Menu

ثيوفيلوس وإيرينيوس.. اختلفا 11 عام واجتمعا على تسريب أراضي فلسطين

ثيوفيلوس وايرينوس

فلسطين المحتلة-بوابة الهدف

جرى لقاء مصالحة في الكنيسة الأرثوذكسية بين بطريرك القدس ثيوفيلوس الثالث وسلفه ايرينيوس، بعد 11 عاماً من عزلة الأخير في أعقاب الإطاحة به.

وكان الخلاف بين الاثنين بدأ في أعقاب الإطاحة بإيرينيوس من منصبه كبطريرك القدس، وبعدها عزل نفسه في شقته داخل مقر البطريركية في القدس ولم يعترف بخلفه.

وكان إيرينيوس انتخب بطريركاً في العام 2004، لكن بعد ذلك سرعان ما وجّهت اتهامات إليه بعقد صفقات تسريب أراض للكنيسة إلى جمعية "عطيرت كواهنيم" الاستيطانية.

واجتمع رؤساء الكنيسة الأرثوذكسية في إسطنبول في العام 2005، وقرروا إقصاء إيرينيوس عن منصبه وخفض رتبته إلى راهب بسيط، ما شكّل سابقة تاريخية لأن البطريرك ينتخب مدى الحياة.

ورفض إيرينيوس هذا القرار وعزل نفسه في مبنى البطريركية، كما أنه لم يعترف بخلفه ثيوفيلوس طوال السنوات الماضية، وكان يحصل على طعامه من خلال إنزال سلة من نافذة غرفته ومساعدة عائلة أبو عمر التي زودته بالطعام والشراب.

ورفضت سلطات الاحتلال الاعتراف بثيوفيلوس في البداية، وقال رئيس حكومة الاحتلال آنذاك اريئيل شارون إنه "لا يعقل أن توافق إسرائيل على الإطاحة بسبب بيع عقارات لليهود"، لكن الاحتلال اعترف بثيوفيلوس في أعقاب ضغوط مارستها اليونان.

وبدأت بوادر المصالحة بين ثيوفيلوس وإيرينيوس عندما دخل الأخير إلى مستشفى "هداسا" بالقدس المحتلة للعلاج، وعندها زاره البطريرك.

واستقبل ثيوفيلوس الثلاثاء الماضي المهنئين بمناسبة عيده، وفوجئ البطريرك ومن معه بحضور إيرينيوس لتهنئته.

ثيوفيلوس على خطى إيرينيوس

شهدت فترة احتفالات عيد الميلاد لعام 2016 في بيت لحم مقاطعة للبطريرك ثيوفيلوس الثالث بعد اتهامه بتسريب أراضي الكنيسة.

حيث امتنع الغالبية من أبناء الروم الأرثوذكس عن استقباله في ساحة كنيسة المهد في بيت لحم، وغابت مراسم الاستقبال الشعبية التقليدية، ودخل كنيسة المهد بصمت بعدما أعلن عنه "غير مستحق" بنظر رعيته الأرثوذكسية.

وكان المجلس المركزي الارثوذكسي والمؤسسات والجمعيات الارثوذكسية قررت مقاطعة "غير المستحق"، وهو الوصف الذي بات يطلقه على البطريرك، وعدم استقباله في بيت لحم.
وقال مجلس المؤسسات الأرثوذكسي في فلسطين إن البطريرك ثيوفيليوس الثالث "مستمر في تسريب الاراضي والعقارات الوقفية الارثوذكسية بيعا أو تأجيرا بما لا يساهم في تعزيز صمودنا وثباتنا على أرض الاباء والاجداد بل يساهم في تهجير الشباب المسيحي".
وأضاف، في بيان وقعته أيضا المؤسسات الارثوذكسية في مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور، إن ثيوفيليوس "مستمر في المماطلة والتسويف ازاء حقوقنا التاريخية وعدم الايفاء بما تعهد به بالحفاظ على الوقف الارثوذكسي الفلسطيني وعدم دعوة المجلس المختلط للانعقاد وعدم تطبيق أي بند من بنود القانون الأردني الذي يحكم عمل البطريركية في الاراضي المقدسة رقم 27 لسنة 1958."

وتمتلك بطريركية الروم الأرثوذكس مساحات واسعة من الأراضي والعقارات في القدس، بشطريها الشرقي والغربي، وفي الضفة الغربية المحتلة، وداخل الخط الأخضر، غير أن أبناء الكنيسة يقولون إن الغموض يكتنف مصير الكثير من هذه الأراضي.

واتهم مجلس المؤسسات الأرثوذكسي ثيوفيليوس بأنه "مستمر في اتخاذ الإجراءات التعسفية بحق الرهبان وآخرها كان بحق رئيس دير مار سابا في مدينة بيت ساحور الراهب أركاديوس الذي كان نموذجا يحتذى به في الدفاع عن حقوق الكنيسة وعقاراتها، ان إيداع هذا الراهب في السجون مع الجنائيين مس بكهنوته ومكانته مما أثار مشاعر الغضب لدى كافة سكان منطقة بيت لحم."

حيث اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية الراهب القبرصي – اليوناني أركاديوس بناءً على شكوى من البطريرك ثيوفيلوس، نتيجة تصدّيه للهيمنة اليونانية على الكنيسة الأرثوذكسية ودفاعه عن أملاك الكنيسة ومنع مصادرتها وتسريبها للاحتلال، ومواجهة قوات الاحتلال المباشرة بعد قصف مبنى دير مار سابا في بيت ساحور لإخافته، ما أدى لاستشهاد راهبة هناك، فقام بإعمار أرض بطريركية الروم وعمل أسوار على أكثر من 250 دونم أرض وشجّع رعية الروم في بيت ساحور على عمل إسكان الروم وحمى جميع الأراضي من المصادرة في ناطق (ج) والمحاذية للسياج الأمني، وقامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية بتسليمه للارتباط العسكري "الإسرائيلي"، ومكث في سجن الرملة حتى تم ترحيله إلى قبرص.

وكان نشطاء من الروم الأرثوذكس نظموا وقفات في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور احتجاجاً على البطريرك ثيوفيليوس. ورفع الشبان لافتات كتب عليها: "أملاك الكنيسة الأرثوذكسية هي أرض عربية فلسطينية" و"ثيوفيليوس غير مستحق."

في المقابل، اكتفى مكتب البطريرك بإصدار بيان قال فيه: "أشادت بطريركية الروم الارثوذكس بموقف الرئيس الفلسطيني تجاه أراضي فلسطين وتعاونه المنقطع النظير مع البطريركية الاورشليمية وأكدت البطريركية أننا متوافقون معه حيث ومنذ اعتلاء غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيليوس الثالث سدة البطريركية عمل على الحفاظ على أراضي البطريركية ، والتي حرصت على الدفاع عنها منذ الفين عام وكانت ومازالت هي العامل الأساسي في تثبيت الوجود المسيحي في الاراضي المقدسة".
وأضاف: "البطريركية على تنسيق تام مع المملكة الأردنية الهاشمية بما يخص الكنيسة الارثوذكسية وبما يتعلق بالوصاية الهاشمية المباركة على المقدسات المسيحية والإسلامية، وللأردن مجهود جلي في القضية الفلسطينية وفي الحفاظ على المكون المسيحي المشرقي في ارضه وبلاده، شاكرين القيادة الفلسطينية والاردن قيادة وشعبا على كل ما تقوم به ودعمهم المتواصل للبطريركية".
وتابع: "استنكر غبطته الحملة الشعواء التي يقودها بعض المنتفعين، الذين يحاولون الاتجار باسم البطريركية. البطريركية ستبقى تدافع دائماً إلى جانب القيادات الفلسطينية وحامل الراية الهاشمية عن فلسطين ومقدساتها".