Menu

في اليوم 316 للحرب: الاحتلال الإسرائيلي يشن حربا بيولوجية

طفل فلسطيني يشاهد البحث عن أشلاء أهله، الحرة ، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

في اليوم 316 للحرب على غزة، يواجه القطاع تحدياً جديداً يضاف إلى قائمة الأزمات الإنسانية المتفاقمة، حيث تم تسجيل أول حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال، ما يثير مخاوف من تفشي وباء خطير في ظل الحصار المستمر. مدير مستشفى كمال عدوان أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تهيئة الظروف لتفشي الفيروس، مشيراً إلى أن غزة أصبحت مسرحاً لحرب بيولوجية يشنها الاحتلال إلى جانب عدوانه العسكري المستمر. هذه التطورات تأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال استهداف المدنيين بشكل وحشي، إذ شهدت الساعات الـ12 الأخيرة تصعيداً كبيراً في الغارات والقصف المدفعي.

في منطقة الزوايدة وسط القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة باستهدافه مستودعاً يؤوي نازحين، ما أسفر عن استشهاد 17 شخصاً، من بينهم عائلات بأكملها. هذه الجريمة تأتي في سياق حملة عسكرية واسعة النطاق تستهدف المناطق السكنية والمأهولة بالمدنيين، دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة، قصف الاحتلال منزلاً لعائلة ماضي، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة أربعة آخرين، في وقت تواصل فيه فرق الإسعاف جهودها لانتشال الجثامين من تحت الأنقاض. ولم يسلم الأطفال من بطش الاحتلال، حيث استشهد الطفل يوسف أبو عيادة، البالغ من العمر 6 سنوات، بعد إصابته برصاصة أطلقتها طائرة مسيّرة أثناء نومه في خيمة نزوح بمدينة حمد غرب خان يونس. هذه الحادثة تمثل إحدى الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين، وخاصة الأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية نتيجة النزوح والحصار.

منذ ساعات الصباح، تصاعد القصف المدفعي على مناطق عدة في قطاع غزة، منها حي الزيتون وتل الهوى، ما أدى إلى دمار واسع وإصابات متعددة بين المدنيين. وفي خانيونس، استهدف الاحتلال شمال غرب المدينة بقصف عنيف، بينما تجددت الغارات على مناطق أخرى في القطاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور أصلاً.

على صعيد آخر، أجبر جيش الاحتلال سكان مناطق المغازي وشارع صلاح الدين والفاروق والأمل على الإخلاء الفوري، ما أدى إلى حركة نزوح جماعية جديدة وسط استمرار الحصار والتضييق على حركة المواطنين. في الضفة الغربية و القدس المحتلة، تواصل قوات الاحتلال فرض إجراءاتها القمعية، بما في ذلك الحصار والاعتقالات واقتحامات المسجد الأقصى، ما يزيد من حدة التوتر في المناطق الفلسطينية.

ورغم استمرار العدوان، تتواصل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار، حيث تشير التقارير إلى وجود تقدم طفيف في المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. غير أن العقبات الرئيسية لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بمطالب المقاومة برفع الحصار وضمان حماية المدنيين. الوساطة المصرية تلعب دوراً محورياً في محاولة تهدئة الأوضاع، بينما تضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى هدنة دائمة، في ظل مخاوف من توسع المواجهة. ومع ذلك، تبقى الفرص لتحقيق هدنة شاملة ضئيلة في ظل تعنت الاحتلال ورفضه تقديم أي تنازلات جوهرية.