Menu

عن جذور الإرهاب والإجرام الصهيوني المنفلت بالبث الحي والمباشر على امتداد مساحة فلسطين

نواف الزرو

     في ضوء ما نتابعه ونشاهده على مدار الساعة في السنوات الأخيرة من إرهاب وإجرام صهيوني منفلت تقترفه قوات وعصابات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، مفيد لإنعاش الذاكرة الوطنية-القومية أن نستحضر بين آونة وأخرى مقتطفات من الفكر والمخططات والخلفيات الأيديولوجية الصهيونية: ومن أبرز وأخطر ما جاء في فكرهم ومخططاتهم:

"أن أرض إسرائيل الكاملة" تضم -حسب التفسيرات الصهيونية: فلسطين وأجزاء من لبنان وسوريا وشرقي الأردن ومصر".

-  اعتبر أقطاب الصهيونية أن أرض إسرائيل المعلنة هي تلك الممتدة من مصادر الليطاني وحتى سيناء، ومن الجولان حتى البحر.

- وبينما اعتبر المفكر الأمريكي مايكل كولينزبايبر: "أن خطة شن الحرب على العراق تتصل بأرض إسرائيل الكبرى"، كان الرئيس بوش قدم لشارون في ذروة العدوان على العراق "خارطة قديمة للأراضي المقدسة تضم العراق".

-وعن التوراة و"أرض إسرائيل" قال موشيه دايان: لما كان عندنا كتاب التوراة ونحن أهل الكتاب يصبح لدينا أيضاً "أرض التوراة أرض الآباء، في القدس والخليل وأريحا وجوارها".

- وفي عقلية وثقافة العدوان والتوسع قال الحاخام زلمان ميلماد في أقرب تصريح له الخميس 2023-7-24 يجب إعداد الشعب للاحتلال الكبير، الذي يشمل شرقي الأردن، ويدق بوابتنا، ويجب الاستعداد لأفعال حازمة، بعد أن نخلص الأرض برمتها".

في حين كشف البروفيسور يسرائيل شاحك النقاب عن أن: "السيطرة على الشرق الأوسط بأسره من قبل إسرائيل، هو الهدف الدائم للسياسات الإسرائيلية، وهذه السياسات يشترك فيها داخل المؤسسة الحمائم والصقور".

         إن تلك الأهداف والأطماع الاستراتيجية التي تشكل ثوابت أساسية لم تتغير حتى الآن، وهي تتجسد كما نعايشها في المخططات والممارسات العدوانية التوسعية الإسرائيلية اليومية.

استناداً إلى مجمل المحاور والركائز والمقولات والنظريات الأيديولوجية والسياسية والأمنية المذكورة وغيرها، فقد نشأ وتطور وتبلور الفكر السياسي الإسرائيلي الراهن بكل ما ينطوي عليه من سياسات ومواقف ولاءات وأطواق تستهدف بالمحصلة تكريس واقع الاحتلال والاغتصاب وكذلك المخططات والأطماع الاستراتيجية من جهة أولى، وتستهدف من جهة ثانية، تصفية الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في كامل أرض فلسطين، كما تستهدف من جهة ثالثة تحقيق "الأمن الإسرائيلي المطلق" والهيمنة الإسرائيلية على المنطقة بأسرها.

ما يقودنا في الخلاصة المكثفة هنا إلى أن نضع خطوط مشددة تحت "أطلس الأحلام والأهداف الصهيونية على حقيقته الذي يحدد "مساحة إسرائيل - مثلاً بعشرين ضعفاً، ويحدد مساحة المياه الإقليمية الإسرائيلية لتشمل - مثلاً - قبرص وتكريت وصقلية وأجزاء من تونس ومعظم أسبانيا". وليذكرنا كذلك دائماً بمخططاتهم ووثائقهم التي تتحدث عن مساحة هيمنتهم وامتدادهم ما بين النيل وبردى والفرات، فأقطاب الصهيونية والدولة العبرية – يعتبرون "أن الصهيونية لم تنهِ مهمتها بعد"، كما أعلن اسحاق شامير أحد أهم أقطاب المؤسسة الصهيونية على مدى تاريخها.

ولذلك يمكن أن نثبت في الخلاصة المكثفة المفيدة أن النوايا والمخططات والأهداف والأطماع الصهيونية التوسعية ما تزال قائمة بقوة ومفتوحة على أوسع نطاق، وإن الصراع بالتالي ما زال مفتوحاً.