الضفة تشتعل: اعتقالات واسعة ومصادرة أراضٍ وسط تصعيد غير مسبوق

تشهد الضفة الغربية المحتلة، في 19 سبتمبر 2024، تصعيدا في الاقتحامات والاعتقالات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن وقرى. ومن بين المناطق التي تعرضت للاقتحام مدينتي جنين وقلقيلية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال العشرات من الفلسطينيين بينهم أسرى محررون، صحافيون، ومرضى. في الوقت ذاته، استمرت الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون على القرى الفلسطينية والتجمعات الزراعية النائية، ما يزيد من معاناة الفلسطينيين في الضفة.

حملة اعتقالات واسعة

وفقاً لنادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى، اعتقلت قوات الاحتلال منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس ما لا يقل عن 35 فلسطينياً من الضفة الغربية، بينهم سيدة وصحافي. وشملت الاعتقالات مدن نابلس، جنين، قلقيلية، وقرى مثل اليامون والسيلة الحارثية، وجيوس.

في بلدة جيوس، شمال قلقيلية، داهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل واعتقلت تسعة فلسطينيين، فيما اقتحمت مدينة قلقيلية واعتقلت العديد من المواطنين. كما طالت الاعتقالات صحافياً من مدينة جنين، مجاهد السعدي، الذي تم اعتقاله أثناء اقتحام منزله.

وتأتي هذه الاعتقالات في سياق استمرار الاحتلال في استهداف المدنيين الفلسطينيين منذ بدء العدوان الشامل على غزة والضفة الغربية. ومنذ بداية حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، تم اعتقال أكثر من 10,800 مواطن من الضفة الغربية بما فيها القدس .

اقتحامات ومصادرة أراضٍ

إلى جانب الاعتقالات، شنت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة في عدة مناطق بالضفة. في جنين، اقتحمت قوات الاحتلال قريتي اليامون والسيلة الحارثية، فيما داهمت قوات كبيرة من الجيش بلدة جيوس في قلقيلية واعتقلت عدداً من المواطنين.

وفي مدينة نابلس، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات أثناء اقتحامها المدينة من جهة حاجز "المربعة" العسكري.

إلى جانب الاقتحامات والاعتقالات، أصدر جيش الاحتلال أوامر بمصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية. ووفقاً لتصريحات مسؤول الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات، فقد وزع جيش الاحتلال إخطارات بمصادرة أكثر من 740 دونماً من أراضي المواطنين في محافظة طوباس وشمالي الأغوار. تأتي هذه المصادرة في إطار التوسع الاستيطاني المستمر الذي يهدف إلى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية.

اعتداءات المستوطنين وهجمات متواصلة

في الوقت ذاته، واصل المستوطنون الإسرائيليون شن هجمات على القرى الفلسطينية النائية، خصوصاً في التجمعات الزراعية. هذه الهجمات تضاف إلى الاعتداءات اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل استمرار الاحتلال في استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ حملة ممنهجة من الاقتحامات والاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة، فيما يصعد المستوطنون من اعتداءاتهم على الفلسطينيين. تتزامن هذه الأحداث مع استمرار محاولات الاحتلال السيطرة على مزيد من الأراضي الفلسطينية، في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تحركات دبلوماسية لدفع دولة الاحتلال إلى إنهاء وجودها غير القانوني على الأراضي الفلسطينية، إلا أن هذه التحركات لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة حتى الآن.