Menu

سراب "المناطق الآمنة" يتمدد

تقريرمجازر دامية يرتكبها الاحتلال.. لا آمان للنازحين الغزيين في مراكز الإيواء

أحمد زقوت

خاص _ بوابة الهدف

تضطر آلاف العائلات في قطاع غزة منذ عدوان جيش الاحتلال الصهيوني في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023م، إلى اللجوء للمدارس ومراكز الإيواء بعدما أجبرهم الاحتلال على النزوح من منازلهم بعد قصفها وتدميرها بأسلحته الثقيلة، إذ الكثير من المواطنين يعتبرون المدارس مدارس "آمنة"، لكن في جميع أنحاء القطاع كانت طائرات ومسيرات الاحتلال الصهيوني الحربية تباغتهم وتقصف المأوى الوحيد لهم، بذريعة وجود عناصر من المقاومة الفلسطينية بداخلها، ما يخلف عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى.

وفجر اليوم السبت، قصفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ طابقين بمدرسة "التابعين" في حي الدرج وسط مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات بجراح متفاوتة في مجزرة دموية تظهر بشاعة الاحتلال ومدى ساديته بحق سكان القطاع.

ومنذ بداية شهر أغسطس الجاري، استهدف جيش الاحتلال نحو 13 مركزا ًلإيواء النازحين، وخلال الأسبوع الماضي استشهد 16 فلسطينيًا وأُصيب آخرون بجروح في قصف استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، أمّا مساء الخميس 8 أغسطس/آب، قصف الاحتلال مدرستي "عبد الفتاح حمودة" و"الزهراء" في حي "التفاح" شرقي مدينة غزة، واللتان تؤويان آلاف النازحين، ما أدى إلى استشهاد 17 مدنيًّا وإصابة العشرات، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، ما يظهر تعمّد الاحتلال لاستهداف النازحين وجميع مقومات الحياة في القطاع من أجل تهجيرهم وتنفيذ مخططاته.

أشلاء متفحمة وأجزاء متفرقة

وتشير معطيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بحسب مديره إسماعيل الثوابتة، أنّ "جيش الاحتلال قصف مدرسة التابعين التي يتواجد بها آلاف النازحين بشكلٍ مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء بوتيرة متسارعة"، مشيرًا إلى أنّ المجزرة الدموية راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وهم عبارة عن جثث وأشلاء متفحمة وأجزاء متفرقة انتشرت في منطقة المصلى وتناثر بعضها في فناء المدرسة، إضافة إلى عشرات الجرحى مبتوري الأطراف والأجزاء نتيجة شدة القصف الصهيوني.

وأكّد الثوابتة، لـ "بوابة الهدف"، أنّه "من بشاعة المجزرة ارتقى عددًا كبيرًا من الشهداء، ما أثر على قدرة الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ على انتشال جثامين الشهداء ومعالجة الجرحى"، مشيراً إلى أنّ هناك كميات كبيرة من الأشلاء والأجساد الممزقة متواجدة داخل مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" لم يتم التعرف على هوياتهم، وتواجه العوائل صعوبة في التعرف على أبنائها، بينما أغلب الإصابات التي تم نقلها إلى المستشفى هي حالات خطيرة جداً.

ولفت الثوابتة، إلى أنّ الاحتلال استهدف أكثر من 172 مركز إيواء، إذ تأتي هذه الجرائم في إطار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني بشكل واضح، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف جرائمه ضد المدنيين والنازحين، ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.

الاحتلال يعرقل تقديم الخدمات الطبية

وحول تعامل الطواقم الطبية مع الجرحى في ظل محدودية الإمكانيات، يؤكّد بدوره المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة رائد النمس، أنّهم يواجهون شحًا كبيرًا في الأطباء المتخصصين والمستلزمات والمستهلكات الطبية تحديدًا في مستشفيات شمال القطاع التي يمنع الاحتلال دخول الإمداد لها منذ بداية الحرب.

ويقول النمس لـ "بوابة الهدف"، إنّ "مراكز الإيواء غير آمنة إذ باتت هدفًا لجيش الاحتلال بشكل متواصل، ما يخلف عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى، وهو ما يستنزف المنظومة الصحية في القطاع ويجعلهم أمام تحدٍ كبير في ظل عجز الطواقم الطبية عن تقديم الخدمات الصحية اللازمة لهم"، مضيفًا أنّ نقص الوقود والأدوية والمستهلكات الطبية مثل أدوات التخدير والتعقيم، وكذلك إخراج الاحتلال للمستشفيات العاملة بالقطاع عن الخدمة واستهدافه للنقاط الطبية يعرقل تقديم الرعاية الصحية للجرحى والمصابين.

ويؤكّد النمس، أنّه رغم الاستهدافات المتكررة بحق الطواقم الطبية والمنشأت الصحية، إلا أنّهم مستمرين في تقديم الخدمات والرعاية الطبية للجرحى، مطالبًا المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والفاعل لتوفير ممرات إنسانية "آمنة" لدخول المستلزمات الطبية.

ويُشار إلى أنّ جيش الاحتلال بعد مرور أكثر من 300 يومًا على عدوانه ضد قطاع غزة، لم يوقف استهداف الأعيان المدنية والمباني السكنية وقصف مراكز الإيواء، إلى جانب ارتكابه مجازر دامية وإبادة جماعية بحق آلاف السكان، وهو ما يشكل جرائم حرب ضد الإنسانية مكتملة الأركان.