أكّد الكاتب والمحلل السياسي نهاد أبو غوش، اليوم الإثنين، أنّ اجتياح الاحتلال الصهيوني لمخيّم جنين جزءٌ من خطّةٍ شاملةٍ هدفُها حسم الصراع بالقوة والحديد والنار والقتل وبالدمار، ومن ضمن هذه الخطة استهداف المقاومة التي باتت الشكل الرئيسي لنضال الشعب الفلسطيني في المرحلة المقبلة، وهذا النمط من المقاومة بات يؤرقهم ويهدد بنهاية المفاوضات العبثية، وإيذانًا ببدء مرحلةٍ جديدة؛ عنوانُها الصراع مع الاحتلال بجميع الإمكانيات المتاحة.
وقال أبو غوش في حديثه مع "بوابة الهدف"، إنّ "اجتياح الاحتلال لجنين جزءٌ من الحملة الشاملة القائمة منذ عام ونصف تحديدًا بالتحريض ضد الشعب الفلسطيني بكل عناصر وجوده، بدءًا من غزة وصولًا للقدس المحتلة، ثم كل الأراضي المصنفة "ج"، إضافةً للقرى والمدن في الضفة مثل ترمسعيا وحوارة وعوريف في نابلس"، مضيفًا أنّ "كل الأراضي الفلسطينية تتعرض لاجتياح المستوطنين واستيطانهم وهجماتهم بشكلٍ كبير، بالإضافة إلى عمليات الإعدام الميداني والاغتيالات في نابلس وجنين وفي عقبة جبر بأريحا، وما يجري حاليًّا في جنين من عملية واسعة للاحتلال ليس ردًّا على وجود صاروخ أو تحسن في قدرات المقاومة العسكرية، بل هدفها اجتثاث المقاومة بشكلٍ كاملٍ وإخضاع الشعب الفلسطيني".
وبين المحلل السياسي، أنّه "كلما زادت حدة البطش والقمع الصهيوني يقابلها زيادةٌ في حدة المقاومة، وعدوان الاحتلال لا يتعلق بمخيم جنين فقط، بل يتعلق بالفلسطينيين أينما وجدوا، ولا يرتبط بوجود بنية عسكرية هنا أو هناك، بل يرتبط بإنسان فلسطيني يؤمن بحقوقه الوطنية وحريته".
وأوضّح أبو غوش، أنّ "المسألة ليست ظاهرة أمنية كما يدّعي "غانتس ونتنياهو" بأنّ القضية متعلقة بعشرات المسلحين الذين يمكن تتبعهم أو اغتيالهم، أو كما قال "نتنياهو" في وقتٍ سابقٍ "مصير المسلحين السجن أو الموت"، بل مرتبط بما كشف عنه مؤخًّرا أنّه يسعى دون هوادة إلى قمع تطلعات الشعب الفلسطيني لدولة فلسطينية، ويريد أن يختزل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إلى مجرد حقوق معيشية بسيطة، إنسانية ترتبط بتجمعات سكانية وليس بشعب محتل"، مؤكدًا أنّ "الهجمة على جنين هي هجمة على كل الفلسطينيين".
وبيّن أبو غوش لـ "الهدف"، أنّ "معادلة الصراع في فلسطين هي صراع بين إنسان مسلح بإيمانه وقناعاته وحريته مقابل الاحتلال الذي يمتلك الآلة الغاشمة المدججة بأحدث أنواع الأسلحة والاستخبارات والتكنولوجيا والسيطرة الجوية، وفي هذا الصراع يستطيع الإنسان مهما كان ضعيفًا ظاهريًّا أن يبتدع أشكالًا متجددة دائمًا للرد على العدوان الغاشم"، مطالبًا "كل القوى الوطنية دون استثناء والسلطة الفلسطينية الاصطفاف إلى جانب جنين والوقوف معها، وتشديد أشكال تضامنها واحتضانها للمقاومة وتصديها للاحتلال".
وشدّد أبو غوش، أنّ "صمود المقاومين في جنين شكل نموذجًا لعشرات الشبان بل لمئات منهم، الذين يسيرون على خطاهم وطريقهم في مواجهة الاحتلال، وكل واحد منهم أصبح قدوةً لجيلٍ كامل من الشبان الفلسطينيين".
