Menu

مصادرة 90% من ممتلكات الأسرى في 7 أكتوبر

حوار"بوابة الهدف" تحاور الأسير المحرر ماهر حرب: قمع إدارة مصلحة السجون يفوق تصريحات بن غفير قذارة

ماهر حرب.jpg

خاص بوابة الهدف الإخبارية - نابلس

"بوابة الهدف الإخبارية" حاورت الأسير ماهر حرب، إذ أكَّد الأسير ماهر حرب: "في بداية الحدث يمكن القول إنَّ ما جرى ليس في سياق عفوي، إذ أن تشخيص الموضوع على أنه عفوي ليس صحيحًا، ما جرى في السجون يوم السابع من أكتوبر جرى بطريقة منظمة، وهذا الأمر يكشف أن الاحتلال هو من أسس لهذا اليوم، وكان مُهيأ له، سواء من خلال طريقة الهجوم على الأسرى، أو أسلوب التفتيش، أو حتى التنكيل والتعذيب منذ اليوم الأول".

وأردف حرب خلال حديثه مع "بوابة الهدف" قائلاً: "ما جرى لم يكن ردة فعل لدى مصلحة السجون، بل هي مؤسسة أمنية إجرامية كانت مستعدة لإنزال أقصى العقوبات على الأسرى، وليس فقط بسبب السابع من أكتوبر، هي بالفعل مؤسسة إجرامية نازية كانت تنتظر هذا اليوم، حيثُ قامت مصلحة السجون بتحويل الغرف إلى زنازين، ومصادرة 90% من ممتلكات الأسرى في اليوم الأول للحرب، يوم السابع من أكتوبر. على سبيل المثال: الفراش الشخصي، الأجهزة الكهربائية، والمتعلقات الشخصية، وأصبح الأسير يعيش على فرشة واحدة وغطاء سرير واحد".

صورة الأسير ماهر حرب لحظة التحرر من سجون الاحتلال
صورة الأسير ماهر حرب لحظة الافراج عنه من سجون الاحتلال

الشهور الثلاثة ما بعد السابع من أكتوبر، إجراءات تعسفية، إدارة مصلحة السجون كانت أقذر من بن غفير:
بيّن حرب خلال حديثه مع "بوابة الهدف"، إنَّ: " مصادرة ممتلكات الأسرى جرت عبر فرق قمعية، مدججه بالهراوات والعصي، والكلاب البوليسية التي كانت تنهش جسد الأسرى، وكانت هذه الفرق تقوم بالهجوم على غرف الأسرى، ومصادرة كل شيء يخص الأسير، وتحديدًا وسيلة الاتصال، القصد الهاتف المُهرب إلى السجن، في محاولة بطبيعة الحال لعزل الأسير عن الواقع الخارجي.

وشدّد حرب على، أنّ: "في الثلاثة شهور الأولى من الحرب قامت ما تُسمى إدارة مصلحة السجون بإجراءات تعسفية ضخمة جدًا على كافة الأصعدة، والأهم أنها قامت بإجراءات نقل بحق الأسرى خلال هذه الشهور الثلاثة لا يستوعبها العقل، إذ كل أسير تنقل بالحد الأدنى خلال هذه الشهور ما بين 3 سجون، وتنقل ما بين 20 غرفة بالحد الأدنى أيضًا، وبطبيعة الحال تخلل هذه التنقلات تنكيل وتعذيب وحشي من قبل السجان، وعملية ضرب للأسير منظمة بعناية ودقة".

وأردف حرب خلال حديثه مع "بوابة الهدف" يقول: هذه الإجراءات كشفت الوجه القبيح للاحتلال، وأكثر الوجه النازي، سواء كان هذا الوجه يساري، أو يميني، لا فرق بين الاثنين، القصد لا فرق إذا كان مدير السجن يساري التوجه، أو يميني متطرف، هم وجهان لعملة واحدة، وأكثر إدارة مصلحة السجون كانت تُمارس القمع بشكل لا يوصف، هي أقذر من تصريحات بن غفير، وهذا الأمر يُثبت أنهم كانوا ينتظرون هذا المشهد، وبالفعل مدربين عليه من أجل الانقضاض على الأسرى، كانوا الأسرى يشعرون أنّ إدارة السجون كانت تنتظر هذا اليوم.

سجن ريمون كان الأقل خطر، هناك معتقلات سرية، بعض السجون تحولت إلى مسلخ:

أكَّد حرب "لبوابة الهدف"، أنّ: " سجن ريمون كان الأقل خطر على الأسرى رغم ما جرى بداخله من قمع وتنكيل، أما عن باقي السجون يمكن الحديث عن النقب الذي تحول لمعتقل توقيف لأسرى غزة، وهناك أيضًا معتقلات سرية لم نتمكن من الوصول لمعلومات حولها، بالإضافة إلى سجن مثل مجدو أصبح بمثابة مسلخ، إذ شهادات الأسرى تؤكد ذلك، وقد عايشت أسرى جاؤوا من سجون أخرى، وكانوا قد تعرضوا للتنكيل والقمع، حيثُ هؤلاء الأسرى منهم من كان يُعاني من كسور في جسده، مثل الأنف، واليد، والقدم، والمؤلم هو عدم وجود علاج لهؤلاء الأسرى، وأيضًا عايشت استشهاد مسن داخل سجن ريمون بسبب سياسة الإهمال الطبي، وأعتذر عن عدم التطرق للتفاصيل بسبب تعذر الوصول لمعلومات حول الاسم، وحقيقة ما جرى.

وشدّد حرب على، أنّ: " ما جرى بعد ذلك هو حراك داخل سجن ريمون شبه قانوني، وسبب هذا الحراك هو وجود أسرى من الأراضي المحتلة عام 1948، وأٍسرى أيضًا من القدس ، وعليه جاء طاقم من المحاميين تحديدًا، والقضاة، وزيارة هذا الطاقم جاءت في محاولة لإثبات أنّ ما تُسمى دولة "إسرائيل" هي دولة قانون، ونتج عن هذه الزيارة هو تطبيق قانون مصلحة السجون فيما يخص حقوق الأسرى، ولكن كانت هذه الحقوق تُعادل 30% من الحقوق الأساسية، طبعًا نتحدث هنا عن الحقوق التي كانت ما قبل السابع من أكتوبر".

وتابع حرب خلال حديثه مع "بوابة الهدف" بالقول: مثل هذه الحقوق تشمل الطعام والرعاية الصحية، وبطبيعة الحال جرى تغيير طفيف على وجبات الطعام، وأصبح الطبيب يأتي لغرف الأسرى لسؤال عن الأسرى المرضى، ولكن لا يوجد نقل لهؤلاء الأسرى إلى العيادات أو المستشفى، ويتم النقل في حال كان الأسير ما بين الحياة والموت فقط، أما الأمراض الأخرى مثل الأمراض الجلدية، أو الحرارة، لا يتم نقل الأسير أو علاجه بشكل سريع، وطبعًا أتحدث هنا عن سجن ريمون فقط، أما باقي السجون الشهادات كانت مرعبة جدًا، وجرى فيها قمع وحشي جدًا أيضًا.

ماهر حرب ..jpg

رسالتي، كفى للعالم أن يبقى صامتًا، المأساة يجب أن تتوقف وتنتهي:

في ختام حديثه مع "بوابة الهدف"، يقول الأسير المحرر ماهر حرب: " على الرغم من هذه الحالة داخل السجون إلا أنّ الفلسطيني أثبت أنهُ قادر على الصمود والمقاومة، إذ شكّل الأسرى جبهة وطنية موحدة، ونجح الأسرى في الابتعاد عن الحزبيات، حيثُ مصلحة السجون تعمدت في نقل أسرى حركة حماس والجهاد الإسلامي إلى غرف أسرى فصائل منظمة التحرير، وذلك في محاولة لزرع بذور الفتنة، وتحميل خراب السجون للأسرى، ولكن تفاجئ الاحتلال من صلابة الأسرى، وفي حفاظهم على نسيجهم الوطني، إذ الأسرى بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى كانوا على قلب رجل واحد، وهذا الأمر جعل مصلحة السجون تقوم بنقل أسرى الجهاد وحماس إلى غرف مغلقة، وكان سبب هذا النقل هو تحقيق وحدة وطنية، ومؤازرة ما بين الأسرى غير مسبوقة.

وختم حرب حديثه مع "بوابة الهدف" يقول:" ليس بيع شعارات، إنَّ 80% من الأسرى في سجن ريمون تحديدًا لم يكن لديهم مشكلة في الموت مقابل وقف الجرائم في غزة، وأقول أنّ الأسرى لم يكونوا ينتظرون صفقة من أجل التحرر، بل على العكس كان لديهم الاستعداد الكامل للموت داخل السجن مقابل وقف الحرب على قطاع غزة.
أكَّد حرب "لبوابة الهدف": " يدرك الأسرى أنّ العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر مكلف، ويحتاج إلى نضالات طويلة جدًا، ولكن لدينا شعب يُقتل، وبالتالي الأهم الآن على شعبنا تحقيق الوحدة الوطنية، وعلى الجميع النضال، وكل إنسان بحسب قدراته، حيثُ هذه المأساة يجب أنّ تتوقف وتنتهي، وكفى للعالم أن يبقى صامتًا، وأخيرًا وليس أخرًا يُدرك الأسرى أنّ ما قام به الاحتلال سيبقى لعنة عليه على مدار التاريخ، وحتمًا سيدفع ثمن جرائمه.