Menu

موجة ثانية من تفجيرات أجهزة الاتصال لحزب الله في لبنان تثير مخاوف من تصعيد محتمل

موجة ثانية من التفجيرات في بيروت

الهدف الإخبارية - بيروت

شهدت لبنان اليوم الأربعاء موجة ثانية من تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله، في خطوة تعكس خرقًا أمنيًا خطيرًا وتزيد من الضغوط على الحزب اللبناني في ظل تصاعد التوترات الإقليمية. ووفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين مطلعين، قامت إسرائيل بتفجير آلاف الأجهزة التي سبق أن تم تفخيخها وتسليمها إلى حزب الله كجزء من نظام الاتصالات الطارئة الذي كان من المفترض استخدامه أثناء الحرب مع إسرائيل.

وأكد المصدران أن هذه الأجهزة تم تخزينها في مستودعات حزب الله لاستخدامها في حال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل، لكن الهجوم الإسرائيلي الأخير، الذي جاء في موجتين متتاليتين، كشف عن اختراق أمني كبير في صفوف الحزب. كما أفادت المصادر بأن الموجة الثانية من التفجيرات تهدف إلى بث الخوف والقلق في صفوف حزب الله، والضغط عليه لتغيير سياسته الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بعلاقته مع حركة حماس .

تفجيرات متزامنة في الضاحية الجنوبية والبقاع وجنوب لبنان

وفي وقت متزامن مع الانفجارات، سُمع دوي التفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت، والبقاع، وجنوب لبنان، وهي المناطق التي تعتبر مراكز رئيسية لنشاط حزب الله. ورغم تضارب المعلومات الأولية حول أسباب هذه التفجيرات، أكد مصدر أمني لـ"العربي الجديد" أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الأجهزة التي انفجرت اليوم كانت محمولة وليست ثابتة في مواقع معينة مثل تلك التي انفجرت يوم الثلاثاء.

كما أكدت وسائل إعلام تابعة لحزب الله وقوع الانفجارات نتيجة انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية في أيدي حامليها، مما يشير إلى مدى خطورة الخرق الأمني الذي تعرضت له شبكة اتصالات الحزب. هذه التطورات جاءت في وقت حساس يشهد توترًا بين إسرائيل وحزب الله، حيث تتصاعد التكهنات حول إمكانية تحول الوضع إلى مواجهة مفتوحة بين الطرفين.

الأهداف الإسرائيلية من التفجيرات

بحسب ما أفاد به أحد المصادر لموقع "أكسيوس"، فإن الهدف الأساسي من الموجة الثانية من التفجيرات هو إقناع حزب الله بضرورة قطع علاقته مع حركة حماس، وإبرام صفقة منفصلة مع إسرائيل لإنهاء الصراع، بغض النظر عن وقف إطلاق النار في غزة. ويبدو أن إسرائيل تحاول الضغط على قيادة حزب الله لتجنب توسيع الصراع إلى الساحة اللبنانية، في الوقت الذي تشهد فيه غزة مواجهات عسكرية مكثفة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.

وتأتي هذه الهجمات في سياق تصاعدي منذ بدء الموجة الأولى يوم الثلاثاء، حيث انفجرت أجهزة الاتصالات في عدة مناطق لبنانية. ويُرجح أن التحقيق الذي سيجريه حزب الله حول الخرق الأمني سيكشف المزيد من الثغرات في أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها الحزب.

موقف الولايات المتحدة وردود الفعل الدولية

في سياق متصل، وفي محاولة لتهدئة التوترات، نفى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحفي عقده في مصر اليوم، أي تورط للولايات المتحدة في الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله. وأكد بلينكن أن واشنطن لا تملك أي علم بالعملية الإسرائيلية، داعيًا جميع الأطراف إلى تجنب اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه ليشمل جبهات أخرى.

وتتزامن هذه التطورات مع ضغوط دولية متزايدة على الأطراف المعنية في الصراع في الشرق الأوسط، حيث تسعى القوى الكبرى إلى الحيلولة دون تحول الاشتباكات المتقطعة بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة. وتشير تقارير إلى أن هذه الهجمات تأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى منع حزب الله من استخدام ترسانته العسكرية في حال تصاعدت المواجهات بين إسرائيل وحركة حماس.

تصعيد محتمل وأجواء من القلق في لبنان

مع استمرار التفجيرات وزيادة حجم الخروقات الأمنية داخل حزب الله، يسود القلق في لبنان من احتمال تطور الوضع إلى مواجهة مباشرة بين الحزب وإسرائيل. فعلى الرغم من أن الاشتباكات بين الطرفين كانت محدودة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن التطورات الأخيرة قد تدفع باتجاه تصعيد جديد، خاصة إذا ما استمر حزب الله في تعزيز قدراته العسكرية بالتنسيق مع حلفائه الإقليميين.

وما يزيد من تعقيد المشهد هو أن حزب الله قد يتعرض لضغوط داخلية وخارجية متزايدة، ما قد يدفعه إلى اتخاذ خطوات غير محسوبة تساهم في إشعال فتيل الصراع مع إسرائيل. وفي الوقت نفسه، تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب استراتيجية دون الدخول في حرب مفتوحة، من خلال العمليات الاستخباراتية والتفجيرات السرية التي تستهدف البنية التحتية لحزب الله.

تأتي هذه التفجيرات في وقت حساس للغاية بالنسبة للمنطقة، حيث تشهد العديد من الجبهات توترًا متصاعدًا. وعلى الرغم من محاولات التهدئة الدولية، إلا أن الوضع في لبنان يظل قابلًا للانفجار في أي لحظة، مما يزيد من احتمالات اندلاع حرب جديدة قد يكون لها تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي.