Menu

الحرب العالمية الثالثة هل تقع؟

ناجي صفا

ناجي صفا

خاص - بوابة الهدف

السؤال الذي يتداوله المتابعون  دون أن يجدوا  إجابة شافية له: هل نحن على شفير حرب عالمية ثالثة؟ 
 تقديري إننا فعلاً على أبواب حرب عالمية ثالثة لكن لا أحد يستطيع أن يجزم متى تنفجر، لكن الانفجار شبه حتمي ومؤكد. 
 فالولايات المتحدة لن تتنازل عن الريادة العالمية بعد أن تربعت عليها مئة عام. 
ما زالت الولايات المتحدة  تكابر في رفض الإقرار بالتعددية القطبية، والتحولات البنيوية التي يشهدها العالم، وكلها تصب في غير مصلحة الولايات المتحدة، ورغم إدراكها لهذا الواقع. 
تقديري أن الولايات المتحدة يمكن أن تذهب إلى حرب عالمية ثالثة دفاعاً عن مصالحها وللحفاظ على تسيدها للعالم، رغم عدم اليقين أنها ستنجح في الحفاظ على المكتسبات التي حققتها منذ الحرب العالمية الثانية وأدت إلى بسط هيمنتها السياسية والاقتصادية والعسكرية.
الولايات المتحدة تقود حرباً استباقية لقطع الطريق على هذا التحول. لاسيما مع ترقي وضع الصين التي تشتري المزيد من الذهب لتعزيز قوتها الاحتياطية بوجه الدولار. 

 التفاهم الصيني السعودي باقتراب التداول باليوان في تسعير البترول أشعل الولايات المتحدة وحرك  جرس الإنذار بتدمير الدولار، محذرة من أنها لن تسمح بتدمير الاقتصاد الأميركي. 
 كما حذرت البرازيل بفرض عقوبات مدمرة بعد الإعلان الرسمى عن التبادل التجارى مع الصين باليوان ومع الهند بالروبية ومع روسيا بالروبل معتبرة أن ذلك بمثابة موقف عدائي تجاه أميركا. 
الموقف المؤلم الذي أوجع الولايات المتحدة الأميركية، أن بعض الدول الأوروبية قررت التعامل باليوان والروبل بدلاً من الدولار، شركات بترول فرنسية ضخمة أبرمت عقوداً مع روسيا بالروبل، واتفاقات اقتصادية هائلة مع الصين باليوان. 
الرئيس الفرنسي ماكرون أبدى انزعاجه من الهجوم الأميركي احتجاجاً على تعاقدات فرنسا باليوان الصينى والروبل الروسى التى وصفها الأميركي بالمخزية. فقال: "لن أسمح بانهيار الاقتصاد الفرنسى  من أجل رفاهية الآخرين."

حركت الولايات المتحدة أساطيلها البحرية في خطوة ذات دلالة تهديدية للتلويح بالقوة رداً على تحركات الخليج وشمال أفريقيا بالتبادل الاقتصادي بعيداً عن الدولار فى محاولة دخلت حيز التنفيذ  (لنهاية اتفاقية البترودولار بالتعاون بين الخليج وروسيا من جهة والصين والهند من جهة أخرى)

 تمركز حاملة الطائرات والمجموعة القتاليه المصاحبة لها وهي عبارة عن (٣٧ قطعة بحرية وغواصتين هجوميتين) في البحر المتوسط في المياه الدولية أمام القاعدة البحرية الروسية في طرطوس السورية مؤشر خطر للسلوك الأميركي. 
بوتين يرد بإرسال قاذفات استراتيجية إلى قاعدة حميميم السورية محملة بصواريخ كنجال الفرط صوتيه (الملقبة بقاتلة حاملات الطائرات)، إن  تسليح القطع البحرية الروسية الهجومية في قاعدة طرطوس السورية بصواريخ تسيركون الأحدث عالمياً مؤشر مقابل للسلوك الأميركي.  

الولايات المتحدة ترفع عقيرتها بالتصعيد، بإعلان أنها أرسلت غواصة نووية للخليج العربي محملة بـ١٥٤ صاروخ كروز من طراز توماهوك بدعوى التوتر مع إيران، وهي في الحقيقة موجهه للسعودية والإمارات. 
 الصين تعلن فى مفاجأه شراء ١٨ طن ذهب، وتتوعد بشراء كميات هائلة لتدعيم اليوان رسمياً في الاقتصاد الدولي أمام الدولار (الصين صاحبة أكبر احتياطى عالمي من الدولار  ٣،١ تريليون دولار) يمثل ٣٢% من حجم عملة الدولار في العالم خارج أميركا
 تبدأ مناورات هائلة تحاصر تايوان من جميع الجهات رداً على التحدي الأميركي ومقابلة رئيسة تايوان لرئيس مجلس النواب الأميركي في أميركا 
يتوقع أن تقفز دول أوروبية وغربية من الاتحاد الأوروبي من قارب الدولار قبل غرقه وتسير خلف الخطوات الفرنسية بعيداً عن الدولار
 إعلان الصين بالتوسع فى شراء الذهب بدلاً من الدولار، تدشين رسمي للعودة إلى نظام اقتصادي للتبادل بكافة العملات ذات الغطاء الذهبي (و مصر تتجه بقوة لهذا المسار باحتياطي مبدأي ١٢٥،٥٥ طن ذهب سيزيد فى القريب العاجل.
إن مجمل هذه التطورات تدفع الولايات المتحدة إلى مزيد من الإجراءات الاحترازية والاستباقية، وربما إلى تصعيد الوضع السياسي العالمي بما يشي باحتمالات الحرب العالمية الثالثة.