Menu

حدود النفوذ الأميركي

تصاعد الحرب الإسرائيلية على لبنان يكشف تراجع قدرة بايدن على السيطرة

القصف والتصعيد على لبنان.jpg

الهدف الإخبارية - بيروت

في تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، تناول سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن في مواجهة التطورات السريعة في غزة ولبنان، حيث عملت إدارته على مدار العام لمنع تصاعد حرب شاملة في المنطقة. ومع ذلك، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن حدود التأثير الأميركي وصلت إلى أقصاها، خصوصاً مع التوسع الإسرائيلي ضد لبنان.

يقر المسؤولون الأميركيون في السر بأن الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي أودى بحياة أكثر من 700 شخص في لبنان يبدو بمثابة حرب جديدة، رغم عدم إعلان إدارة بايدن لها كحرب رسمية. وأشارت المصادر إلى أن البيت الأبيض يعاني من ضغوط متزايدة نتيجة هذا التصعيد، حيث وصف بعض مستشاري بايدن الهجمات الإسرائيلية بأنها "خطوات متهورة نحو الحرب".

خطة "خفض التصعيد من خلال التصعيد"

في المقابل، قبلت إدارة بايدن الخطة التي عرضتها إسرائيل والتي وُصفت بـ "خفض التصعيد من خلال التصعيد"، وهو نهج يهدف إلى تصعيد العمليات العسكرية لتقليص تهديدات أكبر. هذا النهج أثار انتقادات داخل الفريق الرئاسي، حيث رأى البعض أن هذه الخطة قد تؤدي إلى تفاقم الصراع بدلاً من احتوائه. وفي فعالية لـ"أكسيوس"، صرح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، بأن المواجهات بين إسرائيل وحزب الله قد تتصاعد إلى حرب أوسع بكثير.

وأضاف فاينر: "هناك صراع في لبنان، لكنه قد يتحول إلى حرب أكبر. هذا ما يثير قلقنا بشدة". وحذر من أن مثل هذه الحرب لن تكون في مصلحة إسرائيل ولن تسمح بإعادة الناس إلى منازلهم، مشيراً إلى أن تصعيد الصراع ليس الهدف النهائي لأي من الأطراف.

الدور الأميركي وتخوفات حرب شاملة

على الرغم من توسع الحرب في غزة، أكد فاينر أن الوضع لم يصل إلى السيناريوهات الأكثر خطورة التي كان يخشاها العالم. وأشاد بالدور الذي لعبته الولايات المتحدة في محاولة تهدئة الوضع، مشيراً إلى التهديدات العلنية التي وجهها الرئيس بايدن لإيران، والتعزيزات العسكرية الأميركية في المنطقة، بما في ذلك إرسال مجموعتين من حاملات الطائرات الضاربة.

في الأشهر الأخيرة، بذل المستشار الكبير للرئيس بايدن، آموس هوكشتاين، جهوداً كبيرة للوصول إلى اتفاق لتهدئة التوترات على الحدود، خصوصاً بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن تلك الجهود كانت مرتبطة بحل النزاع في غزة أولاً. ومع تصاعد الصراع، شعر هوكشتاين بخيبة أمل شديدة إزاء تجاهل الإسرائيليين لمشوراته، خصوصاً بعدما فاجأته إسرائيل بشن الهجوم دون إطلاعه مسبقاً.

تراجع النفوذ الأميركي

وفي ظل هذا السياق، بات واضحاً أن تأثير الولايات المتحدة على القرار الإسرائيلي أصبح محدوداً. فبينما يؤيد بعض مستشاري بايدن النهج الإسرائيلي، فإن البعض الآخر بات يعتقد أن نفوذ واشنطن على حكومة نتنياهو آخذ في التراجع بشكل ملحوظ. هذا الأمر يشير إلى أن الولايات المتحدة، رغم قوتها العسكرية والدبلوماسية، تواجه تحديات كبيرة في التأثير على حلفائها في تل أبيب.

التطورات الأخيرة تُظهر بوضوح أن المنطقة على حافة انفجار شامل، حيث تزداد المخاوف من تحول النزاع إلى حرب واسعة تشمل أطرافاً متعددة. ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي، تزداد الضغوط على إدارة بايدن لإيجاد حلول دبلوماسية قبل أن تتسع رقعة الصراع بشكل لا يمكن احتواؤه.