Menu

هل تتحول باكستان إلى نمر آسيوي جديد على حدود الشرق الأوسط

خريطة باكستان

الهدف_ وكالات:

الصين تمد شريانا اقتصاديا إلى باكستان بقيمة 46 مليار دولار لإقامة ممر اقتصادي بين الجانبين في خطوة تعزز تطلع بكين للنفوذ في آسيا.

تستعد باكستان لدخول مرحلة جديدة من النمو الإقتصادي الذي تأمل ان تنعكس نتائجه على المناطق الأكثر فقرا في البلاد، وتلك التي تعاني من توغل الجماعات الإنفصالية والمتشددين الإسلاميين.

وتتطلع الحكومة الباكستانية إلى زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى البلاد، عقب وعود بإطلاق مشروعات ضخمة قد تسهم في احداث تحولات إقتصادية هائلة في البلد الذي يعاني قطاع كبير من سكانه من الفقر.

ووقع الرئيس الصيني في إسلام أباد منذ وصوله يوم الإثنين الماضي مشروعات تبلغ قيمتها 46 مليار دولار تربط بين الحليفين القديمين، وهو رقم يتجاوز بكثير الانفاق الأمريكي في باكستان ويؤكد تطلع الصين للقوة في آسيا.

وتهدف تلك المشروعات المتعلقة بالبنية الاساسية والطاقة إلى إقامة ممر اقتصادي باكستاني -صيني بين ميناء جوادر الباكستاني على بحر العرب وإقليم شينجيانغ في غرب الصين.

وقال مشاهد حسين سيد رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الباكستاني إن هذه الخطة تعكس تحولا في القوة الاقتصادية في المنطقة من الغرب إلى الصين .

وأضاف"باكستان ذات أهمية محورية بالنسبة للصين الآن."

وتتطلع بكين الى التوسع بشكل غير مسبوق، وتقترب اقتصاديا بشكل أكبر بدول محورية في منطقة الشرق الاوسط.

لكن مشروع الممر الصيني الباكستاني هو الاكبر الذي تنفذه الصين في المنطقة إلى حد الأن. وسيسير الممر عبر اقليم بلوخستان الباكستاني الفقير والذي يعاني منذ فترة طويلة من تمرد انفصالي وعصابات اجرامية ومتشددين إسلاميين.

ووعد الجيش بسحق التمرد كما أن أمن العمال الصينيين سيمثل أهمية أولى بالنسبة للرئيس الصيني.

*الممر سيمر عبر اقليم بلوخستان الباكستاني الفقير والذي يعاني منذ فترة طويلة من تمرد انفصالي وعصابات اجرامية ومتشددين إسلاميين

 

لكن مراقبين شككوا في قدرة إسلام أباد على احتواء العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء البلاد التي عادة ما تتبناها عدة تنظيمات متشددة على رأسها طالبان.

وفي 11 إبريل الجاري، قتل مسلحون 20 عاملا وهم نيام، في أحدث أعمال عنف من جانب متمردين انفصاليين في إقليم بلوخستان، يريدون السيطرة على الإقليم الغني بالغاز والمعادن. وكان العمال في أغلبهم باكستانيين من خارج الإقليم.

ويشن المتمردون هجمات منذ عشرات السنين في الإقليم، مطالبين بإنهاء ما يرون أنه استغلال لموارد إقليمهم من جانب من يأتون من مناطق أخرى في باكستان.

وهذه العمليات تقلق كثيرا المسؤولين الصينيين بعدما تعرض عمال صينيون كانوا يعملون في باكستان في السابق إلى هجمات.

ومن المتوقع أيضا إن يناقش شي خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف التعاون في أفغانستان ومخاوف الصين من اتصال الانفصاليين الاسلاميين من منطقة شينجيانغ بمتشددين باكستانيين.

وربط شي يوم الأحد بين التعاون الاقتصادي واحراز تقدم في الأمن.

وقال في تصريح لوسائل الإعلام الباكستانية"على الصين وباكستان تنسيق المسائل الأمنية التي تشغلهما بشكل أوثق لتعزيز التعاون الأمني.

"تعاوننا في مجالي الأمن والاقتصاد يعزز كلاهما الآخر ولابد من تقدمهما معا في وقت واحد."

ولباكستان تاريخ طويل من التعاون مع الولايات المتحدة، المنافس الكبير للصين في المنطقة. وشمل هذا التعاون المجالات الاقتصادية والأمنية منذ ما قبل الغزو الاميركي لأفغانستان عام 2001. لكن التحركات الصينية الاخيرة، التي يراها كثيرون كغزو إقتصادي للمنطقة قد تثير مخاوف الاميركيين من تقارب صيني كبير مع أحد أهم حلفائها في المنطقة.

واستبقت واشنطن زيارة الرئيس الصيني إلى إسلام أباد بعقد اتفاق مع باكستان الأحد يهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي القائم بينهما في مجالات الاقتصاد والطاقة إلى جانب التعاون الجاري في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب. وقال وزير التخطيط والتنمية الباكستاني إحسان إقبال، إن العلاقات الباكستانية – الصينية تغيرت من شراكة استيراتيجية إلى شراكة اقتصادية استيرتيجية، مؤكداً أن بلاده ستصبح "النمر الأسيوي" اقتصاديا في أقصر وقت ممكن من خلال دعم الصين لها، بحسب قوله.

وسيبدأ مشروع الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني من غرب الصين، وينتهي في ميناء غوادار جنوب باكستان.

ووصف إقبال المشروع بـ"التاريخي"، موضحا أن تنفيذه سيقدم إسهامات وخدمات كبيرة لشعوب الصين وجنوب ووسط أسيا.وسيتم تخصيص 37 مليار من القيمة الإجمالية للمشروع، لسلسلة من المشاريع الاستثمارية في مجال الطاقة من أجل الحصول على الكهرباء من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية.

وقالت مصادر باكستانية ان الحكومة تنوي ان تتم كافة المشروعات بالتعاون بين القطاعين العام والخاص في البلدين، وبدون أي قروض، وستفتح تلك المشروعات لكافة المستثمرين الأجانب.

وأشار سون ويدونغ السفير الصيني لدى العاصمة الباكستانية إسلام آباد إلى أن زيارة الرئيس الصيني ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات والمشاريع التي ستلبي كثيرا من احتياجات باكستان للكهرباء.

وتعاني باكستان من استمرار انقطاع الكهرباء بشكل مزمن، وفي بعض الاحيان يلجأ السكان المحليون في الأقاليم الفقيرة إلى استخدام أدوات بدائية للإنارة منذ أيام إلى حين عودة التيار الكهربي.

نقلاً عن: العرب