Menu

التحديات الاجتماعية في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الصهيو أميركية على غزة

د. عزمي منصور

خاص بوابة الهدف الإخبارية

المجتمع الفلسطيني رغم نكبة عام 1948؛ مجتمع يتسم بالتكافل والتضامن الاجتماعي؛ سواء في المخيمات او الارياف؛ وحتى في المدينة؛ حيث ما زال المجتمع الفلسطيني؛ يتراوح بين الأسرة الممتدة والأسرة النواه؛ وقد جعلته الاحداث اكثر تضامنا وتكافلاً ؛ وقد تجلى ذلك في الهبات والانتفاضات المتكررة ؛ فعلى سبيل المثال؛ في الانتفاضة الاولى عام 1987؛ حيث الاضرابات وتعطل الاعمال؛ والاشتباكات مع العدو الصهيوني؛ الذي لم يتورع عن تكسير عظام الاطفال ممن يقاومون بالحجر؛ ففي هذه المرحلة؛ ساد الامن الاجتماعي شعبيا؛ ولم يشعر الفقير بفقره؛ بل كان يجد قوت يومه امام باب بيته؛ وعلى مستوى التعليم وتعطل للمدارس والجامعات؛ اصبحت البيوت مكانا لتلقي العلم؛ وكان الشعب الحاضنة الرؤوم لكل عائله شهيد او جريح او اسير؛ او لكل من ينسف الاحتلال منزله بسبب المقاومة؛ فكان يحظى بالرعاية والاهتمام مجتمعيا.

بعد اتفاقيه اوسلو المشؤومة، وفي ظل سلطه اوسلو؛ حصل تغير على البناء الاجتماعي للمجتمع؛ ففي ظل ما يسمى المشروع الوطني لإقامه دوله في الضفة الغربية وقطاع غزة ؛ وايجاد مؤسسات امنيه عديده؛ وما يسمى حكومة ووزراء؛ ومجلس تشريعي؛ ومؤسسات للأسرى والشهداء؛ واقتصاد ريعي؛ قائم على المساعدات الدولية؛ من الدول المانحة؛ والارتباط باقتصاد العدو؛ اصبح لدينا فئات اجتماعيه متنفذه وطارئه على المجتمع؛ واقتصاد استهلاكي؛ ما أدى إلى ضعف روحيه التكافل والتضامن الاجتماعي، الا من بعدها الديني؛ حيث بقيت محافظه على حالها،؛ انطلاقا من نظره ايمانيه اكثر منها اجتماعيه؛ وقد تجلت في قطاع غزه اكثر منها في الضفة الغربية؛ حيث ان رام الله مثلا؛ اصبحت مدينه مشوهه؛ بين الحداثة والنيو ليبراليه والمحافظة؛ بالإضافة الى احياء روابي منفصله عن الواقع الاحتلالي البغيض؛ بالإضافة الى احياء وجزر اخرى في المدن المختلفة من الضفة الغربية؛ اقيمت بفعل الفساد والمحسوبيات لمحدثي النعمة.

بعد السابع من اكتوبر 1923؛ وخلال معركه طوفان الاقصى؛ اصبحنا امام واقع جديد وملحمة بطوليه في تاريخ الشعب الفلسطيني؛ وأمام مرحله تحول كبرى في المفاهيم؛ بفعل التضحيات الجسام ، فبات الانتصار الممكن؛ ليس عسكريا فقط؛ وانما انتصارا للصمود والتضحيات والصبر؛ ورفض التهجير؛ وانتصارا للإرادة والعدل؛ وعليه فان معركه طوفان الاقصى ستواجه تحديات ما بعد الحرب؛ من حيث الاعمار؛ واستيعاب العدد الكبير من عوائل الشهداء والجرحى؛ ومواجهه مشكله الايتام ممن فقدوا ذويهم؛ فرغم ان مجتمع قطاع غزه ما زال يعيش حاله التضامن والتكافل الاجتماعي؛ بالإضافة الى البعد الديني؛ فان بعض حالات الايتام؛ قد يستوعبهم اقاربهم بالتنشئة والتعليم والصحة؛ ولكن هناك حالات عديده؛ تعد بالألاف؛ لم يعد لهم معيلا ،مما يستدعي ايجاد مؤسسات ايواء وتنشئه؛ تهتم بالصحة والتعليم والعمل؛ لهؤلاء الاطفال؛ وتشجيع مؤسسات دوليه ممن تهتم بالطفولة؛ وكذلك تشجيع دعم المغتربين؛ لحمل بعض الاعباء؛ تحت اشراف الجهات المختصة؛ وضرورة بناء اقتصاد فلسطيني منتجا فكرا وصناعة وغلالا؛ للتخلص من التبعية الاقتصادية لاقتصاد العدو ؛ وبالتالي التخلص من التبعية السياسية للدول المانحة؛ التي باتت تشترط تغيير مناهجنا الدراسية؛ وعدم الاهتمام بمؤسسات الاسرى والشهداء؛ باعتبارهم( ارهابيون)؛ او فرض شروط معينه؛ تتماهى مع العدو الصهيوني والفكر الاستعماري؛

ان التحديات الاجتماعية؛ باتت من اهم التحديات التي تواجه فصائل المقاومة الفلسطينية ؛ وهي تحديات تفوق قدرتها وطاقاتها وامكانياتها؛ لذا لابد من ايجاد مؤسسات دوله؛ تقوم بهذا الدور الوطني والاجتماعي؛ بما يليق بهذه الحاضنة الشعبية؛ التي ضحت بشكل اسطوري؛ وبطولي؛ وبما يليق بصمودهم وتضحياتهم الجسام؛ على طريق النصر والتحرير، وبهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى والاسرى والايتام؛ الذي بات يقارب عشرات الالاف عبر عقود من زمن التضحيات والنضال.