Menu

آلة الاحتلال تطحن الأرض والإنسان

الضفة بين النيران: اعتقالات وقمع تحت سطوة الاحتلال

الاحتلال الإسرائيلي الإسرائيلي والمستوطنون يدمرون الضفة

الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة، الضفة

تستمر الضفة الغربية في مواجهة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي عبر سلسلة من الاقتحامات والاعتقالات والاعتداءات على الفلسطينيين منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023. يومياً، تتعرض المدن والقرى الفلسطينية لهجمات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، مما يسهم في تصعيد الوضع الميداني وزيادة التوتر.

في آخر التطورات، استشهد صباح اليوم الفتى حسن يوسف حسن الشاعر، البالغ من العمر 17 عاماً، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار عليه قرب بلدة نعلين وسط الضفة الغربية. يأتي هذا الحادث في إطار استمرار الاحتلال في استهداف الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تشهد مواجهات مع قوات الاحتلال أو اعتداءات من قبل المستوطنين.

في الوقت نفسه، شهدت مدينة نابلس شمال الضفة الغربية اقتحام عشرات المستوطنين لقبر يوسف تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال. القوات الإسرائيلية اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة وفرضت سيطرتها قبل وصول الحافلات التي تقل المستوطنين إلى الموقع. هذا الاقتحام تزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وسرايا القدس - كتيبة نابلس، التي أعلنت عن تفجير عبوات ناسفة وإطلاق زخات من الرصاص على جنود الاحتلال والمستوطنين، مؤكدة وقوع إصابات في صفوفهم.

الاعتداءات الإسرائيلية لم تقتصر على الاقتحامات والاشتباكات المسلحة، بل امتدت إلى حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الفلسطينيين. وفقاً لتقارير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني، فإن قوات الاحتلال شنت منذ يوم أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء حملة اعتقالات ميدانية واسعة النطاق، أسفرت عن اعتقال ما لا يقل عن 40 فلسطينياً من مختلف أنحاء الضفة الغربية، بما في ذلك محافظات سلفيت والخليل. ترافق مع هذه الحملة اعتداءات جسدية على المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى تدمير واسع النطاق لمنازل المواطنين وتخريب ممتلكاتهم.

في مدينة سلفيت، نفذت قوات الاحتلال اقتحامات متكررة أدت إلى اعتقال 22 فلسطينياً. قوات الاحتلال دهمت المنازل بطريقة وحشية، وقامت بتفتيشها وتدمير محتوياتها، مما زاد من حالة الغضب والإحباط بين المواطنين الفلسطينيين. وفي محافظة بيت لحم، احتجز جيش الاحتلال الإسرائيلي كادراً تدريسياً في مدرستين بقرية الجبعة، حيث منع المعلمين من الوصول إلى المدارس قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقاً.

كما شهدت محافظة نابلس اعتداءات على طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، حيث تعرضت إحدى الطواقم للضرب أثناء محاولتها إخلاء حالة مرضية لطفلة في منطقة شارع عمان بالمدينة. هذا الاعتداء يأتي في سياق انتهاكات الاحتلال المستمرة للقانون الدولي الإنساني، التي تحظر استهداف الطواقم الطبية والمرافق الصحية.

عمليات الاعتقال والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، والاقتحامات المتواصلة، تزيد من حدة التوتر وتفاقم الأوضاع الإنسانية في الضفة الغربية. منذ بداية العدوان على غزة، تجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة بما فيها القدس أكثر من 10 آلاف و800 شخص، مما يعكس حجم الاستهداف الإسرائيلي للمجتمع الفلسطيني في محاولة لتقويض المقاومة الفلسطينية وفرض واقع جديد من الخوف والقمع.

في ظل هذا التصعيد المستمر، يبقى الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية صامداً أمام آلة القمع الإسرائيلية، ويواصل مقاومته للاحتلال رغم التحديات والانتهاكات المتواصلة. الحرب على غزة لم تكن سوى بداية لمرحلة جديدة من القمع الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين في كافة الأراضي المحتلة، وهو ما يضع الضفة الغربية في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال وممارساته العدوانية.