Menu

المركز الثقافي العربي النمساوي يردّ على حملة التشويه الصهيونية ضد المناضلة "ليلى خالد"

ليلى خالد

فيينا_ بوابة الهدف

منذ إعلان المركز الثقافي العربي النمساوي عن اللقاء المزمع عقده مع المناضلة الفلسطينية ليلى خالد يوم 15 نيسان/أبريل في فيينا، يواجه المركز حملة شعواء يشنها الصهاينة في الصحف وفي وسائل الإعلام، بدأت بمقال نشرته صحيفة "Heute"، واسعة الانتشار والتي توزع مجاناً في المواصلات العامة، يوم الجمعة الأول من نيسان/أبريل، بعنوان على غلافها "خاطفة الطائرات تخطط لمحاضرة في فيينا"، إذ اتّهم المقال السيدة خالد بدخول البلد بدون تأشيرة دخول.

المقال تبعته حملة إثارة في كافة الصحف الرئيسية ومواقع التواصل الاجتماعي، تتوجت بتصريح لرئيس الحزب اليميني الأكبر في النمسا، هاينز كرستيان شتراخه، عبر فيه عن رفضه دخول "الإرهابية الإسلامية المتطرفة" ليلى خالد إلى النمسا وطالب وزير الداخلية ورئيس بلدية فيينا باتخاذ موقف.

رداً على هذه الحملة الرامية إلى تشويه صورة النضال الفلسطيني وربطه بالأحداث الأخيرة في أوروبا، وكذلك إلى تشويه صورة المركز الثقافي العربي النمساوي، كواحد من المؤسسات العربية المعنية بتقديم طرح مناهض للاستعمار فيما يتعلق بالقضايا العربية وقضايا العالم الثالث، رد المركز ببيان باللغة الألمانية يفند ادعاءات الصهاينة.

وتنشر "بوابة الهدف" ترجمة البيان كما ورد:

تابعنا في المركز الثقافي العربي النمساوي باستغراب ردة الفعل والتصعيد الإعلامي في بعض الصحف والمواقع الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي الناطقة بالألمانية ضد إعلاننا تنظيم لقاء مع السيدة ليلى خالد في فيينا.

هذا التصعيد الذي انطلق مع "مقال" عُنون على الصفحة الأولى بجريدة HEUTE، التي توزع مجاناً، واحتوى معلومات غير صحيحة تتهم السيدة ليلى خالد البالغة من العمر 71 عاما بدخول النمسا بجواز سفر مزوّر.

إننا نرى أنفسنا  مضطرين للتوضيح التالي:

1. تزور السيّدة ليلى خالد الإتحاد الأوروبي بتأشيرة دخول شنغن صالحة وتلتقي بجاليات فلسطينية وبممثلين عن حركات التضامن مع فلسطين و ذلك في العديد من الدول الأوروبيّة.

2. الإدعاء بأن السيّدة خالد تزور النمسا بجواز سفر مزوّر، والقائم على كون صحافي جريدة "اليوم- HEUTE" يرى أنها لا تستحق تأشيرة شنغن، هو دليل غياب الجدية لدى مثل هذه الصحف ويعكس طرق البحث "الصحفي" التي يتبعون.

3. رغم أنها أول زيارة لها للنمسا، الا انها ليست اول زيارة للسياسية الفلسطينية لأوروبا، ففي أيار/مايو 2002 زارت السيدة ليلى خالد إنجلترا و قامت بالعديد من اللقاءات في لندن ومانشستر كما شاركت عدة تظاهرات تضامنية مع القضية الفلسطينية، كما كانت في سنة 2011 بالسويد حيث زارت العديد من المدن بتنظيم من الحزب الشيوعي السويدي و النقابات السويدية.

4. السيدة ليلى خالد هي عضو في البرلمان الفلسطيني ( المجلس الوطني الفلسطيني)، كما أن حزبها، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو جزء من منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها من طرف الدولة النمساوية كممثل للشعب الفلسطيني ومُمَثلة دبلوماسياً في النمسا، ونذكّر بأن المستشار النمساوي الأسبق برونو كرايسكي، كان من بين أوائل القيادات السياسية في العالم الذين دعوا الى الحوار مع منظمة التحرير والعمل على تحقيق حل سياسي لقضية فلسطين. كرايسكي كان على علاقة حسنة مع ياسر عرفات الذي اعتبره الكثير من وسائل الاعلام "إرهابيّا".

5. السيّدة خالد هي ممثلة لحركة التحرر الفلسطينية. تناضل من أجل حل سياسي، كما تؤكد أن أول شروط إنهاء دوامة العنف هو إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية .هذا الموقف يتوافق مع حقوق الشعوب ومع كل القوانين الدولية، هذه الحقوق والقوانين التي تُنتهك من طرف دولة إسرائيل باستمرار بدون أي عواقب دبلوماسية أو سياسية أو اقتصادية.

وفي الوقت الذي نلحظ فيه حملة تحريض منظمة ضد زيارة ليلى خالد الى فيينا، يزور النمسا سياسيون إسرائيليون على شاكلة اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي يدعو الى طرد بل وذبح الفلسطينيين ويُستقبلون كضيوف دولة.

6. المقاومة الفلسطينية هي نتيجة طبيعية لعملية طرد الشعب الفلسطيني من أرضه و نتيجة الاحتلال الاستعماري. إن إدانة العنف بشكل مجرد ودون التعرض لأسبابه السياسية و لخلفياته التاريخية هو نوع من المساندة غير المباشرة للمشروع الإستعماري في فلسطين والمدعوم من الغرب.

إن تأسيس دولة إسرائيل سنة 1948 بُني على الطرد والاجلاء القسري لحوالي مليون فلسطيني ( ثلاث أرباع السكان العرب في فلسطين في ذلك الوقت). إن دولة إسرائيل ترتكب أعمال القتل دون أي أساس قانوني وتتوسع باستخدام العنف والقتل وتحتجز ملايين البشر في معازل الفصل العنصري. كل هذا ولم تجرؤ ديمقراطية غربية واحدة على إدانة إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل.

7.عبر تاريخ الاستعمار كان هناك نمط متكرر هو أن اهتمام الناس في الدول الاستعمارية بمشاكل المُستعمَرين ينشأ أولا وبالأساس من خلال الفعل المقاوم الذي تمارسه الشعوب الواقعة تحت الاستعمار وليس من خلال البؤس الذي يسببه المستعمِر. إن مثال ليلى خالد في الماضي، وكذلك محاولة إسكاتها و منعها اليوم، هو جزء من هذا النمط المتكرر ويُفهم في هذا الإطار.

8. إننا كمواطنين نمساويين، بعضنا من أصول عربية أو قادمين من المنطقة العربية، نرى أنه ليس من حقوقنا الديمقراطية فحسب، بل كذلك من واجبنا الاجتماعي توجيه الدعوة إلى شخصيات من بلداننا الأصلية، من العارفين بتفاصيل الأوضاع في المنطقة لتقديم ومناقشة رؤاهم لواقع المنطقة ومستقبلها، ونرى في هذه الفعاليات فرصة لإثراء الحوار المجتمعي في النمسا، فمنذ تأسيسه يرى المركز الثقافي العربي النمساوي (عكاظ) في مثل هذه الحوارات مهمته الرئيسية: إعطاء صوت لهؤلاء المغيبين عن الإعلام السائد والنمطي.

9. كان من الأفضل التزام كل وسائل الإعلام بقيم العمل الصحفي المتوازن ومحاولتها توجيه الأسئلة إلى هؤلاء "المستبعدين" لتقديم الصورة كاملة، ولكن يبدو أن خيال البعض لم يتفتق على مثل هذه الأفكار، ومع أن هذا ممكن حتى دون مساعدتنا، فإننا يسعدنا أن نوفر للصحافيين فرصة للتواصل مع ضيوفنا.