Menu

خانيونس: سوق شعبي للفقراء.. خذ ما شئت

341700_7

بوابة الهدف - وكالات

الناظر للوهلة الأولى لهذا المكان المُتكدس على أرفُفه كميات كبيرة من شتى أنواع الخضار والفواكه والتوابل الخضراء، واللحوم الطازجة، والمُعلبات، والمواد الغذائية، يعتقد أنه معرضًا كغيره للمنتوجات المحلية.

يتغير الاعتقاد لدى أي شخص يدخل السوق، عندما يجده مقصد لنحو "600 أسرة فقيرة" جنوبي قطاع غزة، أدرجت اسماؤها للاستفادة من هذا السوق الشعبي، مقابل قسيمة شرائية تصل للأسرة الواحدة حوالي "200 شيقل"

مؤسسة إسناد المجتمع التي نظمت هذا السوق، تركت الحرية للأسر المستفيدة لشراء ما تريد من سلع دون إجبار أو إكراه على شيء، كما عرضت السلع بأسعار مُخفضة جدًا، بالكاد تُقارب أسعار "الجُملة" لإتاحة الفرصة للأسر الفقيرة المُستفيدة شراء كميات أكبر من مُختلف الأصناف. 

ويمول هذا السوق مؤسسة "وقف الواقفين – جنوب إفريقيا"، بقيمة تُقدر بحوالي "36 ألف دولار"، عبر مؤسسة إسناد المجتمع التي تتخذ من بلدة خزاعة شرقي محافظة خان يونس جنوبي القطاع مقرًا رئيسياً لها.  

بدت علامات الارتياح جليةً على وجه سامية أبو حدايد، وهي تتجول بالسوق حاملةً أكياسًا بلاستيكية في يدها، تضع بها من كل صنف معروض كمية، ويُعاونها العاملون في السوق الشعبي في اختيار الأصناف، وتعبئتها، وحملها لخارج السوق، لحين تتوفر لها مواصلة نقل لمنزلها.

أبو حدايد قالت لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "من المرات النادرة التي نتلقى بها مساعدة بهذا الشكل، معظم المرات تأتي المساعدات من جهات بها أغراض ربما بعضها غير ضروري بالمنزل، وأخرى إلزامًا شراؤها، وأخرى أسعارها مرتفعة، لا تكفي القسيمة الشرائية لها..".

وشددت على أنهم بالفعل محتاجون لهكذا أسواق على مدار العام، ليس في شهر رمضان فحسب، لأنها تُتيح المجال بكل حرية أن تشتري ما تريد وبأسعار مخفضة، حتى يتم التمكن من شراء أكبر كم من السلع، ضمن القسيمة المُحددة، وهي "200 شيقل".

وأضافت حدايد "في هذا السوق كل شيء، فاشتريت أغراض تكفي على الأقل أسبوعين قادمين، بما فيها اللحمة الطازجة، التي نادرًا ما نجدها في مساعدة، وبعض المُعلبات"؛ مُشددة على أنهم بأشد الحاجة لهكذا مشاريع في ظل الواقع الحالي، لأن الظروف صعبة للغاية، وليس بمقدورهم شراء كل ما يحتاجونه، خاصة أن بعض السلع باهظة، وليس لديهم مُتسع لشرائها من الأسواق.

عضو جمعية إسناد المجتمع وأمين الصندوق يحيى قديح يوضح لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" أن الهدف الرئيس من السوق هو حفظ كرامة الفقراء، وعدم إهانتهم حتى بدون قصد، خلال تسلم المساعدات، فهذا السوق فُتح أمامهم وكأنهم في سوق شعبي من أسواق محافظات القطاع، وشراء ما يريدون دون إجبار.

ونوه قديح إلى أن السوق يستفيد منه "600 أسرة فقيرة" بمحافظتي خان يونس ورفح، وحمل عنوان "السوق الخيري" الممول من مؤسسة "وقف الواقفين – جنوب إفريقيا"؛ يضم "خضروات بمختلف أنواعها، فواكه، مُعلبات، لحوم طازجة".

ولفت إلى أنهم حرصوا على توفير كل ما تحتاجه الأسر بالسوق، كما حرصوا على إعطائهم المجال للشراء بقسيمه تفوق "200 شيقل" وعرض السلع بالجملة وليس كما في الأسواق، لإعطاء فرصة لشراء كميات تكفي على الأقل أسبوعين لكل أسرة.

كما أنهم حرصوا على جعل السوق ثلاثة أيام متتالية من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءًا، بواقع "200 أسرة" يوميًا، وإعطائهم مواعيد للتسلم، حتى لا يحدث زُحام أو اكتظاظ، من شأنه أن يُشعر الناس بالإهانة، أو بفقدان حقهم بسلعة معينة، عندما تنفذ "كما يقول قديح".

وشدد على أنهم حرصوا على تقديم أجود السلع، ولا سلع تُشارف على انتهاء صلاحيتها أو شبه تالفة؛ منوهًا إلى أنهم وضعوا تسعيرة على كل سلعة من أجل إراحة الأسرة المستفيدة، ومعرفة قيمة وكمية ما تريد أن تشتريه بأريحية، وتوازن في الشراء بحيث تأخذ من كل صنف، فمعظم المستفيدين تقريبًا تناولوا كل ما يحتاجونه.  

وشكر قديح مؤسسة "وقف الواقفين" على تمويله للسوق بمبلغ يُقدر بحوالي "30 ألف دولار"، مُشيرًا إلى أن هناك مشاريع قادمة في العيد ولطلبة المدارس كذلك، بُغية الوصول لأعداد أكبر من الفقراء، وإدخال البهجة والسرور في نفوسهم.

المصدر: قدس نت.