Menu

لقمة العيش في المناطق الحدودية... خـط أحـمـر !

يعتمد المزارعون على الزراعة البعلية في المناطق الحدودية لعدم توفر مياه صالحة للري

الهدف_رفح_محمود جروان:

معاناة كبيرة يحياها سكان المناطق الحدودية بقطاع غزة، وتتفاقم بين فئة المزارعين، الذين كبح الاحتلال قدرتهم على الوصول لأراضيهم لا لشيء إلا لزراعتها، وجني لقمة عيشهم وعيش أبنائهم.

في كل مرة يتوجهون إلى أراضيهم، حاملين أرواحهم على كفوفهم، وزاد الخطر الذي يواجهون منذ عدوان عام 2008، وإعلان الاحتلال الإسرائيلي مسافة 300 متر على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة منطقة عازلة يُحظر دخولها.

المزارع محمود عياش يقول: المنطقة الحدودية الفاصلة بين قطاع غزة و فلسطين المحتلة ملتهبة دائما، والعام 2015 أسوا عام منذ اندلاع الانتفاضة، مشيرا إلى أن من أبرز معاناة للسكان والمزارعين تتمثل في منعهم من الوصول إلى أراضيهم، وإطلاق النار عليهم وعلى صيادي الطيور رغم اتفاق التهدئة الذي أبرم بين الفصائل والاحتلال.

وكان اتفاق التهدئة في نوفمبر 2012 تضمن تقليص مساحة الحزام الأمني من 300 متر الى 100 متر، لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بهذا الاتفاق حتى اليوم.

تدمير مقومات الحياة

عياش بدوره يضيف: إن الاحتلال يستهدف كل من يصل لمسافة 500 متر سواء مزارعين أو مواطنين، هذا أمر غير معقول.

ويوضح عياش أن الاحتلال دمر كل مقومات الحياة في المناطق الحدودية من خلال استخدامه للبراميل المتفجرة خلال الحرب الأخيرة، مبينًا أن المناطق الزراعية في المناطق الحدودية لن تصلح للزراعة لسنوات طويلة نتيجة سقوط كميات كبيرة من المتفجرات عليها.

وأكد عياش أن الأمن معدوم لكل المواطنين في الأراضي المتاخمة للحدود الشرقية للقطاع، وقال: لا يمكن الحديث عن أمن في ظل وجود الاحتلال.

لا توجد ضمانات

من جهته تحدث المزارع محمد العمور الذي يعمل في أرض زراعية محاذية للشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة جنوبًا، تحدث بعينين دامعتين للهدف عن معاناته مع زملائه في الوصول لأراضيهم.

ونوه العمور لأن الاحتلال بغير داع، ومع أنه يرى كل شيء من مواقعه، بل ويعرف الأفراد سكان المنطقة وأصحاب الأراضي، ربما بأسمائهم ووجوههم، لا يتوانى عن إطلاق النيران بشكل مباشر نحوهم.

وتساءل العمور: هل نموت جوعًا؟ كيف نكسب أرزاقنا؟ كيف نعيل عائلاتنا؟ أنظل في بيوتنا نائمين؟ لماذا لا توجد ضمانات على كل ما تتضمنه الاتفاقات مع الاحتلال؟ هل أصبحنا في زمن يجب أن نقدم فيه أرواحنا فداءً للقمة العيش؟!

المياه الصالحة

وأوضح العمور أن المزارعين الذين يقصدون أراضيهم الموجودة بالقرب من السياج الفاصل يتعرضون للموت بسبب السياسات الإسرائيلية ضدهم والتي تطلب منهم الابتعاد عن الحدود مسافة تتجاوز الـ500 متر.

وبين العمور أنه يمتلك هو وإخوته أرضا بمساحة 20 دونما كلها قريبة من السياج الفاصل وقريبة من معبر صوفا جنوب القطاع، إلا أنه لا يتمكن من الوصول إلا لـ 10 دونمات فقط وهي التي تبعد عن الحدود مسافة 700 متر، أما الـ10 دونمات المتبقية والقريبة من الحدود فلا يمكنهم الاستفادة منها وزراعتها.

هذا، ويزرع العموريون الأرض التي يستطيعون الوصول إليها بالقمح والشعير وهي المحاصيل التي تعتمد على المياه البعلية حيث تفتقر تلك المناطق إلى المياه الصالحة لري المزروعات كالخضروات ولا يمكن لهم حفر آبار لريها.

شروط الحياة الآمنة

ويرى المزارع أيوب إرجيلات من شرق رفح " صوفا"  أن المزارع يعاني الأمرين من تدهور أوضاعه المعيشية، وعدم توفر شروط الحياة الآمنة له.

ويقول إرجيلات: إن المزارع يزرع أرضه فيجرفها الاحتلال ويدمرها، ثم تعاد الكرة كل مرة، وهكذا، لقد حدث هذا معي أربع مرات.

بدوره طالب مدير اتحاد لجان العمل الزراعي حسين أبو العيش حكومة التوافق الوطني الفلسطيني بدعم المزارعين المتضررين بقطاع غزة بعد العدوان الأخير، وتمكينهم من الوصول الآمن إلى أراضيهم، خاصة تلك الموجودة في المناطق المحظور الوصول إليها على حدود قطاع غزة بما يعزز من صمودهم وقدرتهم على الإنتاج.

ودعا أبو العيش في حديث لمراسل الهدف إلى تكاتف الجهود من أجل تعزيز صمود المزارع على أرضه خصوصا المناطق الحدودية، وإلا فإنها عرضة لتوسع الاحتلال.

وطالب أبو العيش المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لفك الحصار وفتح المعابر أمام المنتجات الفلسطينية ووقف كافة الاعتداءات الإسرائيلية بحق المزارعين والعمل الجدي لحمايتهم.