Menu

فشل المفاوضات والحوارات... ما هو السر؟!

عمر مراد

عمر-مراد

خاص. - بوابة الهدف


 ربما لا يستغرب المرء أن تتعثر أو تفشل المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية أو حركة حماس مع العدو الصهيوني حول وقف إطلاق النار أو وقف العدوان على قطاع غزة، رغم أن ذلك كان مطلباً فلسطينياً بالدرجة الأولى منذ بدء العدوان، إثر عملية السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى)، لكن العدو يريد فرض شروطه، وتحقيق ما لم يستطع تحقيقه بحرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتدمير كل مقومات الحياة، إلا أن المقاومة، وعلى مدار تسعة أشهر، لا زالت تقاتل وتقاوم بكل جدارة وتكبد العدو المزيد من الخسائر بالأرواح والعتاد، ترفض الاستسلام والإذعان، معلنة أن من يقرر مستقبل غزة بعد وقف العدوان هم الفلسطينيون وحدهم وبأنفسهم وترفض المقاومة بعد كل هذه التضحيات وهذا الدمار الشامل مطالب الصهاينة وتصر على المواجهة والصمود وقطع الطريق على الأهداف التي لا زال يصر عليها العدو.
 أما الغريب بالأمر هو أن تفشل الحوارات الفلسطينية التي تبحث ومنذ سنوات طويلة للإتفاق على ترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بشراكة الكل الوطني الفلسطيني على أساس سياسي واضح أقله القطع مع الرهان والتعويل على التسوية السياسية أو التحلل من الالتزامات المشينة التي فرضها ولازال اتفاق أوسلو.. أي المطلوب هو فقط إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وحق الشعب الفلسطيني بمواصلة مسيرة الكفاح باعتباره ضرورة موضوعية لإنجاز مهام وأهداف مرحلة التحرر الوطني.
    أما أن تتعطل الحوارات اليوم وتفشل وأن يتم التهرب من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الحوارات السابقة فهذه جريمة لا تغتفر، خاصة وأن العدو يستهدف الوجود الفلسطيني والسيطرة على أرض فلسطين بكاملها عبر آلاف المجازر والجرائم التي يرتكبها في حربه المفتوحة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبنفس الوقت عدوانه اليومي على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وهجماته المستمرة على القدس بهدف مصادرة الأرض، وبناء المستوطنات، والضغط بكل سبل القتل والملاحقة والاعتقال، وهدم البيوت، وحرق الحقول والمحاصيل بهدف تهجير الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم.
 متى سيقف الفلسطينيون إذاً أو متى سيتحدوا حول خيار واحد وهدف واحد، ألا يكفي ما يجري وما حل بشعبنا حتى الآن، ألا يكفي عشرات آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والمفقودين، ونزوح ما يقارب المليونين إنسان من بيوتهم، وتدمير ما يزيد عن 85% من المساكن والأبنية والبنى التحتية وكل ما له علاقة بالاقتصاد والتعليم والصحة والخدمات الأساسية / الكهرباء والماء والنقل والاتصالات.
 ألا يكفي هذا الوضوح بأهداف العدو بأبعادها الاستئصالية و الإقتلاعية وكل ما يتعلق بالوجود الفلسطيني بشرا و تاريخا وحضارة وهوية.
 ما هو السر إذن بفشل المفاوضات مع العدو حول وقف العدوان وفشل الحوارات الفلسطينية الداخلية حول ضرورات الوحدة الوطنية/ وما هو العامل المشترك الذي يقف وراء الفشل؟؟؟
 إذا كان قادة الكيان الصهيوني يصرون على عدوانهم إلى أن يحققوا أهدافهم كاملة والتي أقلها الآن السيطرة الأمنية والعسكرية التامة على قطاع غزة.
 فمن هو الفلسطيني الذي يصر على إبقاء الانقسام، خاصة وأن الانقسام مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى؟ وهل استمرار الرهان على المفاوضات والتسوية السياسية والرعاية الأمريكية والحفاظ على السلطة الفلسطينية بواقعها ووظيفتها الحالية إحدى هذه الأسباب؟؟؟ ... هذا السؤال برسم من يضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق كل اعتبار