شهدت قرية كفر شوبا المحتلة جنوبي لبنان، أمس الجمعة، مواجهات بين الأهالي وقوات العدو الصهيوني، بعدما واصلت القوات أعمال الحفر والتجريف في المنطقة الممتدة بين موقع السمّاقة وبوابة حسن المحاذية لبركة بعثائيل في تلال كفرشوبا.
نتيجة ذلك، رفض أهالي كفر شوبا سلوك جيش الاحتلال من خلال مواجهته برشق الحجارة على الجنود والآليات، مؤكدين على لبنانية "كفرشوبا ومزارع شبعا"، بينما دعم الجيش اللبناني الأهالي من خلال تنفيذ انتشار في المنطقة الحدودية بتوجيه أسلحته صوب جنود وآليات جيش الاحتلال، معتبرًا ذلك خرقًا لـ "خط الانسحاب"، الذي رسمته الأمم المتحدة بعد انسحاب الاحتلال وتحرير الجنوب في العام 2000، فيما دعت قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" جميع الأطراف بضبط النفس.
وفي هذا السياق، يؤكّد العميد اللبناني المتقاعد، والخبير في الشؤون العسكرية، أمين حطيط، في حديثٍ لـ "بوابة الهدف"، أنّ "ما يقوم به جيش الاحتلال الصهيوني حاليًا في مزارع شبعا وكفرشوبا يعتبر خرقًا لـ "خط الانسحاب" وهو يُلزمه بعدم القيام بأيّ أعمال تحرّك خارج المناطق التي يحتلها، لأنّ لبنان تتحفظ على الخط الأزرق في مزارع شبعا".
ويبيّن حطيط، أنّ "العدو الصهيوني يريد أن يخترق هذا التفاهم، لأنّ الذي يدفعه لنشر وزيادة التحصينات في تلك المنطقة من خلال عمليات الحفر والتجريف وغيرها هو خشيته تحول المقاومة إلى الاستراتيجيّة الاقتحاميّة الهجوميّة"، مشيرًا إلى أنّ "مزارع شبعا إحدى أهم النقاط التي يخشى منها الاحتلال لعدم وجود تحصينات ومن أجل ذلك خرق التفاهمات القائمة منذ عام 2000".
ويشير حطيط، إلى أنّ "الاحتلال تتبع خطة بلورها من أجل التعدي على الأراضي اللبنانية في تلك المنطقة، واعتمد فيها استراتيجية "جسّ النبض"، فإذا سكت لبنان عن أفعالها العدوانيّة ولم يجد مواجهة فيصبح قشم الأراضي ضمًا بعد ذلك بالأمر الواقع، وإذا رفض لبنان وواجه تلك الأفعال يتراجع الاحتلال وكأنّ شيئاً لم يكُن".
ويتوقع العميد اللبناني، أنّ "الاحتلال سيوقف عمله في كفر شوبا، إلا في حالة نيته مواجهة لبنان، موضحًا أنّه "في الوقت الحالي الوضع قيد المراقبة ومتوقف على القرار الصهيوني، أمّا مواجهة أو يكتفي بما حصل في كفر شوبا".
ويؤكّد حطيط، لـ "الهدف"، أنّ "خط الانسحاب الذي تدّعيه الأمم المتحدة هو خط وهمي ليس له أي قيمة قانونية"، مبينًا أنّ "لبنان لا تراهن على قوات اليونيفيل بتحقيق أي مصلحة للدولة اللبنانيّة، على العكس هو مصلحة للاحتلال، وهي ليست الجهة الصالحة لحماية الحقوق اللبنانيّة".
ويعتقد الخبير العسكري، أنّ "الاحتلال يريد توسعة أطماعه الجغرافيّة والاقتصاديّة، حيث أنّ "جبل الشيخ" الواقع بين الحدود اللبنانيّة والسوريّة، يحتوي على خزان هائل للمياه بنحو مليار و200 مليون متر مكعب ويرفد فلسطين المحتلة"، مبينًا أنّ "دور هذا الجبل على المستوى العسكري للاحتلال مهم جدًا، حيث نصبت فيه أحد أهم أبراج المراقبة في الشرق الأوسط، وتستطيع عبره مراقبة دمشق بأكملها".
ويرى حطيط، أنّ "نشر التحصينات ووضع أسلاكًا شائكة أتى بعد مراقبة مناورة المقاومة الأخيرة في عرمتا، حيث درس الأساليب والتكتيكات التي اُستخدمت في تلك المناورة، ووجد أنّ المقاومة تتجه للاستراتيجية الاقتحامية الهجومية وهذا الأمر يؤرق العدو، وقد لجأ إلى عملية مراجعة البنية الدفاعية لأجهزته في مزارع شبعا باعتبارها "خاصرة رخوة" في المنطقة، حيث وجد أنّه يمكن تنفيذ المقاومين تلك الاستراتيجية من خلالها".
وتستمر التوترات الأمنية على الحدود الفلسطينية المحتلة واللبنانية، في ظل ارتفاع منسوب تهديدات العدو الصهيوني بمهاجمة الدولة اللبنانية، واستنفار الجيش والمقاومة اللبنانية يؤكّد مدى جهوزيتهما للتصدي ومواجهة الاحتلال الصهيوني وأنّ يديهما على الزناد في كل حين.