Menu

نساء يقفن وحدهن للمطالبة بإنهاء الإنقسام.. في غزة

من الوقفة النسائية

بوابة الهدف - وكالات

أن تحضر نحو خمسون امرأة فقط فعالية تطالب بإنهاء الانقسام في مدينة غزة قبالة مقر المجلس التشريعي، واقتصار الفعالية فقط على مدينة غزة، دون المدن الأخرى ودون حتى مشاركة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الضفة الغربية؛ أمرٌ يفسّر حجم الإحباط الذي تعيشه كل شرائح المجتمع من أي تحرّك على الأرض يمكن أن يدفع باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية.

"وقفة الثلاثاء" النسوية الأسبوعية المطالِبة بإنهاء الانقسام التي ينفذها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية مع عدة مؤسسات نسوية منذ عام 2012؛ كانت قد توقفت عام 2014 عند توقيع اتفاق الشاطىء؛ عادت من جديد قبل نحو شهرين بعد تعثّر كل جهود المصالحة، ولكن عقب الحوار مع مختلف الشرائح الاجتماعية، والحديث عن آليات جديدة ستتخذها الحملة للعودة من جديد، فلا الشرائح الأخرى شاركت ولا ظهرت أي آلية جديدة.

مشاركة ضعيفة

هدى عليان القيادية في حزب فدا، إحدى النساء اللواتي اعتدن المشاركة في الوقفة  التي تأتي ضمن جهود "الحملة الوطنية لإنهاء الإنقسام"، لم تخفِ تذمّرها من ضعف المشاركة، تقول:"نحن سعداء أن هناك مشاركة ولو بحجم صغير، الجو حار ورمضان والنساء والمؤسسات المشارِكة لها الشكر".

لكنها تؤكد أن مستوى المشاركة لا يليق بمطالب المرأة الفلسطينية إنهاء الانقسام، لتلقي اللوم على كل شرائح المجتمع من شباب وعمال ووجهاء وغيرهم من المواطنين المنوط بهم التحّرك نحو هذه المطالبة.

عن اقتصار المشاركة على غزة فقط، تقول عليان:"الأطر النسوية والاتحاد العام للمرأة في الضفة وعدوا بالمشاركة ولكن هناك تراخي".

عن الآلية المتبعة للفعالية وهي الوقفة الأسبوعية صرّحت عليان بأن آخر وقفة كانت أمام منزل السيد اسماعيل هنية يوم اتفاق الشاطئ ودعت النساء حينها إلى تطبيق الاتفاقات الموقعة، ولكن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرًا، سيتم منتصف الشهر إطلاق هاشتاج يشارك فيه متطوعون وصحفيون، وتضيف:" هناك خطة عمل يجب أن نتفق عليها أولًا سيكون".

المواطن هو المتضرر

في كلمة لها تقول حنان صالح من القيادات النسوية في حركة الجهاد الإسلامي، أن المواطن الفلسطيني أكثر شرائح المجتمع تضررًا بسبب الانقسام الذي مزّق النسيج الاجتماعي والوطني وتدهورت أوضاع الوطن والمواطن ما بين الاقتصادية والاجتماعية والثقل الأكبر الهم السياسي وما يقوم به الاحتلال من تنغيص ممنهج على حياة المواطنين.

تدعو صالح كذلك إلى رفض كل ما يكرّس الانقسام، وتطالب بتعزيز التسامح والتصالح لتتحول البوصلة فقط ضد الاحتلال؛ الذي يمارس كل أنواع الاضطهاد بعدة وسائل أبرزها ابتلاع الأراضي من خلال الاستيطان والاقتحامات للمقدسات.

كما تطالب بإشراك الكل الوطني في حوارات المصالحة، لتضيف إن هذه الوقفات على مدار أعوام من الحملة تؤكد إن دور المرأة الفلسطينية حاضرًا، وفي الصراع مع الاحتلال استطاعت إثبات جدارتها.

طالبناهم لكن غابوا

أما آمال حمد، عضو الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية؛ فتعقّب على ضعف المشاركة بأن الجو حار وكذلك نحن في رمضان، لكنها تضيف:"المشاركة لا تتناسب والمستوى المطلوب، كنا نأمل أن تشارك جماهير غفيرة؛ ولكن هي وقفة نسوية رمزية؛ رسالتها استمرت لعامين، هدفها بالنهاية أن نوصل رسالة لكل صناع القرار، أنه مطلوب إنهاء الحصار والانقسام وحياة ديمقراطية سليمة مطلوب والاحتكام لإرادة الشعب".

بالنسبة لغياب المشاركة من الضفة الغربية تعلّق:"لا مجال لإجبار أحد، تم الحديث مع الأخوات في غزة والضفة، وخرجوا مرة واحدة، ربما هم يشعروا أن وضعهم أفضل، نسبة الفقر والبطالة والاضطهاد هنا في غزة أعلى".

حول غياب شرائح اجتماعية مهمة عن هذه الوقفات (السسياسيون والمخاتير وغيرهم) تعرب حمد عن أسفها لذلك خاصة أنه خلال المرحلة الماضية تم التواصل معهم من أجل المشاركة في هذه الجهود، وتضيف:"لست أدري هل هي حالة إحباط أم خوف، طلبنا من الجميع المشاركة، هي وقفة نسوية، لكن مطلوب من الجميع المشاركة".

تؤكد حمد أن المرحلة المقبلة ستشهد آليات عمل جديدة في إطار الحملة الوطنية لإنهاء الانقسام من أجل ضمان مشاركة أوسع، منتصف الشهر الحالي الذي يتزامن مع الذكرى السنوية للانقسام، سيشهد إطلاق هاشتاج وحملة واسعة عبر وسائل الاعلام الاجتماعي.

 الحقيقة أن الفعاليات الشعبية الداعية لإنهاء الانقسام لا تحتاج فقط إلى مشاركة واسعة من كافة شرائح المجتمع، وإنما إلى خطة عمل مطلبية يرافقها فعاليات ضاغطة بشكل مؤثر على صناع القرار من طرفي الانقسام وصولًا للهدف المنشود.