Menu

29 أكتوبر 1969: ثوار الجبهة الشعبيّة في غزة يعدمون ضابطًا صهيونيًا كبيرًا

غزة _ خاص بوابة الهدف

نفّذت إحدى الخلايا السريّة التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة في مثل هذا اليوم، عملية تصفية لشخصية من أكبر الشخصيات "الإسرائيليّة" خطرًا في القطاع وهو ضابط الاستخبارات "شلومو ليفي" الذي يشغل منصب مدير الجمارك "الإسرائيلي" في قطاع غزةّ، والذي تستّر تحت إشرافه على إدارة محل لبيع الخيزران في المدينة.

وبعد أن تمت عمليات الرصد، والمراقبة الدقيقة لتحرّكات هذا الضابط الكبير، قررت قيادة الجبهة الشعبيّة في الداخل تصفيته والتخلّص منه، حيث وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء 29/10/1969، تحرّكت إحدى الخلايا السرية إلى مكتب الضابط المذكور، الواقع خلف سينما السامر في مدينة غزة، حيث اقتحمت المجموعة المحل، ووجدت عددًا من التجّار العرب المتعاملين معهم، يجلسون في الداخل، فأمرهم قائد المجموعة بالوقوف جانبًا، وفي نفس الوقت أمر الضابط الذي كان يتظاهر بعدم الاكتراث، بالوقوف رافعًا يديه إلى أعلى، ثم التفت إلى التجار مخاطبًا إياهم، بأنّ تعاملهم مع هذا الضابط خيانة لوطنهم، وشعبهم، ومن ثم أمر الضابط بالاستدارة، وخاطبه وجهًا لوجه، موجهًا إليه الاتهام وقرار الجبهة الشعبيّة بتصفيته نهائيًا، بعد أن اكتشف الدور الخطير الذي يقوم به، الدور القائم على التنكيل والتعسّف الوحشي بأبناء القطاع.

وعقب ذلك، أمر أحد أفراد المجموعة بتنفيذ الأمر الموكل إليه فورًا، وتم التنفيذ وسقط ضابط الاستخبارات "الإسرائيلي" برصاص الثورة، وبعدها التفت قائد المجموعة إلى التجّار العرب الواقفين بصمت، قال لهم: إنّ ذلك هو مصير كل عدو، وكل متعامل معه، وهذا أخر إنذارٍ لكم".

وعلى إثر ذلك طوّق المكان واعتقل عدد كبير من المواطنين، وبعد ساعتين بالضبط حضر "موشيه دايان" واجتمع بأعضاء بلدية غزة مهددًا إياهم بضرورة التعاون مع السلطات "الإسرائيلية" في كشف عناصر المقاومة وإلّا فإنّهم يتحمّلون مسؤوليّة عدم تعاونهم، وفي اليوم التالي قام العدو بنسف 8 منازل تقع حول مكان الحادث.

ويقول بيان صدر عن الجبهة الشعبيّة في حينه، الذي حمل تفاصيل هذه العملية، إنّ: عملية قتل الضابط شلومو تمثل تجسيدًا لخط الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين للقضاء على كل محاولةٍ "إسرائيليّة" لتثبيت وجودها في فلسطين سواء من الناحية الاقتصاديّة أو السياسيّة أو العسكريّة، وأنّ الجبهة الشعبيّة تنذر العدو بأنّها ستنتقم أكثر من ذلك إذا حاول العدو التنكيل بأهالي القطاع.

(نشرت هذه التفاصيل في العدد 16 من مجلة الهدف الذي صدر بتاريخ 8 نوفمبر 1969)