Menu

إصابات خلال مواجهات في الأقصى.. واقتحامات مستمرة للمستوطنين

000

القدس المحتلة - بوابة الهدف / وكالات

أفادت مصادر طبيّة بأن 15 مواطنًا فلسطينيًا أُصيبوا جرّاء اعتداء قوات الاحتلال عليهم، صباح اليوم الأحد، بالتزامن مع اقتحام مئات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تعاملت مع 15 إصابة نتيجة الاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال الخاصة في باحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع اقتحام 304 مستوطنين في ذكرى ما يسمّى بـ "خراب الهيكل".

وأضافت الجمعية أن ثلاثة من بين المُصابين استدعى نقلهم عبر سيارات الإسعاف إلى المشافي الفلسطينية للعلاج، في حين تم التعامل مع باقي الإصابات "ميدانيًا".

ودارت منذ صباح اليوم، مواجهات متقطعة بين المواطنين وقوات الاحتلال في حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك في القدس القديمة، خلال تجمهر المواطنين على باب المسجد، واحتجاجهم على اجراءات الاحتلال واقتحامات المستوطنين.

وفي الوقت ذاته، أدت مجموعة من المستوطنين صلوات وشعائر تلمودية في منطقة باب الأسباط قرب باب الأقصى من الخارج، بحماية وحراسة قوات الاحتلال واحتجاجات المصلين بهتافات التكبير.

وقال أحد حراس الأقصى، إن مستوطنين مزقوا ملابسهم، واعتدوا على عناصر من شرطة الاحتلال حاولت اخراجهم من مقبرة باب الرحمة الملاصقة لجدار المسجد الاقصى الشرقي، واندلعت اشتباكات بالأيدي بين الطرفين، فوق قبور علماء وأعيان وشهداء المدينة المقدسة.

ولفت إلى ارتفاع عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى إلى أكثر من 225 مستوطنا حتى الآن، بمجموعات متتالية تضم غُلاة المستوطنين المتطرفين، فيما ينتظر عدد كبير من المستوطنين خارج باب المغاربة بانتظار الانتظام بمجموعات جديدة لاقتحامه.

وأشار إلى أن مجموعات من المستوطنين بعد الانتهاء من اقتحامها للأقصى تعود من جديد للانتظام في مجموعات أخرى، لاقتحامات متتالية، موضحا أن عناصر من مخابرات الاحتلال ترافق عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال في حماية المستوطنين خلال اقتحامها وجولاتها في الاقصى المبارك وتلتقط صورا للمصلين المتواجدين فيه، خاصة الذين يشاركون في هتافات التكبير الاحتجاجية، في الوقت الذي اضطرت فيه شرطة الاحتلال إلى اخراج مستوطن من الأقصى بعد توقيفه من أحد حراس المسجد حينما حاول تأدية صلوات تلمودية فيه.

وما زال التوتر الشديد يسود الأقصى ومحيط بواباته الخارجية الرئيسية، وسط اغلاق أكثر من نصف بواباته أمام المُصلين.

وتسود المدينة، خاصة بلدتها القديمة ومحيطها، أجواء شديدة التوتر، بفعل مسيرات استفزازية متواصلة، منذ الليلة الماضية، للمستوطنين في البلدة القديمة، ومحيط بوابات المسجد الأقصى المبارك، واقتحامات واسعة منذ الدقائق الأولى من فتح باب المغاربة صباح اليوم الأحد، لاقتحامات المستوطنين.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية، إن عددا من ضباط الاحتلال ومن الوحدات الخاصة اقتحمت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأقصى، وانتشرت فيه لتأمين اقتحاماتٍ واسعة للمستوطنين، كانت أعلنت عنها منظمات متطرفة، لإحياء ما أسمته "ذكرى خراب الهيكل" المزعوم.

ويشهد المسجد منذ ساعات الصباح اقتحامات واسعة، بمشاركة عدد كبير من قادة المستوطنين المتطرفين، واضطرت شرطة الاحتلال اخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد، حينما حاول أداء طقوس تلمودية في المسجد، بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد، لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لهذه الاقتحامات.

في الوقت ذاته، أغلق الاحتلال عددا من أبواب الأقصى أمام المصلين، شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن ثلاث مجموعات اقتحمت الأقصى حتى الآن، ضمت بمجموعها نحو 100 مستوطن، ما يؤشر على أن الاقتحامات ستكون واسعة، خاصة أن هناك المئات من المستوطنين ينتظرون خلف باب المغاربة، بانتظار اقتحامهم للمسجد.

وأغلقت قوات الاحتلال في ساعات المساء منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة في احتفالات احياء "ذكرى خراب الهيكل".

ولفتت وكالة الأنباء الرسمية إلى أن عددا كبيرا من المواطنين، خاصة من أبناء القدس القديمة، شاركوا في صلاة، وآثر قسم كبير منهم البقاء، والتواجد في الاقصى، للتصدي للمستوطنين، فيما شدّدت قوات الاحتلال الخاصة اجراءاتها على بواباته الرئيسية، واحتجزت بطاقات الشبان إلى حين خروجهم منه، في الوقت الذي تنتشر فيه أعداد كبيرة من العاملين في الأقصى من حُرّاس وسدنة في أرجائه، لمراقبة سلوك المستوطنين خلال جولاتهم الاستفزازية والمشبوهة برحابه.

وكان ائتلاف منظمات الهيكل (عددها يزيد عن الـ26 منظمة) دعت الى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى المبارك اليوم، والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما أسمته "خراب الهيكل".

ونظمت هذه المنظمات الليلة الماضية مسيرات استفزازية حول أسوار القدس القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى، وسط هتافات عنصرية تدعو لقتل العرب والفلسطينيين، واقامة الهيكل المزعوم مكان الاقصى، فضلا عن الاعتداء على مقدسيين وممتلكاتهم في القدس القديمة.

وانطلقت المسيرة الليلية للمستوطنين من أرض مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية غرب القدس بقراءة فقرات من "التاناخ"، قبل أن تنطلق المسيرة نحو منطقة باب العامود، ثم باب الساهرة، ثم تنظيم وقفة واعتصام عند باب الأسباط، تخللها كلمات خطابية لعدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية من أبرزهم وزير شؤون القدس "زئيف إلكاين"، وعضو "الكنيست" المتطرف "يهودا غليك"، ونائب وزير جيش الاحتلال "ايلي بن دهان".

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى، داعية الى تكثيف شد الرحال اليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.

من جانبها، أعلنت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من مساء يوم أمس، عن تكثيف انتشارها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدس المحتلة، وفي القدس القديمة ومحيط الأقصى خلال ساعت الليلة الماضية واليوم الأحد، وانتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال على مداخل القدس القديمة وأزقتها وحول المسجد الأقصى، وعند منطقة البراق، فيما تم اغلاق العديد من الطرقات والشوارع لصالح مسيرات المستوطنين.

بدورها، دعت حركة التحرير الوطني "فتح" أبناء شعبنا إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والرباط فيه، أمام استمرار قطعان المستوطنين اقتحام باحاته، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح صحفي، إن ما يجري في الأقصى بمثابة "جريمة حرب"، واعتداء صارخ على أقدس المقدسات، وامتهان لكرامة الأمة الاسلامية أينما وجدت، واستهتار بحرمة الأماكن المقدسة، ودفع الأمور إلى الانفجار.

وطالب القواسمي القادة العرب والمسلمين بالتدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة بحق الأقصى.

من جانبها،  قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مواصلة الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة من قبل المستوطنين اليهود "تصعيد خطير" يستوجب من المقاومة الرد والدفاع بكل الوسائل المتاحة.

وحذر القيادي في حركة حماس ، إسماعيل رضوان، من مواصلة اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى، مؤكدًا، أن هذه الاعتداءات باتت تشكل خطرًا كبيرًا على كافة الأديان.

وأضاف: "لا يكاد يمر يوم بدون أن يشهد المسجد الأقصى اعتداءات من قبل المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال والدولة العبرية".

وحمّل القيادي في حماس، الاحتلال كامل المسؤولية عن التصعيد الخطير تجاه الأقصى، مشددًا على أن الاحتلال وحده من يتحمل كافة التداعيات التي من الممكن أن تحدث جراء استمرار تلك الاعتداءات.