Menu

استهداف النازحين وفيضانات

مجازر الاحتلال تتواصل في غزة مع دخول الحرب يومها الـ342

كارثة بيئية في الشيخ رضوان، وكالات

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة، غزة

مع دخول الحرب على قطاع غزة يومها الـ342، ووسط غياب أي مؤشرات لنهاية الصراع الدموي، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته المكثفة على مناطق عدة في القطاع. أوقعت هذه الغارات عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل أوضاع إنسانية كارثية يعاني منها القطاع منذ بدء العدوان. حتى الآن، تجاوز عدد الضحايا الـ150 ألف ما بين شهيد وجريح، في حين يُخشى من تصاعد العنف في الأيام القادمة مع اقتراب الحرب من إتمام عامها الثاني.

استهدافات مكثفة ومجازر جديدة

منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مناطق سكنية ومراكز إيواء النازحين. وشملت الغارات مناطق عدة في قطاع غزة، كان أبرزها في مخيم النصيرات حيث ارتكب الاحتلال مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد 34 فلسطينياً، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى إصابة 96 آخرين بجروح متفاوتة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي نفس السياق، أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن مقتل ستة من موظفيها في غارتين جويتين استهدفتا مقر الوكالة في النصيرات. وتعتبر هذه أكبر حصيلة قتلى بين موظفي الوكالة في حادث واحد منذ بدء العدوان، ما يعكس تفاقم الوضع الإنساني واستهداف العاملين في المجال الإنساني رغم الدعوات الدولية لحمايتهم.

استهداف النازحين وتهديد بفيضانات

في تطور خطير، استهدفت الغارات الإسرائيلية بشكل متعمد مراكز إيواء النازحين في رفح وغرب غزة، حيث ارتكبت مجازر جديدة. ورافق ذلك تحذير من بلدية غزة بشأن خطر وشيك يتمثل في غرق المناطق المجاورة لبركة الشيخ رضوان شمالي المدينة، بعد تعذر تصريف المياه. وتعد بركة الشيخ رضوان من البنى التحتية الهامة لتصريف مياه الأمطار، لكن الحصار والقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع أديا إلى تعطل الكثير من مرافق الصرف الصحي، مما يهدد بغرق الأحياء السكنية في حال حدوث فيضانات.

استمرار المعارك في رفح

على الجانب العسكري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مواصلة عملياته العسكرية في مدينة رفح، زاعماً تحقيق تقدم كبير في استهداف "لواء رفح" التابع لكتائب القسام، الجناح العسكري ل حركة حماس . وقال المتحدث باسم الجيش إن القوات الإسرائيلية تمكنت من تدمير 13 كيلومتراً من الأنفاق، إضافة إلى قتل ألفي عنصر من المقاومة الفلسطينية. كما ادعى الجيش أنه دمر 80٪ من شبكة الأنفاق الواقعة قرب محور صلاح الدين (فيلادلفي) على الحدود مع مصر، وهي منطقة تعتبر استراتيجية لتحركات المقاومة.

في المقابل، أعلنت سرايا القدس ، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4 باز" بقذيفتين من نوع "آر بي جي 85" في رفح، ما أسفر عن تدميرها، في استمرار لعمليات المقاومة ضد الاحتلال.

استقالة قائد الوحدة 8200

وفي تطور هام على الصعيد الإسرائيلي، أعلن العميد يوسي شارئيل، قائد الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، استقالته من منصبه اليوم الخميس. ويأتي هذا الإعلان بعد 11 شهراً من "الإخفاق" الذي واجهته إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عندما نفذت حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، والتي شكلت نقطة تحول في مسار الحرب.

الاستهدافات المتواصلة

في تطور جديد بعد الظهر، أعلنت وسائل إعلام فلسطينية عن سقوط شهيدين وعدة إصابات في غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مجموعة من الفلسطينيين قرب سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. ولا يزال جيش الاحتلال يواصل استهداف المناطق السكنية في القطاع، مخلفاً المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، رغم الانتقادات الدولية الواسعة التي تطالب بوقف استهداف الأبرياء.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر اليومية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت القصف المستمر وفي ظروف إنسانية كارثية. ومع دخول الحرب يومها الـ342، لا يزال أفق الحل غائباً، فيما تتصاعد المعارك السياسية والعسكرية دون أي بوادر لوقف إطلاق النار. ورغم جهود بعض الأطراف الدولية لتحقيق التهدئة، يبدو أن الاحتلال مصمم على استمرار عملياته العسكرية، مستغلاً في ذلك الخلافات السياسية ومحاولات فرض شروط جديدة على المقاومة الفلسطينية.