية بالجولان من أجل طرد الاحتلال لا ينفصل عن النضال الوطني والقومي في مواجهة المشروع الصهيوني، لافتًا إلى أنّ هذا المشروع ما زال قائمًا ويريد التحرر من الدولة، وأنّ الحركة الصهيونية شعرت أنّ منظومة الكيان تقيّدها، فهي تريد الانفلات في مصادرة الأراضي.

وعن قيام منطقةٍ عازلةٍ على حدود قطاع غزة والحرب الاقتصادية التي يتمّ شنها على القطاع، قال المهندس محمد البكري، إنّ الاحتلال يريد اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، فقد قام بكثيرٍ من الممارسات، واستغلّ كثيرًا من القضايا التي تأخر عنها الفلسطينيون بسبب الانقسام والوضع الداخلي وغيرها.

وأردف البكري أنّ الشعب الفلسطيني موجودٌ على الأرض، في الوقت الذي يريد به الاحتلال اقتلاعه، عبر أسلوب عدم تمكينه من امتلاك مصادر الغذاء، وجعله يعتمد على الاستهلاك فقط، وذلك لعدم توفير مقومات الصمود.

وأضاف: "عندما جاءت اتفاقية أوسلو البغيضة، زادت العبءَ على الشعب الفلسطيني عبر الاستيلاء على مزيدٍ من الأراضي بالضفة، ومزيدٍ من المستوطنات، وكذلك ما أفرزته من مساحةٍ في العمل داخل البحر، التي لا تُلبّي احتياجات الصيادين"، وهذا يأتي في سياق عدم تمكين الشعب الفلسطيني على أرضه، وهذا شيءٌ ممنهجٌ يقوم به يوميًّا، وكذلك استهداف المؤسسات التي تخلق مقومات الصمود للمواطنين".

وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور المهمّة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة.