Menu

"اتفاق غالانت وبايدن: هل يتغير مستقبل إسرائيل وغزة ولبنان؟"

غالانت سوبر مان جديد

بيسان عدوان

بيسان عدوان

خاص. - بوابة الهدف

في عالم السياسة، هناك مقولة شهيرة تقول: "الأزمات تخلق الفرص، والفرص تصنع القادة." هذه الحكمة يمكن تطبيقها بوضوح على التحركات الأخيرة في السياسة الإسرائيلية، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديات داخلية خطيرة. تزداد التكهنات حول الدور المحوري الذي قد يلعبه وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت كمنقذ محتمل للدولة، خاصة بعد التقارير عن اتفاقه مع الإدارة الأمريكية.

من جهة أخرى، كان ديفيد بن غوريون، أحد الآباء المؤسسين لإسرائيل، يؤمن بأن "القوة الحقيقية للدولة تكمن في قدرتها على التكيف مع التغيرات المحيطة بها". هذا التكيف يبدو الآن ضرورياً أكثر من أي وقت مضى، مع التحولات السياسية والأمنية التي قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المستقبل الداخلي والخارجي لإسرائيل، بما في ذلك تأثيرها على غزة ولبنان.

وعليه تسعي القوى الدولية خاصة امريكا والمعسكر الغربي لانقاذ الدولة العبرية هذا الكيان الذي يمثل انهياره انهيار القوى الإمبريالية ومعسكر الرأسمالية العالمية لذا عليهم  خلق قيادة استثنائية مدعومة تفاهمات دولية لتغيير مجرى الهزيمة وإعادة توجيه البوصلة نحو الحفاظ علي الكيان المسخ  ودوره الوظيفي في المنطقة. 

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية تطورات هامة تمثلت في التحركات المستجدة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والتقارير عن وجود اتفاق بين وزير الدفاع يوآف غالانت والإدارة الأمريكية. هذا الوضع أثار تساؤلات عديدة حول تأثير هذه التحركات على الداخل الإسرائيلي والوضع في غزة ولبنان.

 التحركات ضد نتنياهو

شهدت فترة حكم بنيامين نتنياهو العديد من التقلبات السياسية، ولكن التحركات الأخيرة ضده جاءت في سياق تجاذبات داخلية حادة حول الإصلاحات القضائية وسياسات الحكومة. تصاعد التوترات داخل الائتلاف الحاكم ومعارضة بعض القادة البارزين، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت، أثار شكوكا حول قدرة نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة.

غالانت، الذي يتمتع بثقل سياسي وعسكري كبير، عُرف عنه مواقفه الحازمة والمعتدلة في آن واحد. التقارير التي تحدثت عن اتفاقه مع الإدارة الأمريكية قد تشير إلى بداية تحول في السياسة الإسرائيلية نحو مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة في القضايا الأمنية والإقليمية. وفيما يلي النقاط الخمس التي اتفق عليها غالانت مع بايدن:

1. **تعزيز التنسيق الأمني**: الاتفاق على زيادة مستوى التنسيق الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة لضمان مواجهة فعالة للتحديات الأمنية المشتركة.
   
2. **التعاون في مجال الدفاع الصاروخي**: الالتزام بتطوير مشترك لمنظومات الدفاع الصاروخي، مثل نظام القبة الحديدية، وتعزيز قدرات الردع الإسرائيلية.
   
3. **منع التهديد النووي الإيراني**: العمل سوياً لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، وذلك من خلال العقوبات الاقتصادية والعمليات الاستخباراتية.
   
4. **دعم الاستقرار الإقليمي**: تعزيز الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية في المناطق المضطربة.
   
5. **تعزيز التعاون الاستخباراتي**: تبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل أكثر فعالية لمواجهة التهديدات الإرهابية والأنشطة العدائية في المنطقة.

 التأثير على الداخل الإسرائيلي

على الصعيد الداخلي، أثار هذا الانقسام في الحكومة تخوفات من زعزعة الاستقرار السياسي، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة. إذا استمر هذا الانقسام، قد يؤدي إلى إضعاف قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات حاسمة في مجالات عدة، منها الأمن والدفاع والاقتصاد.

التوافق بين غالانت والإدارة الأمريكية قد يعزز من موقعه السياسي كبديل محتمل لنتنياهو، مما قد يدفع نحو انتخابات مبكرة أو إعادة تشكيل الحكومة. هذا الوضع سيفتح المجال أمام تحالفات جديدة وتغيير في خريطة القوى السياسية في إسرائيل.

التأثير على غزة

بالنسبة لغزة، قد يؤثر هذا التغير السياسي في إسرائيل على التعامل مع الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس . إذا تبنى غالانت نهجاً أكثر تشدداً أو سعى لتعزيز التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، قد نشهد تصعيداً في العمليات العسكرية أو فرض المزيد من القيود على القطاع.

من ناحية أخرى، إذا سعت الحكومة الجديدة إلى تهدئة الأوضاع وتخفيف الحصار بدافع تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أو لتحقيق استقرار داخلي، قد يؤدي ذلك إلى تحسين الظروف المعيشية في غزة مؤقتاً.

 التأثير على لبنان

أما في لبنان، فالتغيرات في السياسة الإسرائيلية قد تؤثر بشكل كبير على التوترات الحدودية والوضع الأمني في جنوب لبنان. حزب الله، الذي تعتبره  تهديداً  رئيسياً لإسرائيل، سيراقب عن كثب هذه التطورات. في حال تبنت الحكومة الإسرائيلية الجديدة نهجاً أكثر تصعيداً، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد محتمل في جنوب لبنان.

على العكس، إذا سعى غالانت لتعزيز التفاهمات الأمنية مع الولايات المتحدة وتقليل التصعيد، قد نشهد فترة من الهدوء النسبي على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

التحركات الأخيرة ضد نتنياهو واتفاق غالانت مع الإدارة الأمريكية تعكس تغييرات محتملة في السياسة الإسرائيلية قد تؤثر بشكل مباشر على الوضع الداخلي وفي غزة ولبنان. هذه التطورات تظل مرهونة بالعديد من العوامل، بما في ذلك ردود الفعل الداخلية والخارجية، وقد تشكل مرحلة جديدة في السياسة الإسرائيلية والإقليمية.