Menu

أكثر من 40 ألف شهيد، و استعادة 6 جثث إسرائيلية

تقريرفي اليوم الـ319 للصراع: غزة تحت النار وجثث الأسرى الإسرائيليين تعيد الجدل حول الصفقة

ستة إسرائيليين جرى انتشال جثثهم من غزة.jpeg

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

في اليوم الـ319 من الحرب على غزة، يواصل الاحتلال الإسرائيلي سعيه لتعزيز رواية الانتصار المهزوم، معلنًا عن استعادة جثث ستة إسرائيليين خلال عملية عسكرية في القطاع. يأتي هذا الإعلان بعد جهود مكثفة من جيش الاحتلال وجهاز الشاباك، حيث تم انتشال الجثث من نفق غزّي، مدعيًا أن هؤلاء المختطفين كانوا أسرى منذ السابع من أكتوبر. 

كانت الأسماء التي أعيدت لعائلاتها: حاييم بيري، ويورام ميتسجر، وأفراهام موندر، وناداف بوبلويل، وألكسندر دانزيج، وجاييف بوشتاب. إلا أن هذه الاستعادة لم تأتِ بشيء من الراحة، بل أثارت غضبًا واستياءً، خاصة من كيبوتس "نير عوز" في غلاف غزة، الذي استنكر مقتل أفراهام موندر خلال أسره، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية أضاعت فرصة إعادته حيًا في اللحظات الأخيرة من الصفقة المفترضة.  

الكيبوتس اعتبر مقتل المختطفين دليلًا على أهمية إبرام صفقة سريعة تضمن عودة من تبقى من الأسرى، ولكن من يتابع سياسة الاحتلال يدرك أنها لا تحفل بحياة مواطنيها ولا حياة الآخرين، بل تدير الصراع وفقًا لمصالحها السياسية المتبدلة.

في سياق متصل، لم يتوقف القصف الإسرائيلي على غزة طوال الليلة الماضية وصباح اليوم، مخلفًا دمارًا جديدًا وضحايا جددًا. وزارة الصحة بغزة أعلنت عن استشهاد شهيدين أحدهما طفل، وإصابة 17 آخرين، إثر استهداف النازحين في منطقة مواصي رفح. القصف على رفح لم يكن سوى جزء من حملة تدميرية واسعة استهدفت المدنيين العزل، إذ جرى نقل أربعة شهداء إلى مستشفى ناصر إثر قصف سيارة مدنية شمالي رفح. وفي منطقة البريج، استهدف الاحتلال منزل عائلة أبو زيد، مخلفًا ستة شهداء وعدة إصابات.

ومع تزايد أعداد الشهداء يومًا بعد يوم، تجاوز العدد الإجمالي منذ بداية الحرب 40 ألفًا و139 شهيدًا، فيما بلغت الإصابات قرابة 93 ألفًا، وفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية. ورغم هذه الأرقام المروعة، يستمر العالم في صمته المطبق، وتستمر آلة الحرب الإسرائيلية في التهام المزيد من الأرواح.

وفي هذا الإطار، أطلقت الدبابات الإسرائيلية نيران مدفعيتها بشكل مكثف على مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة شمال غربي مدينة خان يونس، كما استهدفت أيضًا شرق حي الزيتون جنوب مدينة غزة. أما في رفح، فكان القصف على محيط دوار العلم مكثفًا، ليزيد من معاناة سكان هذه المنطقة المحاصرة.

وفي ضوء المجازر المتتالية، نعت حركة حماس عددًا من مرافقي الشهيد إسماعيل هنية والعاملين في مكتبه، الذين استشهدوا في قصف غادر استهدف مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. هؤلاء الشهداء كانوا من الرجال الذين قضوا سنوات طويلة من أعمارهم في خدمة مشروع المقاومة، مؤكدين بتضحياتهم على استمرار النضال ضد الاحتلال رغم كل التحديات.

في الجبهة الشمالية، أطلق حزب الله ما يقارب 55 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى والجولان، في تصعيد واضح للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة. ورغم تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتكررة عن قدرات جيشه على مواجهة التحديات، إلا أن تصاعد الهجمات من الجبهة الشمالية يشير إلى هشاشة هذا الادعاء.

وفي سياق آخر، يواصل الرئيس الأميركي جو بايدن لعب دور الوسيط المتحيز، مؤكدًا أن إدارته تعمل على مدار الساعة لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب في غزة. ورغم دعواته المتكررة لزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع، فإن تصريحاته المتحيزة ضد حماس واتهامها بعرقلة اتفاق وقف إطلاق النار تشير إلى موقف أميركي غير متوازن يخدم مصالح الاحتلال أكثر مما يسعى لتحقيق السلام.

بايدن حاول بعباراته الدبلوماسية التغطية على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، متجاهلًا الأعداد الهائلة من الشهداء والجرحى، ومكتفيًا بالإشارة إلى "قتل الأبرياء من الجانبين". هذه التصريحات تتماهى مع السياسات الأميركية الداعمة للاحتلال، والتي تساهم في استمرار الصراع بدلاً من حله.

وفي النهاية، يبقى القطاع صامدًا أمام آلة القتل الإسرائيلية، بينما يتساءل الفلسطينيون عن جدوى وعود المجتمع الدولي، وعن إمكانية تحقيق العدالة في ظل تواطؤ عالمي مستمر. في حين يواصل الاحتلال محاولاته اليائسة لإعادة "هيبة" مفقودة، متناسيًا أن صمود غزة ومقاومتها سيظل دائمًا حجر الزاوية في معركة التحرير.