Menu

لماذا يتعرّض القطب الطلابي للهجوم؟

بوابة الهدف الإخبارية

رفاق ورفيقات القطب الطلابي

خاص بوابة الهدف

القطب الطلابي أو جبهة العمل الطلابي التقدمية، أطر طلابية منتمية لخط تقدمي وطني فلسطيني، اختطت لنفسها مسار الالتزام بمفهوم للديمقراطية في ساحة العمل الطلابي والنضال الوطني، يتمحور حول التمثيل النسبي الكامل، أي حضور كل من حاز على ثقة الطلاب تصويتًا ليصبح جزءًا من مكونات مجلس الطلبة، بما يعادل تلك الثقة التي منحه إياها زملائه من الطلبة، أي أنّ هذه ليست لعبة غالب ومغلوب، وليست ممر للإقصاء أو المناكفة، بل قناعة جديّة بالعمل المشترك بصيغة ديمقراطيّة حتى بين أطراف مختلفة ومتباينة في برامجها وقناعاتها، بل وفي مرة امتلك هذا التيار "بيضة القبان"، لم يستخدمها لمساومة تتعلّق بزيادة حصته، بل لتوطيد وخدمة التزامه تجاه الحركة الطلابيّة.

ما أن تنتهي الانتخابات الطلابية في أي من الجامعات الرئيسية في الضفة المحتلة حتى تتشكل جبهات خطابة موجهة بالأساس للقطب الطلابي أو جبهة العمل الطلابي التقدمية، وهي المسميات التي تعمل بها هذه الأطر الطلابية، والمطالب تبدو مبهمة في معظمها ولكن عنوانها الأساسي واضح، لماذا لا يسمح لنا الرفاق بكسب نقاط ضد الخصم والمنافس في العمل الطلابي؟

كمثال، حينما اتضحت نتائج العملية الانتخابية في جامعة النجاح، بدا وكأن جبهة العمل الطلابي التقدمية سلطة عليا تمنح وتحرم الأطر الطلابية الأخرى من حقوقها وما حازته في صندوق الاقتراع من أصوات، وهنا لا نتحدث عن جماعات أقلية أو هوامش، بل عن الإطارين الأكبر حجمًا في الجامعات الفلسطينية، والأعلى مواردًا والأكثر حيازة لمقومات السلطة، فيما جوهر الأمر أن جبهة العمل تحاول الالتزام بوجهة ديمقراطية ووطنية وأخلاقية دقيقة اختارت وارتأت أنها تشكل مصلحة للعمل الطلابي والوطني الفلسطيني، وتعبر عن فهمها للديمقراطية في ساحة العمل النقابي والوطني.

هناك ما يستحق الجدل بشأن هذا الموقف الذي قد يبدو طوباويًا، ويتعالى على الاختلاف والتمايز السياسي الضروري حول قضايا لا تقبل القسمة أو التمييع، ولكن بالتأكيد ما يقع في موضع الاتهام هنا ليس مبدئية الرفاق، ولا التزامهم، ولكن جاهزيتهم للانخراط في جهد لإقصاء تيار يخالفهم برفقة تيار آخر، وللتذكير فإن هذه ليست ساحة لإشهار البنادق، فلقد قبلت كل أطرافها مبدئيًا وبشكل واضح كونها مساحة عمل مشترك وفق أسس ديمقراطية، وأن مواجهة "التنسيق الأمني" لن تتم بإقصاء طلبة فتح والشبيبة، وأن الاختلاف مع حماس ليست أداته الإذعان لرغبة التيار الآخر بإقصاء أبناء الكتلة الإسلامية أو زجهم بالسجون.

الأهم من ذلك أن هذا الخيار حتى بالمفهوم البراجماتي المصلحي، هو ربح صاف لطلبة آمنوا بصدق بقناعاتهم وانتصروا لها مرة تلو أخرى، ما منحهم وما يزال ثقة زملائهم الطلبة، حيث لم يستثمر هؤلاء في الموارد أو المال، بل بقناعتهم وثقة زملائهم الطلبة، وهي أهم ما تبقى لهم، فلقد تسلط العدو بهجماته الاعتقالية على كادر هذا التيار، ونال كثير من طلبته شرف الشهادة في معركة تحرير الوطن من العدو الصهيوني، ولكن جيلًا بعد جيل حافظ هذا التيار على مصداقيته، سواء اختلفت أو اتفقت مع "ما تم الحفاظ عليه".

من حسن حظ طرفي هذه المناكفة العبثية أن هذا التيار اليساري، هو من يمتلك هذه القدرة على تغليب منطقه ومفهومه للديمقراطية، في مساحة لا يمكن أن تكون إلا لتجربة ديمقراطية وطنية فلسطينية، ولعل الجانب الهزلي في هذا الخطاب الذي يهاجم هذا الإطار المناضل، ويلقي عليه بوابل من الاتهامات تارة حول وطنيته وتارة أخرى حول ديمقراطيته، يتهم الرفاق أنهم لم يلتزموا بدقة متناهية بالمعايير التي أعلنوها، وكأنه أصلاً يكترث بهذه المعايير أو لديه الحد الأدنى من الاستعداد للالتزام بشيء منها. أخيرًا.. من المهم جدًا أن ينظر الجميع لهذه التجارب بسلبياتها باعتبارها ممر اجباري لطلبة يحاولون شق دروبهم تحت كم هائل من عوامل القهر والقمع، وأي كانت المواقف المسبقة من تياراتهم وتبايناتها، من الأجدى أن نؤمن بقدرتهم على اشتقاق مستقبلٍ أفضل لنا جميعًا من ذاك الذي أورثتهم إياه تقاليد المناكفات.