Menu

الناتو يتحرش بروسيا في البلطيق

أرشيف: تدريبات ومناورات روسية

بوابة الهدف_ ريغا_ وكالات:

مناورات الناتو الجوية والتي تهدف إلى تدريب طواقم المقاتلات قد تدخل أزمة أوكرانيا في طور جديد مفتوح على احتمال تجاوز حدوده.

يقف العالم على حافة صراع بارد وشبه عسكري ترسمه أطماع النزاعات الدولية والسياسات التوسعية وهواجس السيطرة حيث تدور مناورات في المواقع الجيوستراتيجية المرتبطة بالأوضاع الأمنية ومصادر التهديد بالإضافة إلى النزاعات التوسعية الجيوسياسية.

انطلقت مناورات وتدريبات جوية واسعة النطاق لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس الثلاثاء في لاتفيا إحدى دول البلطيق الثلاث إلى جانب إستونيا ولتوانيا.

وذكرت وكالة أنباء “تاس” الروسية أن قيادة قوات سلاح الجو الموحدة للناتو بالتعاون مع القوات المسلحة اللاتفية تشرف على هذه التدريبات المكثفة، علما بأن دائرة التحليقات الجوية في إطار التدريبات ستشمل المجال الجوي لدول البلطيق كلها.

هذه المناورات جاءت في وقت تخشى دول البلطيق الأعضاء في الحلف أن يستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنطق الذي استخدمه لتبرير التدخل في شبه جزيرة القرم العام الماضي. ولم تبد روسيا أي ردة فعل حيال هذه المناورات الدورية للحلف إلا أنها جددت اتهامها له باتباع سياسة عسكرية “خطيرة” فيما يتعلق بالأمن العالمي.

وترى روسيا، وفق محللين عسكريين، أن الناتو يكثف مناوراته بشكل حاد على الحدود الروسية من البلطيق نحو أوروبا الشرقية وهذا الوضع يجعل الكرملين يشعر بأنه محاصر ومهدد وبخاصة في ظل نشاط الولايات المتحدة وأوروبا الغربية في أوكرانيا لذلك قامت في وقت سابق بإجراء مناوراتها الخاصة كثقل موازن لعدوان الناتو.

وتعد هذه المناورات الأوسع نطاقا لحلف شمال الأطلسي في المجال الجوى لدول البلطيق إذ ستشارك فيها طائرات حربية لعشر دول هي بلجيكا وألمانيا وأسبانيا وإستونيا وإيطاليا ولا تفيا وليتوانيا والنرويج وبولندا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى فنلندا والسويد.

وترمي المناورات الجوية إلى تدريب طواقم المقاتلات على تنسيق عملياتها مع طواقم طائرات الدعم الجوي ووحدات القوات البرية، بالإضافة إلى التدريب على العمل في حالات الطوارئ.

وبهذه المناورات الجديدة تدخل أزمة أوكرانيا في طور جديد مفتوح ليس فقط على تمزيق هذا البلد، بل أيضا على احتمال تجاوز حدوده والتمدد إلى المواقع الرخوة في الجوار خاصة في دول البلطيق الصغيرة الملاصقة لروسيا ولاسيما مع استمرار تحرش حلف الناتو بموسكو.

وتعتبر بعض الأطراف الغربية أن طموحات روسيا في السيطرة على المزيد من مناطق النفوذ قد تتزايد في ظل استمرار سياسة عرض القوى بين روسيا والولايات المتحدة من جهة وبين روسيا والاتحاد الأوربي من جهة أخرى.

ففي لاتفيا نسبة كبيرة من السكان تتحدث اللغة الروسية كسكان دوغافيلس ولكنهم يفضلون الحفاظ على استقلاليتهم ولا يريدون مساعدة من بويتن.

ومن الواضح أن روسيا مستاءة من التدخل الأميركي في المنطقة التي تحوي دول البلطيق عموما وخاصة أوكرانيا التي قامت بدعمها عبر إرسال ثلاثمئة جندي من القوات الخاصة لتدريب قوات الحرس الأوكراني التابع لوزارة الداخلية.

وفي سبتمبر الماضي، كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما عن مبادرة لتعزيز الوجود الأميركي في أوروبا وخاصة في البلطيق بتخصيص جنود إضافيين، وشدد حينها على التزامه بأمن دول البلطيق.

ويأتي انتشار القوات الأميركية ضمن جهود واشنطن لتهدئة مخاوف حلفائها في شرق أوروبا، ومنحهم إشارة بأن حلف شمال الأطلسي الناتو على استعداد لتقديم الحماية لهم في مواجهة أي تهديد روسي.

وستمدد القوات الأميركية فترة بقائها في دول بحر البلطيق بسبب التوتر مع روسيا، وقال قائد القوات البرية في المنطقة إن الولايات المتحدة نشرت مئات الجنود في الدول الثلاث لطمأنة الحلفاء وردع “العدوان الروسي”.

ويبدو أن المشهد السياسي للعلاقات الروسية مع الغرب يشوبه النفور أكثر وتحديدا مع حلف الناتو الذي يبحث جاهدا عن موطئ قدم له في الحرب الباردة الجديدة من بوابة المناورات العسكرية على تخوم الحدود الروسية.

 

نقلاً عن: العرب