Menu

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية عمر مراد في حوار خاص مع بوابة الهدف

حوارفصائل المقاومة الفلسطينية لديها رؤية وتصور يستجيب لتحديات ما بعد وقف العدوان

بوابة الهدف - سوريا

 

بعد التراشق الإعلامي بين بعض الفصائل الفلسطينية وتحميل كل طرف للآخر مسؤولية مايحدث. وفي ظل المفاوضات التي تجري لوقف إطلاق النار. 
ماهو دور الجبهة في تقريب وجهات النظر وإلى أين وصلت هذه المفاوضات وماذا يحمل اليوم التالي للحرب في طياته. أسئلة كثيرة يجيبنا عليها عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسؤول الدائرة السياسية الرفيق عمر مراد من خلال الحوار التالي

 

 

حاوره: محمد حسين

 

لنبدأ من الحدث الأبرز طرح الرئيس الأميركي مبادرة لوقف إطلاق النار وتجري مفاوضات بشأنها أين وصلت هذه المفاوضات وما هي النقاط العالقة؟

رغم الترحيب التكتيكي ل حركة حماس بالمبادرة لكنها أبدت هي والفصائل الفلسطينية تحفظات واعتراضات على المحتوى لأنه استنساخ للشروط الإسرائيلية ولا يستجيب للمطالب الفلسطينية الرئيسية، وهي وقف العدوان، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين الى بيوتهم وأماكن سكنهم، ورفع الحصار وفتح المعابر وتوفير كل مقومات الإغاثة وضمانات دولية وعربية بإعادة الإعمار وعملية تبادل الأسرى شاملة. فالمبادرة الأمريكية متعثرة نتيجة التشدد الإسرائيلي وعدم الضغوط الكافية على الطرف الإسرائيلي.

 

هل تشارك الجبهة الشعبية بطريقة أو بأخرى بهذه المفاوضات أم ما زال ملف التفاوض بيد حركة حماس؟

الحقيقة أن حركة حماس هي التي تتصدر العملية التفاوضية ولكن هناك تشاور وتنسيق عالي المستوى حول كل القضايا المطروحة والمتعلقة بهذا الشأن وأستطيع القول أن مشاركة الجبهة الشعبية وكذلك حركة الجهاد هي غير مباشرة رغم تواصل بعض الوسطاء معهما مباشرة.

 

الكثيرون يعولون على دور للجبهة الشعبية في الساحة الفلسطينية كيف تقيمون دور الجبهة وهل ما زالت قادرة على أن تلعب دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر بين مختلف القوى الفلسطينية؟

تتميز الجبهة الشعبية بعلاقات جيدة وأكثر مع مختلف الفصائل الفلسطينية وتستطيع القيام بدور مهم لجمع كل الأطراف وضمان مستوى من التواصل والحوار بين الجميع على أساس من الوضوح والشفافية والشعور العالي بالمسؤولية الوطنية خاصة وأن الشعب الفلسطيني لازال يتصدى لمهام مرحلة التحرر الوطني ويتعرض منذ عشرة أشهر لأخطار الإبادة والتطهير العرقي والتهجير. لذلك جمع الشمل الفلسطيني والوحدة الوطنية ضرورة ملحة وعاجلة.

 

كيف تقيم دور الجبهة في معركة طوفان الأقصى العسكري والسياسي والإعلامي وهل أنتم راضون على هذا الدور وخاصة أن البعض يتحدث عن انخفاض فعالية الجبهة على كافة المستويات؟

التحقت الجبهة الشعبية بطوفان الأقصى من لحظة علمها باقتحام غلاف غزة في السابع من أكتوبر بكل إمكانياتها وهي تشترك مع الفصائل الفلسطينية في كل عمليات وأشكال المواجهة العسكرية عدا عن العمليات الخاصة التي تقوم بها، وتلعب دوراً مهما في إغاثة وتعزيز صمود الحاضنة الشعبية في قطاع غزة. يرافق ذلك أداء سياسي متقدم عكس نفسه على مستوى العلاقات التحالفية مع دول وأطراف محور المقاومة وكذلك على مستوى التنسيق الميداني وخاصة في غزة والضفة و القدس ، وعلى مستوى الفعالية والحضور السياسي فلسطينياً وعربياً وأممياً.

 

هذا الشهر ستكون هناك حوارات بالصين تجمع الكل الفلسطيني هل تتوقعون نتائج نوعية خاصة بعد التراشق الإعلامي بين فصائل المقاومة وأطراف من فتح والسلطة والتي لا زالت تحمل حماس مسؤولية كل الذي يحصل في قطاع غزة؟

بصراحة من المعيب أن نسمع أصوات فلسطينية تحمل مسؤولية العدوان وما يرتكبه من جرائم وإبادة بحق شعبنا لحركة حماس والمقاومة تحت حجة أنها قدمت للعدو الذرائع القاتلة. وكأنها بذلك تقدم تبريراً للعدوان وتخفف عنه مسؤولية الإبادة الجماعية في الوقت الذي يلاحق ويحاكم دولياً وعالمياً على ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم ومجازر.

أما الحوارات الفلسطينية في الصين تكمن أهميتها بدخول الصين كدولة عظمى صديقة وحليفة على ملف الأزمة الداخلية الفلسطينية من منطلق الحرص على الوحدة الفلسطينية ووقف العدوان على شعبنا. رغم الخيبات المتكررة من نتائج الحوارات إلا أننا نتطلع لأي جهود بجدية وإيجابية عالية، لازلنا في الجبهة الشعبية نعول على وطنية جميع الاطراف الفلسطينية وتطلعات شعبنا الصامد والصابر والمظلوم. نعم قد نتفق على بيان ومحاور سياسية وعملية مهمة وبمستوى من الوضوح والاستجابة لمهمات المرحلة الراهنة، ولكن تبقى العبرة بالتنفيذ والترجمة السريعة على الأرض. وهذا وبكل صراحة مرتبط باستعداد وجدية تعاطي القيادة الرسمية الفلسطينية.

 

الكل منشغل باليوم التالي لتوقف العدوان إسرائيل لديها خطة وهي مرتبكة وأمريكا لديها خطة وبعض الأطراف العربية لديها مقترحات، كيف تنظر الجبهة الشعبية لغزة ما بعد العدوان، هل لديها تصور محدد؟

طبعاً كل الأطراف الفلسطينية ومعظم العربية والإقليمية والدولية المهتمة تسأل وتهتم بالإجابة على تحديات اليوم التالي بعد وقف العدوان. لا أريد التفصيل برؤية كل هذه الأطراف لما يسمى اليوم التالي. الكيان الصهيوني له رؤية ومعه أمريكا والغرب الإمبريالي. القيادة والسلطة الفلسطينية لديها ومعها عدداً من الدول العربية. الجبهة الشعبية وحماس وحركة الجهاد أي معظم فصائل المقاومة الفلسطينية لديها رؤية وتصور يستجيب للتحديات ما بعد وقف العدوان. تتفق الجبهة الشعبية مع قوى وفصائل عديدة ووازنة على أهمية التوافق على رؤية فلسطينية موحدة بين المستوى الرسمي الفلسطيني وفصائل المقاومة.

مستقبل قطاع غزة يقرره الفلسطينيون أولاً. رفض أي شكل من أشكال الوصاية العربية أو الدولية على قطاع غزة. ورفض إخضاع القطاع للسيطرة الإسرائيلية الأمنية والعسكرية المباشرة أو غير المباشرة. أن تتولى حكومة توافق وطني المسؤولية وتكون بمرجعية وطنية متفق عليها وفقاً لما تم الاتفاق عليه سابقاّ لحين معالجة أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية ومشاركة باقي الأطراف الفلسطينية. بهذا الشكل نضمن إشراف رسمي وطني متفق عليه على الحدود والمعابر ونضمن رفع الحصار ونضمن التواصل مع كل الأطر والمؤسسات والدول العربية وكل دول العالم لتوفير كل مقومات الإغاثة والإمكانيات اللازمة لإعادة الإعمار. ونضمن تنظيم حياة الناس وحمايتهم وكذلك التوزيع العادل للمساعدات والإيواء. وأيضاً الشروع بإعادة تأهيل البنى التحتية تعليم وصحة وكهرباء وماء واتصالات ونقل الخ...

 

ما بعد معركة طوفان الأقصى يمكن أن يكون أقسى من المعركة ذاتها، حيث يتأهب الكل لقطف ثمار هذه المعركة النوعية. برأيك فلسطينياً هل الوضع مهيأ لقطف ثمار هذه المعركة والبناء عليها في ظل الانقسام وفي ظل التباين بالرؤى بين مسارين، مسار المفاوضات ومسار المقاومة؟

هذا السؤال دقيق وخطير في آن واحد. يجب أن يعلم الجميع الفلسطيني أن قطاع غزة لن يقضي مستسلماً ولن يرفع الراية البيضاء أبداً رغم كل الدمار والجرائم. لذلك لن يسمح شعبنا وقوى المقاومة بالعبث لأي فئة كانت بمصالحه وتضحياته وتطلعاته سواء كانت حياتية أو اجتماعية أو وطنية وسياسية. غزة والضفة ستكونان كما هما جناحي لمسيرة الكفاح والمقاومة. على الكل الفلسطيني أن يحول الدماء والأشلاء والتضحيات الى قوة خلاقة لاستكمال ترجمة دروس ومعاني ودلالات السابع من أكتوبر "طوفان الاقصى" باعتبار ما حصل هو بروفة الانتصار الكبير الذي سيتوج بمعارك التحرير.

 

عملية السابع من أكتوبر شكلت هزيمة استراتيجية لإسرائيل، مثلما شكلت هزيمة حزيران نكسة استمرت سنوات طويلة، كيف تقرأ الوضع الإسرائيلي بعد معركة طوفان الأقصى؟ هل سيذهب إلى تسوية أم سيذهب إلى مزيد من التطرف؟

للأسف معظم الدول العربية استسلمت لواقع الهزيمة بعد عدوان 1967 رغم محاولة تدارك ذلك في حرب تشرين 1973 الذي بدد معظم إنجازاتها الخيار التفاوضي واتفاقات كامب ديفيد على الجبهة المصرية. أما الإسرائيليون لم يستسلموا لهزيمتهم وفشلهم في مواجهة طوفان الأقصى. بل استحضروا كل إمكانياتهم وحلفائهم لإبادة وتصفية الشعب والقضية الفلسطينية. نعم تعمقت الأزمات التي يعاني منها الكيان الصهيوني وكذلك الصراعات الداخلية ...وبات الكيان الصهيوني غير آمن وضعيف وبحاجة دائمة لمن يحميه. وبينما كان جاذباً للمهاجرين اليهود بات طارداً ونابذاً لليهود والمستوطنين فيه. نعم أزمات عسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية وأزمات التفكك "القومي" والصراعات على خلفية الصهيونية الدينية والعلمانية. كل ذلك يدلل تفاقم الخطر الوجودي، أي كيان آيل للتفكك والسقوط.

 

البعض يقول أننا بتنا أقرب إلى تحقيق الهدف المرحلي (الدولة المستقلة) بعد معركة طوفان الأقصى. هل توافقون على هذا القول؟

البعض هذا واهم لا دولة فلسطينية تأتي عبر التسوية وفي ظل ميزان القوى القائمة. رؤساء أكبر خمس أو ست دول كبرى زاروا الكيان الصهيوني لمجرد عملية فدائية من العيار الثقيل أي نوعية وواسعة وخاطفة. إذاً العدو ليس ضعيفاً لدرجة التسليم بهزيمته في السابع من أكتوبر وما يتعرض له من ضربات على يد المقاومة في فلسطين ومن تزايد ضربات المقاومة في جبهات الإسناد المختلفة.

 

الكنيست الإسرائيلي صوت ضد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ومحكمة العدل الدولية طالبت إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية عام ٦٧، بعد قرار الكنيست وقرار المحكمة الدولية، ما هو المطلوب فلسطينياً؟

قرار الكنيست الصهيوني تأكيد لموقف تاريخي لمؤسسي ومعظم قادة وأحزاب الكيان الصهيوني برفض ومنع قيام دولة فلسطينية. فكيف اليوم وفي ظل جنوح "المجتمع" الصهيوني إلى التطرف العنصري والديني. إذاً لا جديد ولا غرابة بهكذا قرار. أما قرار محكمة العدل الدولية ورغم أنه استشاري لكنه مهم جدا يساعد على عزل الكيان الصهيوني على كل المستويات القانونية والسياسية والأخلاقية. ولكن سيضاف إلى الكثير من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ولو بالحدود الدنيا دون أن تجد الإرادة الدولية القادرة على تنفيذها. وما يحد للأسف من الاستفادة من هذا القرار هو غياب الرؤية الفلسطينية الموحدة حيث أن متطلبات التوظيف السليم والاستثمار الجيد له يفرض أولاً أن تتخذ قيادة منظمة التحرير قراراً لا لبس فيه يقضي بسحب الاعتراف بـ"حق إسرائيل بالوجود" ووقف كل أشكال التنسيق الأمني وتجميد كل الاتفاقات الموقعة مع الكيان الصهيوني المعلنة أو المخفية. ومن ثم بلورة فهم ورؤية موحدة لطبيعة الكيان الصهيوني وطبيعة التناقض معه. وطبيعة المهام الوطنية العاجلة والآجلة. ووحدة القيادة والأداة. لضمان إدارة موحدة للصراع ببعديه السياسي والميداني على قاعدة المقاومة والوحدة شرط الانتصار.