Menu

بلينكن يواجه مقاومة شديدة

مصر ترفض خطة بلينكن: تمسك بإنهاء الوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين

بلينكن يزور القاهرة اليوم، وكالات

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، صباح اليوم الأربعاء، إلى القاهرة في زيارة خاطفة تستهدف بحث جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتعتبر هذه الزيارة العاشرة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة قبل نحو عام، إلا أنها تتميز بأنها تقتصر على مصر فقط دون زيارة إسرائيل أو أي دولة أخرى.

رفض مصر للمقترح الأميركي والتمسك بسيادتها

تعبر القاهرة عن رفضها القاطع لأي وجود إسرائيلي في محور صلاح الدين، مؤكدة أن ذلك يمس بسيادتها الوطنية ويمثل تهديدًا لأمن حدودها. مصر ترفض أيضًا أي محاولات لنشر قوات أجنبية أو عربية في هذا الممر، وتعتبر هذا الاقتراح بمثابة انتقاص من سيادتها. وقد أعربت مصر عن استعدادها لقبول حلول بديلة مثل الرقابة الدولية واستخدام التكنولوجيا لمنع التهريب، لكنها ترفض تمامًا أي وجود عسكري إسرائيلي على حدودها. مصر تؤكد أن الإعلام الإسرائيلي الذي يزعم العثور على أنفاق في الممر الحدودي لا يقدم أدلة موثوقة، حيث أن الأنفاق التي يتحدث عنها هي بقايا أنفاق قديمة تم تدميرها خلال الحرب المصرية على الإرهاب في سيناء.

التوتر بين الموقفين المصري والأميركي

تزامنت زيارة بلينكن مع تعثر واضح في التوصل إلى أي حلول ملموسة بشأن محور صلاح الدين. فمصر تعتبر أن التحركات الأميركية الحالية تستند إلى دوافع انتخابية بحتة، وتركز على تعزيز صورة إدارة بايدن في السياسة الخارجية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، لا ترى القاهرة أن واشنطن تمارس ضغوطًا جدية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتخفيف موقفه المتشدد تجاه غزة. التوتر بين البلدين يعكس عمق الخلاف حول الممارسات الإسرائيلية في المنطقة وتداعياتها على الأمن الإقليمي.

مواقف حماس والفصائل الفلسطينية

تشدد حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى على رفضها المطلق لأي ترتيب يتضمن بقاء قوات الاحتلال في محور صلاح الدين. وقد أكدت مصادر مقربة من الحركة أن بقاء قوات إسرائيلية في هذا الممر سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في غزة. في الوقت ذاته، تعاني إدارة بايدن من صعوبة إقناع الأطراف الفلسطينية بهذا المقترح في ظل التوترات القائمة، مما يضعف فرص نجاح زيارة بلينكن في تحقيق أي اختراق دبلوماسي حقيقي. الرفض الفلسطيني الواسع لمقترحات بلينكن يعكس تحديات كبيرة في تحقيق تسوية مرضية لكل الأطراف المعنية.

المقترح الأميركي للمصريين

في إطار زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، قدمت الإدارة الأميركية مقترحًا يتعلق بمحور صلاح الدين الحدودي بين مصر وقطاع غزة. يشمل المقترح عدة عناصر رئيسية تهدف إلى معالجة الأوضاع الأمنية في المنطقة، ولكنها أثارت الكثير من الجدل والرفض من قبل السلطات المصرية وحركة حماس.

أحد العناصر الأساسية في المقترح هو السماح بوجود قوات إسرائيلية في محور صلاح الدين. تعتقد واشنطن أن هذا الوجود يمكن أن يسهم في تعزيز الأمن على الحدود ومنع تهريب الأسلحة وحفر الأنفاق التي تستخدمها الفصائل الفلسطينية. ويتضمن المقترح أيضًا إمكانية نشر قوات عربية أو أجنبية كمنطقة عازلة في المنطقة، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا المتقدمة لرصد الأنشطة غير المشروعة في الممر.

وفي سياق آخر، أشار المقترح إلى إمكانية التعاون بين الأطراف المختلفة بما في ذلك حلفاء غربيين، لتعزيز الرقابة على الحدود وضمان تطبيق التدابير الأمنية بشكل فعال. يهدف هذا الجزء من المقترح إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في معالجة القضايا الأمنية والإنسانية في المنطقة.

ورغم محاولة بلينكن تقديم هذه الحلول كخطوة إيجابية نحو الاستقرار، فقد قوبل المقترح برفض شديد من قبل القاهرة وحركة حماس، حيث اعتبرت القاهرة أن الوجود الإسرائيلي في المحور يتعارض مع سيادتها الوطنية، بينما ترى حماس والفصائل الفلسطينية أن هذا الاقتراح لا يلبي احتياجاتهم الأمنية ويعزز من موقف الاحتلال.