Menu

صمود الجولان: معركة الهوية والمصير العربي

بوابة الهدف الإخبارية

من المواجهات في الجولان السوري المحتل

خاص بوابة الهدف

هجمة العدو الصهيوني على أهلنا وأرضنا العربيّة في الجولان السوري المحتل، تشكل تكثيفًا لماهية المشروع الصهيوني، كمشروعٍ للغزو والنهب والتطهير العرقي؛ استحدث منظومة مخصصة لهذا الهدف، وهي كما تفعل في كل شبر من فلسطين منذ لحظة تأسيسها، تسعى بهذه الهجمة لإفراغ الجولان السوري المحتل من أهله. فما مثلته خطوات المنظومة الصهيونيّة الأخيرة في الجولان السوري المحتل، ليس مجرد استيلاء على الأرض من أصحابها السوريين لمصلحة "مشروع التوربينات الهوائية"، فلقد سبق لها أن استولت على أراضي القرى السورية المهجرة لمصلحة المراحل الأولى من هذا المشروع الاستيطاني، ولكنها في هذه المرحلة؛ تمضي قدمًا في الاستيلاء على أراضي القرى التي ما زال سكّانها صامدين فيها، أي أن المسعى الأساسي ليس فقط الأرض ولكن طرد السكان عبر محاصرتهم بالمشاريع الاستيطانية وسلب أرضهم.

إنّ أدوات التطهير العرقي والطرد التي تستخدمها المنظومة الصهيونيّة، متعددة وتحضّر في كل قرارات وسياسات هذه المنظومة، من أصغرها إلى أكبرها، بل إنّ سياسات هذه المنظومة تتمحوّر حول هذا الهدف؛ طرد السكّان العرب والفلسطينيين واستخلاص ومصادرة الأراضي منهم، وجلب واجتذاب وحشد المستوطنين الغزاة من أنحاء العالم لملء هذه الأرض بهم.

هذا النمط من السياسات يحدث يوميًا في الضفة المحتلة، والنقب، والجليل، ويضاف له مسار متصاعد يسعى فيه العدو لتسليح وتنظيم عصابات المستوطنين كقوة منظومة ومقاتلة تعمل جنبًا إلى جنب مع جيش العدو، وتشكّل أداة للاستيطان المسلح، ولتكثيف دور البؤر الاستيطانيّة كقواعد للحصار والهجوم على محيطها السكاني العربي والفلسطيني.

إنّ الصمود الذي أبداه أهالي الجولان المحتل، ما هو إلّا تعبير عن هويتهم وامتدادًا لنضالهم المستمر ضد تهويد الجولان واستلابه والذي لم ينقطع منذ احتلال العدو لهذه الأرض العربيّة، وهو جزء من هوية مقاومة عربيّة شاملة في وجه المشروع الصهيوني، وإن كان من يحمل شعلة هذه المقاومة اليوم هو شعب فلسطين وبضعة آلاف من أبناء الشعوب العربية المعرضة بأكملها للتهديد الوجودي الصادر عن هذا المشروع الصهيوني، فإنّ الانتصار العربي على هذا المشروع يحتاج لنهوض عربي شامل؛ يستحضر ويحشد كل مقومات وطاقات هذه الأمة لهزيمة المشروع الصهيوني، واستعادة الذات والأرض والهوية العربية.

إنّ مستقبلنا اليوم كأمة، ومصيرنا الشخصي كأفراد، ومصير الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا، مرتبط بالخيارات التي يتخذها كل منا فيما يتعلق بالمواجهة مع المشروع الصهيوني، وأمام هذا السؤال الوجودي لا مكان للانكفاء، أو السلبيّة، أو الحياد، فهذه معركة لأجل التاريخ والحاضر والمستقبل والمصير المشترك.