Menu

حصاد الظل.. رسائل منوعة بلغات شبابية

3

الهدف_خانيونس_ محمود الحاج:

كتبت أقلامهم ما دار في ذلك الوقت ورسمت أيديهم ما حفظ في عقولهم, والتقطت كاميراتهم بشاعة ما حدث في صيف عام 2014, مجسدة بذلك بانوراما فنية أدبية فوتوغرافية إذاعية تصف أوجاع الحرب وأحلام المهجرين والجرحى.
إنهم 400 شاب وفتاة يبدعون في محاكاة معاناة سكان قطاع غزة أثناء وبعد الحرب الأخيرة على غزة، ويعبرون عن هواجسهم وأحلامهم ورؤيتهم  للمستقبل بأدواتهم ووسائلهم الفنية والأدبية  والإعلامية المختلفة. 
هذا الإنتاج الإبداعي الأكبر للشباب في قطاع غزة  الذي عنون ب"حصاد الظل "، احتفى به المركز الثقافي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر باحتفالية ضخمة، بحضور ممثلين عن المؤسسات الدولية و الأهلية والفنية والأدبية وجمهور من طلبة الجامعات.
المشرف على معرض الصور الفوتوغرافية المصور والمخرج زياد دحلان  قال: كان التصوير الفوتوغرافي إحدى الوسائل التي حاولنا من خلالها التعبير عن واقع غزة بعد الحرب بالإضافة إلى عشرة قضايا أساسية تتعلق بالحقوق والكرامة والإنسانية والتمسك بالأرض  والوطن وبعض الإشكاليات التي تعيق الحياة الطبيعية لأي مواطن, وذلك بعد  30 زيارة ميدانية لمناطق متعددة شارك فيها 13 شاب وفتاه حيث كانت الزيارات الميدانية موزعة على مختلف مناطق قطاع غزة منها المخيمات، والأماكن المدمرة، والأسواق، والميناء، وكانت النتيجة عشرة قصص تشمل 36 صورة  مختلفة في الأسلوب والمضمون.
وفي معرض سؤالنا عن مدى الاستفادة التي حققها المشروع للشباب أوضح دحلان أن التغير بدا واضحا جدا على الشباب المشاركين وتمثل في السعادة الكبيرة، وزيادة الخبرات المتعلقة بعملهم في مجال التصوير؛ حيث كان هذا المعرض وسيلة للتعبير عما يجول في أذهانهم .

حصاد الظل تضمن أيضًا معرض فن تشكيلي قُدّم بإشراف الفنان التشكيلي محمد الشربيني الذي قال: بدأنا العمل في مجموعة الفن التشكيلي  بثلاث ورش فنية، كل شهر ورشة مختلفة حيث كان عدد الشباب المشاركين في هذه الورش 60 شابا وفتاه, كان الهدف من هذه الورش  يتمحور حول استخدام أدوات الفن التشكيلي المختلفة لدعم الشباب نفسيا للخروج من الواقع المؤلم والتعبير عما يجول بداخلهم.
أما الفنانة ولاء أبو العيش إحدى المشاركات بمجموعة الفن التشكيلي فعقبت: إن هذه الإنتاجات الفنية عبارة عن تلاقى أفكار وأحلام مجموعة من الشباب الموهوب لرسم صورة لوطن محتل ومحاصر يعانى ويلات الحروب المتكررة.
جانبا آخر من حصاد الظل خصص لتوقيع كتاب "حصاد الظل" الذي شارك في إنتاجه حوالي 40 شابا وفتاه  عبرت أشعار وقصص و نصوص الكتاب الأدبي عن تفاصيل الحرب والانتهاكات التي تعرض لها السكان من قبل آلة الحرب الإسرائيلية  بلغة أدبية متفردة .
فيما حاكت خمس برامج إذاعية وهي: حكاوي مرة، شاهد عيان، أزمة وعدت، وجع المغنى، وتيك نيوز، صنعها الشباب وبثت عبر راديو كلاكيت معاناة المواطنين أثناء وبعد الحرب، وعايشت همومهم ونقلت رسائلهم للعالم.
بدورها مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر ترى أن الشباب يمتلك من الطاقة والقوة والإبداع ما يمكّنه من النهوض من تحت الركام، وصناعة حياته ومستقبله ونقل معاناة وهموم شعبه وأحلامه بلغة إبداعية تفهمها كل شعوب الأرض .
وتعتقد زقوت أن مؤسسات المجتمع المدني عمومًا يجب أن  تسعى لتحفيز طاقات الشباب الكامنة، واحتضان وتشجيع المواهب وتنميتها ودعمها، بما يسهم في تعزيز رسالة الشباب  في التنوير والتثقيف وتطوير المجتمع.