Menu

"بوابة الهدف" تحاور خولة إسماعيل هنية: سنبقى يا أبي على نهجك.

حوارنعاهدك أننا لن نحيد يا أبي، حيثُ أنت لم تحيد عن طريق المقاومة، وكذلك نحنُ.

ثائر أبو عياش

اسماعيل هنية.jpg

بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

في يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2024م، أعلن الحرس الثوري الإيراني نبأ اغتيال إسماعيل هنية في طِهْران، عقب حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، وأصدرت حركةُ المقاومة الإسلامية (حماس) بيانًا قالت فيه: "تنعى حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم، وإلى الأمة العربية والإسلامية، وإلى كل أحرار العالم: الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران."، وفي اليوم التالي بتاريخ 1 أغسطس 2024 جرى له تشييع شعبي ورسمي في طِهران، وصُلِّي عليه بحضور المرشد الأعلى علي خامنئي. ثم نُقل بطائرة إلى الدوحة التي صُلِّي عليه فيها صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة في 2 أغسطس 2024 في جامع محمد بن عبد الوهاب بحضور أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ووالده الأمير السابق ووفود رسمية من تركيا وقيادات الفصائل الفلسطينية ومن منظمات إسلامية وحضور شعبي كثيف، ثم دُفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل شمال الدوحة.

في هذا التقرير تنفرد "بوابة الهدف الإخبارية" بمقابلة خاصة مع أبنة الشهيد "إسماعيل هنية" السيدة "خولة إسماعيل هنية"، إذ تتحدث السيدة هنية عن ظروف استشهاد والدها، واللحظات الأخيرة لهُ، بالإضافة إلى حديثها عن "إسماعيل هنية" الأب.

إسماعيل هنية الأب، بالدموع تتحدث خوله هنيه عن والداها:

حاورت الهدف خولة هنية، إذ أكَّدت الأسير هنية: "عاش أبي لإحياء كلمة الله عزوجل، ومن أجل إعلاء كلمة الدين، ولهذا المشروع الوطني، وكعائلة دومًا ما كنا نتمنى أن يكرمه الله بالتحرير، وأنّ يكون إمام في المسجد الأقصى، لكن أقدار الله نافذه، والحمد لله ربنا أكرمه بالأفضل، وهي الشهادة التي يتمناها الكل، والشهادة أسمى أمانينا، وأن شاء الله أكون أول من يلحق به.

وأردفت هنية خلال حديثها مع "بوابة الهدف" قائلة والدموع في عينيها: "هو فعلًا الأب، وكلمة أب لوحدها تغني، حيثُ هذه الكلمة فيها الحنان، وفيها كل الحب، وفيها الاحضان المشوقة، وبالفعل أنا مشتاقة لهذه الاحضان، والحمد لله هو رجل حنون على العائلة، وكان قدوة لنا في كل شيء، كان قدوة في الحنان، وفي التواضع، الله يرحمه ويتقبله، نحنُ العائلة قد حُرمنا منه، ولكن كان دائمًا يقول لنا احتسبوا هذا البعد في سبيل الله، وقد قمنا بتهيئة أنفسنا لذلك، وأنّ هذا البعد فيه الأجر لله.

وتابعت هنية خلال حديثها  بالقول: " كان دائماَ يُناديني خوخه، ولم يكن يقول لي خوله، وأكثر كان يقول لي قمت بتسميتك خولة على اسم الصحابية خوله بنت الازور، وفضلًا عن ذلك كان هو الأب الذي دائمًا ما يقوم برفع معنوياتي، هذا الرجل هو مظلة العائلة، هو حبنا، وهو حضنا، وهو السند وتاج الرأس، وربنا يتقبله.

خولة.jpg

سنبقى يا أبي على نهجك:

وأكملت هنية  بالقول: " الحمد لله الذي شرفنا باستشهاد أبي، والحمد لله الذي أكرمه بهذه الخاتمة العظيمة، وهي الشهادة في سبيل الله، وإنَّ شاء الله يا أبي سنبقى على نهجك، وأكثر سنبقى كما علمتنا، وكما قمت بتربيتنا على التواضع وحب الشعب الفلسطيني، وسنبقى على نهجك سواء في المقاومة، وأيضًا نهجك في الدين، ونعاهدك أننا لن نحيد يا أبي، حيثُ أنت لم تحيد عن طريق المقاومة، وكذلك نحن.

وأكَّدت هنية ، أنّ: " أبي كان إنسانًا، وقائدًا، وقد قام بتربيتنا على صفة القائد، وعليه نحنُ نُقابل الشعب الفلسطيني بالوجه الحسن حتى ما بعد استشهاده كما قام بتعلمينا، ولذلك نحنُ لن نحيد عن الشعب الفلسطيني، ولا عن الحديث للصحافة، على الرغم أنّ المصاب جلل وعظيم، وعندما نتحدث عن المصاب الجلل، نتحدث عن فقدان الأب صعب جدًا، وخصوصًا على ابنته، لكن الحمد لله رب العالمين، علينا الثبات والصبر كما يدعونا الله، ونحنُ الله معنى، ولذلك نحنُ بخير، والأهم أنّ الشباب المقاوم المناضل في الميدان وهذا يكفينا.

نشكر أيران التي دعمت الشعب الفلسطيني:

شدّدت هنية "لبوابة الهدف" على، أنّني: " لا ننكر دور أحد، ولا أُنكر دور احتضان الحركة_ حركة المقاومة الإسلامية حماس_، أو حتى للمقاومة، ولا أيضًا لوالدي، لا أُنكر دور تركيا، ولا دور مصر، ولا دور قطر، ولا أُنكر دور أيران التي تدعمنا بالسلاح والمال، وبطبيعة الحال لا أُنكر هذا الدور، والشكر موصول ل إيران طبعًا.

وأكَّدت هنية "لبوابة الهدف"، أنّ: " النفس البشرية لها طاقة، الذي فقدناه هو الأب وليس بالشيء البسيط، وهو أب للجميع، وهذا الأب هو الحنون، والسند، والفخر، وطبعًا تلقينا الخبر بالصبر والثبات، ولدينا يقين أننا سنلتقي بوالدي في الدار الآخرة، ومن الطبيعي من أنّ نبكي بكاء الفراق والشوق، وليس بكاء الشهادة، بل على العكس نحن جميعًا نتمنى الشهادة، وبالفعل نحنُ نشعر بالفرح لأن أبي قد ختم حياته الجهادية بهذه الطريقة.

مش حرام أموت على الفرشة:

في ختام حديثها "لبوابة الهدف"، أكَّدت هنية، على، أنّ: " في الليلة الأخيرة لوالدي وهو في قطر، القصد قبل الذهاب إلى إيران، جلس مع قيادة حركة حماس ، وقال لهم لدي إحساس أنني سأموت، يكفيني 63 عامًا، وأنا خائف من الموت على الفراش، وخصوصًا بعد هذا العمر الذي قضيته بالمقاومة، أليس حرامًا أنّ أموت على الفراش!