Menu

الاحتلال أخفق في وأد المقاومة..

تقريرمحلّلان سياسيّان: عمليّة حوارة الأخيرة نوعيّةٌ وضربةٌ أخرى للمنظومة الأمنيّة 

أحمد زقوت

خاص _ بوابة الهدف

تواصلُ المقاومةُ الفلسطينيّةُ بالضفّة المحتلّة في ضرب جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه في مكانٍ ووقتٍ لا يتوقعهما؛ إذ إنّ المقاومة ضربت مؤخّرًا المنظومة الأمنية والاستخبارية في مقتل، من خلال تنفيذها عمليّةً في حوارة شرق نابلس، التي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، وهذا دليلٌ واضحٌ على أنّ المقاومة تطوّر من أدائها، وتستفيد من تجاربها بشكلٍ مستمرّ بتحقيق المزيد من الخسائر في العدو، التي تؤدّي إلى تآكل نظرية "الردع" الذي يتفاخر بها دائمًا.

بدوره، يقول الكاتب السياسي، ثائر أبو عياش، في حديثه مع "بوابة الهدف، إنّ "عمليّة حوارة جاءت ردًّا طبيعيًّا على جرائم الاحتلال الذي اعتقد في الآونة الأخيرة أنّه استطاع على المقاومة من خلال تنفيذه عمليات اغتيالٍ في قلب المدن الفلسطينيّة".

ويضيف أبو عياش: "الجديدُ في هذه العملية النوعية الأخيرة طريقةُ تنفيذها من المقاومة باستخدام تكتيكاتٍ وأساليب جديدة، فاجأت الاحتلال ومستوطنيه"، مشيرًا إلى أنّ "مكان العمليّة وتوقيتها مناسبان؛ لأنّ الإعلام العبري تحدّث مؤخّرًا أنّ المقاومة اندثرت في نابلس، وتحديدًا في حوارة، لكنّ هذه العمليّة ردّت عليه بضربه مجدّدًا في أكثر المناطق التي تعدّ أمنًا للمستوطنين وجنود الاحتلال بإعادة تنفيذ العمليات المسلّحة، وتوصيل رسالة من قبل المقاومة الفلسطينيّة للاحتلال، مفادها أنّها ما زالت حاضرة وبقوة".

ويؤكّد أبوعيّاش، أنّ "جيش الاحتلال بكلّ أجهزته الأمنيّة والاستخباريّة والتكنولوجيّة فشلوا فشلًا ذريعًا في وقف عمليات المقاومة النوعيّة المتواصلة بين الحين والآخر، وكذلك أوفت المقاومة بوعدها بالثأر لدماء الشهداء الذين اغتالهم الاحتلال"، لافتًا إلى أنّ "المقاومة نفّذت العمليّة بمخطّطٍ مسبقٍ وبدراسة جيدة، وليس بعشوائيّة، وهذه ضربةٌ أمنيّةٌ لمنظومة "الردع" المتآكل ودليلٌ إضافيٌّ على فشلها المتواصل، وما يؤكّد ذلك التقارير العبرية، تقول: إنّ الجيش وصل متأخرًا إلى مكان العملية ظنًّا منه أنّ القتيلين من فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948م".

ويوضّح الكاتب السياسي، أنّ " الاحتلال يحاول القضاء على المقاومة من خلال العمليات الخاصة والتسلل لقلب المدن الفلسطينية، وكذلك بتشويه صورة المقاومة للجمهور الفلسطيني، ولكنْ كان الرد من الشعب أنّه يحتضن المقاومة، ويقف إلى جانبها في وجهه"، مشيرًا إلى أنّ "العملية تؤكّد أن الشعب الفلسطيني ما زال مصرًّا على حقّه بالحريّة ودفاعه عن أرضه بمقاومة الاحتلال".

وبشأن اختيار المقاومة لمكان العملية، من جهته، يؤكّد الكاتبُ والمحلّلُ السياسيُّ نهاد أبو غوش، لـ "الهدف"، أنّ "بلدة حوارة تمثل موقعًا بالغ الحساسيّة للاحتلال؛ لأنّها تعدّ عمليًّا جزءًا من مدينة نابلس، وهي المدخل الجنوبي لها، مشيرًا إلى أنّها "عقدة مواصلات مركزية للربط بين مدن الضفّة المحتلّة ومناطقها ووسطها وجنوبها ومدن نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وطوباس".

ويقول أبو غوش: إنّ "حوارة وطرقها ظلّت ساحةً دائمةً للاحتكاك، خصوصًا من وجود التشكيلات الجديدة لكتائب المقاومة الفلسطينيّة، وتنفيذ عشرات عمليات إطلاق النار على المنطقة المسماة "قبر يوسف"، مبيّنًا أنّها "النقطة التي تربط بين المناطق المحتلّة عام 1948، ومجموعة من المستوطنات التي تطوق نابلس"، مضيفًا أنّ "المستوطنات المحيطة بنابلس، مثل: "ايتامار ويتسهار" هي معقلٌ لأكثر جماعات الصهيونيّة الدينيّة تطرّفًا".

ويشير أبو غوش، أنّ "الموجات المتلاحقة من العمليّات المتتالية تتفاوت في أشكال تنفيذها ما بين فرديّةٍ وجماعيّة، عفويّة وانفعاليّة"، موضّحًا أنّ "المنفّذ قد يكون محترفًا أو مبتدئًا، والسلاح يختلف بين الأسلحة البيضاء إلى الأسلحة الفردية الخفيفة، إلى عمليّات الدهس والاشتباكات والعبّوات الناسفة"، لافتًا إلى أنّ "العمليّات في الضفة و القدس وداخل المناطق الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948، خلقت واقعًا جديدًا مفاده أنَّ المقاومة لم تعد مجرّد ظاهرة أمنيّة محصورة في المخيّم والمدينة، بل هي ظاهرةٌ تتسع وتتمدّد على الرغم من كلّ عمليّات الاغتيال والاجتياحات".

ويؤكّد المحلّلُ السياسي، أنّ "الشعب الفلسطيني ابتدع قانونه الخاص لقواعد الاشتباك، وهو أي جريمةٍ أو مجزرة ترد عليها المقاومة ردًّا موجعًا، وكلّ عمليةٍ جديدةٍ تمثّل نموذجًا يتوق الشبان لمحاكاته وتقليده"، لافتًا إلى أنّ "الاحتلال يريد حسم الصراع، وإنهاءه بالقوّة، لذلك تأتي هذه العمليات لوأد الإرهاب الحقيقي، وهو الاحتلال، وجرائمه التي لا يمكن أن تمر دون ردود".

وبخصوص تعامل الاحتلال مع عمليّات المقاومة المتصاعدة في الآونة الأخيرة، يبيّن أبو غوش، أنّه "يظهر من العملية الأخيرة في حوارة أنّ الاحتلالَ أخفق في التعامل مع العمليّات في ظلّ تصاعد المقاومة بشكلٍ كبير"، متابعًا أنّ "الاحتلال لا ينظرُ لنا باعتبارنا شعبًا بحقوقٍ وطنيّةٍ جماعيّة، إنّما باعتبارنا سكانًا، أقصى ما يتاح لنا هو البقاء تحت ظلّ الاحتلال دون حقوقٍ سياسيّة".

الجديرُ بالذكر أنّه خلال العام الجاري، شهدت بلدة حوارة 10 عمليّاتٍ فلسطينيّةٍ، استهدفت قوات الاحتلال والمستوطنين، بمعدل عمليّة كل 3 أسابيع، حيث أسفرت تلك العمليات عن وقوع 4 قتلى و12 جريحًا.

وفي ظل الهجمة الشرسة التي يمارسها الاحتلال من اغتيالاتٍ واستهدافاتٍ للمقاومة الفلسطينية ورموزها في الضفة المحتلّة، تضرب المقاومة من جديدٍ بأسلوبها وبالطريقة التي تناسبها، التي توجع الاحتلال وتؤرّق منظومته الأمنيّة، وتؤكّد أنّ شعلة المقاومة موقدة، وأنّ النار مستعرة للاحتلال ومستوطنيه من خلال فوهة البنادق ورصاص الفدائيين، والمراد هو الثأر، والسير على طريق المشتبكين مع الاحتلال من أبطال المقاومة ومناضليها.