Menu

في ذكرى رحيله الثامنة.. ابنة الحكيم تكتب لوالدها

الحكيم جورج حبش

لمى جورج حبش

كلمات إلى والدي في ذكرى رحيله عنا جسداً وإقامته الدائمة فينا روحاً ..

كنت تدهشني ولا تزال بما كنت تمتلك من يقين وكأنك اليقين ذاته.. اليقين بحتمية العودة إلى " فلسطين كل شبر من تراب فلسطين" جملتك التاريخية.. ايمان الراسخ الذي لم يتزعزع يوما..

كم أحاول اليوم أن أستلهم هذا الايمان وما أحوجني إليه في زمن تُعرض فيه فلسطين كل فلسطين للبيع في مزاد علني.. تُباع فيه الأرض وأحلام الأجيال الراحلة والأجيال القادمة.. زمن يُباع فيه حق العودة! مقابل "تعويض" .. تعويض! عن الوطن.. عن الحلم.. عن الروح ... زمن يباع فيه تاريخ من التضحيات.. هذا هو منطق التجار والمساومين..

لكن فلسطين لن تذكر إلا أبنائها الأوفياء... لن تذكر فلسطين إلا من قدم روحا وعمراً وفكراً ودماً في سبيلها.. حين أحاول اليوم أن أستلهم شيئا من روحك ليعطيني زاداً وقوة في هذا الليل المظلم الطويل في زمن المؤامرات والمقامرات أستذكر وجها مضيئاً بهالة روحانية من الثقة، ثقة من عمل وضحّى وزرع الفكرة وأيقن أنها لن تموت، يقين من أدرك أن قضيتنا عادلة ومقدسة.. وبأنه لن يبقى في الأرض إلا ملح الأرض .. لن يبقى في الأرض إلا أبناء الأرض..

كنت دائما تقول أن من يئس ومن يروّج لليأس هو من لا يريد أن يعمل ومن لا طاقة له على الحلم...، قضيتنا تحتاج إلى "نفس ثوري طويل" .. هذا ما رددته دائما..

"إن النضال ضد المشروع الصهيوني قد يستمر مائة عام وأكثر فعلى قصيري النفس أن يتنحوا جانباً " هذه كانت كلماتك.

كم كنت ثوريا وقومياً واشتراكياً وروحانياً في آن واحد.. كم كنت منحازا للبسطاء من الناس.. أمنت دائما أن هؤلاء البسطاء هم أبطال القضية وكم صدقت رؤيتك ... منسجماً كنت مع نفسك ومع مبادئك صلباً راسخاً كالصخر مضيئاً بروحانية وقوة اليقين والإيمان والثقة فطوبى لك أيها الباقي فينا.