Menu

تحت نيران الحرب

تدمير ممنهج للبنية الطبية في غزة واستهداف أقسام الأشعة

تحت نيران الحرب: تدمير ممنهج للبنية الطبية في غزة واستهداف أقسام الأشعة

بوابة الهدف الإخبارية - وكالات

ضمن فصول الحرب المستمرة على قطاع غزة، وتحديدًا في ظل ما يصفه البعض بالإبادة الجماعية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية، تعرضت المستشفيات في القطاع، لا سيما في محافظتي غزة والشمال، لضربات عنيفة أدت إلى تدمير أقسام الأشعة كجزء من مخطط أكبر يستهدف المنظومة الطبية بأكملها. تدمير هذه الأقسام، التي تُعدّ أساسية لتشخيص الإصابات وإنقاذ الأرواح، يعكس حجم المعاناة التي تعيشها الطواقم الطبية وسط نقص حاد في المعدات والموارد البشرية.

تدمير شامل لأجهزة التصوير الطبي

في مستشفى الأندونيسي شمال غزة، تعرّضت معظم أجهزة التصوير الطبي للتدمير التام، مما أدى إلى عجز خطير في تقديم الخدمات الطبية. رئيس قسم الأشعة في المستشفى، الدكتور ماهر سليمان، وصف هذا الاستهداف بأنه "إجرامي". الاحتلال دمّر جهاز "فلوروسكوبي"، المستخدم لتصوير الجهازين الهضمي والبولي، بتكلفة تُقدّر بثلث مليون دولار، إضافة إلى جهاز الأشعة المقطعية (CT) الذي فجّره الجنود وسرقوا معداته.

معاناة مزدوجة بين نقص المعدات والكادر البشري

لم تقتصر الخسائر على الأجهزة فقط، بل تم تدمير جهاز الأشعة العادية "X-ray"، وأجهزة التصوير بالموجات فوق الصوتية "Ultrasound"، ولم يتبقَ سوى جهاز واحد تم إصلاحه. كما تضررت أجهزة أخرى مثل جهاز تصوير الثدي "ماموغرافي" بتكلفة تفوق 100 ألف دولار.

وفيما يتعلق بالجهود المبذولة للتخفيف من هذه الكارثة، تمكن الفريق الطبي من إصلاح بعض الأجهزة، واستعانوا بمعدات أخرى من مستشفيات تعرضت للتدمير الجزئي. ورغم ذلك، أكد الدكتور سليمان أن المستشفى لا يزال بحاجة ماسة إلى أجهزة حديثة وأخصائيين في التصوير الطبي لمواجهة الأعداد الكبيرة من المصابين.

أزمة الكوادر الطبية في ظل النزوح القسري

إضافة إلى نقص المعدات، تعاني المستشفيات من نقص حاد في الكوادر الطبية. من أصل 35 موظفًا في قسم الأشعة في شمال قطاع غزة، لم يتبقَّ سوى 7 موظفين بسبب النزوح القسري. ورغم هذه الظروف الصعبة، تستمر الطواقم الطبية في العمل على مدار الساعة لتقديم الخدمات الصحية للمصابين.

الضغط المتزايد خلال الاجتياحات العسكرية

خلال الاجتياحات العسكرية المكثفة، لا سيما في مناطق الشجاعية وتل الهوى، ارتفعت أعداد الإصابات التي تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا، مما زاد الضغط على الفرق الطبية. ومع نزوح السكان من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أمانًا، تم إفراغ مستشفى المعمداني بالكامل من المرضى والجرحى.

لحسن الحظ، تلقى الطاقم الطبي دعمًا من فريق جزائري مؤلف من عشرة أطباء ساعدوا في التعامل مع الأزمة. لكن الإصابات التي وصلت إلى المستشفى كانت خطيرة للغاية، وتنوعت بين نزيف داخلي وإصابات في الرأس والصدر والبطن.

التحديات المستمرة في مستشفيات غزة

في مجمع الشفاء الطبي، تعرض قسم الأشعة للتخريب الكامل بعد الاقتحام الإسرائيلي الأول في نوفمبر الماضي، مما أدى إلى توقف الخدمات الطبية مؤقتًا. تطوع الدكتور ماهر مرزوق وبعض الزملاء لتجهيز أجهزة الأشعة السينية مجددًا، واستأنف العمل الرسمي في ديسمبر الماضي. لكن بعد تدمير المجمع بالكامل في مارس، انتقل الطاقم إلى مستشفى المعمداني لمواصلة العمل.

يشير الدكتور مرزوق إلى أن الأجهزة المتوفرة في مستشفيات شمال غزة غير كافية لتلبية الطلب الهائل، إذ تضطر الطواقم للعمل على مدار الساعة للتعامل مع مئات الحالات اليومية. التحدي الأكبر يكمن في انقطاع الكهرباء المتكرر وتأثيره على الأجهزة، إضافة إلى نقص الكادر الطبي ووسائل الحماية.

أزمة متصاعدة وحاجة ملحة للدعم

في ظل هذه الظروف، باتت المستشفيات في غزة بحاجة ماسة إلى دعم فوري لتأمين الأجهزة الطبية اللازمة وتعزيز الكوادر البشرية، بما يسهم في إنقاذ حياة آلاف المصابين.