Menu

أزمة لوحات الفنان «بانكسي» تنتقل من غزة إلى الضفة

أزمة لوحات الفنان «بانكسي» تنتقل من غزة إلى الضفة

الهدف _ القدس العربي

بدأت حكاية الفنان البريطاني بانكسي في الأراضي الفلسطينية قبل عشر سنوات من الآن، عندما زار الضفة الغربية، ورسم كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني، العديد من اللوحات على جدار الفصل العنصري الذي تلف فيه إسرائيل الضفة الغربية وتفصلها عنها. وتركزت رسومات بانكسي هذا الفنان الغامض، على الجدار الذي يفصل مدينة بيت لحم عن القدس المحتلة، كما رسم الكثير من اللوحات على جدران بعض المنازل الخاصة لمواطني المدينة.

لكن القصة تفاعلت في بيت لحم، بعد زيارة بانكسي، حيث قام صاحب أحد المنازل، بقص اللوحة التي كانت عبارة عن صورة لجندي إسرائيلي، يوقف حماراً، بقصد تفتيشه، على جدار منزله، وبيعها بمبلغ كبير جداً، لأحد السائحين الذين زاروا المدينة.

وما فاقم هذه القضية، هو بيع أحد المواطنين الغزيين، لوحة لبانكسي رسمها على باب منزله الذي دُمر في الحرب الأخيرة على غزة، بثمن زهيد، وتدخل الصحافة المحلية، وصفحات التواصل الاجتماعي، بحجة أن المشتري خدع من يملك الجدار الذي رسمت عليه اللوحة، الأمر الذي دفع شرطة حماس في غزة للتحفظ على اللوحة.

أما الجديد في الأمر، فكان أن عادت القصة إلى بيت لحم من جديد، بعد أن أعلنت الشرطة الفلسطينية في المدينة، أنها نجحت بإحباط محاولة لسرقة إحدى لوحات الفنان بانكسي، التي نالت شهرة كبيرة، وهي لطفلة فلسطينية تقوم بتفتيش جندي إسرائيلي، رفع يديه على الحائط، ومرسومة على جدار أحد المنازل في المدينة.

وتقع اللوحة قرب «قصر جاسر» التاريخي في المدينة، الذي تحول إلى فندق «الانتركونتننتال» على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وأوقفت الشرطة أعمال قص اللوحة عن الجدار، والتحفظ عليها، بالتعاون مع وزارة السياحة والشرطة وبلدية بيت لحم.

وكشف مصدر أمني، أن معلومات وردت حول محاولة مجموعة من الأشخاص، قَص اللوحة مثار الحديث، عن الجدار التي رسمت عليه في بيت لحم، وبعد معاينة المكان، تم التأكد من الشروع بالمحاولة، خاصة من الحفريات الموجودة في محيطاللوحة وخلفها.

وتعاونت الجهات الأمنية مع بلدية بيت لحم ووزارة السياحة والآثار في المدينة، لاستصدار قرار، يعتبر هذه اللوحات للفنان بانكسي وغيره من الفنانين العالميين الذين زاروا فلسطين، جزءا من الإرث الوطني الفلسطيني، كونها جزءا مهما من المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأثارت القضية الشارع الفلسطيني من جديد، كما هو الحال بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، وتهكم الكثيرون من سكان المدينة، من هذه الأفعال، كونها أظهرت الفلسطينيين، على أنهم شعب لا يقدر الفنون، وأنه لا يهمه سوى جمع الأموال، عن طريق بيع هذه اللوحات الفريدة، لتحقيق كسب غير مشروع.