Menu

مجازر تل الزعتر وخانيونس

تقريرجيش الاحتلال يفحص جثث الفلسطينيين في حرب الـ320 يومًا على غزة

مخيمات النزوح في خانيونس، وكالات

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - غزة

تدور عجلة الموت في غزة بلا هوادة، حيث دخلت الحرب يومها الـ320 على التوالي وسط استمرار المجازر الإسرائيلية التي تستهدف حتى مراكز إيواء النازحين، لتعيد إلى الأذهان ذكريات تل الزعتر وصبرا وشاتيلا. القصف العشوائي لم يترك مكانًا آمنا في القطاع المحاصر، ومع تزايد حدته تتضاعف معاناة السكان المدنيين، الذين باتوا يعانون من انعدام الخدمات الأساسية وانهيار تام في البنية التحتية.

في الساعات الأولى من صباح اليوم، استهدفت طائرات الاحتلال شقة سكنية في منطقة تل الزعتر بمخيم جباليا، شمالي القطاع، مما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين بينهم أطفال ونساء. ولم يكتفِ الاحتلال بتلك الجريمة، بل وسّع دائرة استهدافه لتشمل بلدة القرارة شرق خانيونس، حيث شنت طائراته غارة أخرى تسببت في سقوط المزيد من الضحايا المدنيين.

هذه الجرائم ليست بجديدة على سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بمجازر مماثلة، لكن تزامنها مع تعنت القيادة الإسرائيلية في المفاوضات يثير التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا التصعيد.  

فحص جثث الفلسطينيين: إهانة أخرى بحق الإنسانية

وسط هذه الأجواء، نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي تقريراً صادماً يتحدث عن فحص الجيش لأكثر من 2000 جثة لسكان من غزة منذ بداية الحرب. الهدف من هذا الفحص كان معرفة إن كانت الجثث تعود لمحتجزين إسرائيليين، في مشهد يعكس مدى التجرد من الإنسانية الذي وصل إليه جيش الاحتلال.  

إجراء كهذا يعيدنا إلى ممارسات النازية التي لطالما أدانها المجتمع الدولي، ولكن حينما يتعلق الأمر بفلسطينيين، يبدو أن المعايير الأخلاقية تتغير، ويغيب الحديث عن الانتهاكات. هذا الخبر يعكس الوجه الحقيقي لاحتلال لا يعير أي اهتمام للإنسانية، بل يمعن في إذلال الضحايا حتى بعد موتهم.

مفاوضات القاهرة: تأزم جديد مع المطالب حكومة الاحتلال 

في ظل استمرار المجازر، تتواصل المفاوضات بين الوفود الإسرائيلية والمصرية برعاية أمريكية، حيث أفادت مصادر مطلعة أن المفاوضات باتت على شفا الانهيار بسبب تعنت الاحتلال. فقد أفادت معلومات خاصة بـ"العربي الجديد" بأن وفد الاحتلال كشف عن رغبة تل أبيب بإسقاط اتفاق 2005 المعروف باتفاق فيلادلفيا بين مصر وإسرائيل، والذي كان يمثل توافقاً ضمنياً على إيقاف العمليات العسكرية على الحدود مع غزة.

إسرائيل تسعى الآن لإدخال تعديلات على الملاحق الأمنية لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979، بحيث تشمل هذه التعديلات زيادة التواجد العسكري الإسرائيلي في المناطق الحدودية. الأمر الذي يشير إلى نية إسرائيلية مبيتة للسيطرة الكاملة على المنطقة، وعدم الاكتفاء بالوضع الراهن الذي فرضته منذ فك الارتباط عن غزة في 2005.

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جدد في هذا السياق تمسكه ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا وممر نتساريم، الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، مشددًا على أنه لن يقبل بالانسحاب "تحت أي ظرف". هذا الإصرار يكشف عن نوايا إسرائيلية لمواصلة القمع والاحتلال، دون أي اعتبار للأرواح الفلسطينية التي تُزهق يوميًا.

الدبلوماسية الأمريكية: جهد متواصل بلا جدوى؟

على الصعيد الدبلوماسي، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى قطر في محاولة لدفع المفاوضات نحو هدنة محتملة بين حماس وإسرائيل. لكن غياب حركة حماس عن جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة يثير الشكوك حول فعالية هذه المحاولات. فمع استمرار المجازر، تبدو مساعي واشنطن لتحقيق التهدئة كمن يصب الماء في الرمال، إذ أن إسرائيل لم تظهر حتى الآن أي رغبة حقيقية في وقف عدوانها.

الوسطاء الدوليون، من جهتهم، استأنفوا مباحثاتهم هذا الأسبوع في القاهرة، ولكن التصعيد على الأرض يبدو أنه ينسف أي آمال بالتوصل إلى اتفاق في المدى القريب. 

العمليات الخارجية: رسائل حادة من العراق إلى دولة الاحتلال.

في سياق متصل، أعلنت فصائل عراقية، مساء الثلاثاء، أنها قصفت "هدفًا حيويًا" في أم الرشراش (إيلات) بواسطة طائرات مسيرة، مؤكدة في بيان مقتضب أن العمليات ضد إسرائيل ستستمر بوتيرة متصاعدة. هذه العملية تحمل رسالة واضحة بأن الصراع في غزة ليس معزولًا، بل إن له امتدادات إقليمية تتحدى الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة.

نهاية مأساوية ولكن غير مكتملة

بينما تستمر حرب الإبادة ضد غزة، لا تزال أرقام الشهداء والمصابين في تزايد مستمر، وسط صمت دولي مريب. العالم يشهد اليوم جريمة حرب ترتكب على مرأى ومسمع الجميع، ولكن يبدو أن الإنسانية فقدت صوتها، ولم يبقَ للفلسطينيين سوى الصمود في وجه آلة القتل، رغم الألم والمعاناة التي لا تنتهي.