Menu

توقيع كتاب "من ضفاف البحيرة إلى رحاب الثورة" للكاتب صلاح صلاح

57ee0fe4dc820

بيروت_ وكالات

من ضفاف البحيرة إلى رحاب الثورة، عنوان الكتاب الذي وقعه المناضل صلاح صلاح، نهاية سبتمبر، في قاعة قصر الأونيسكو، بالعاصمة اللبنانية بيروت، بدعوة من الكاتب صلاح صلاح ودار الفارابي.
حضر حفل التوقيع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، والإعلامية. افتتح الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني.
وثم كانت كلمة للكاتب مروان عبد العال، قال فيها: إنها اللحظة الأكثر اعتزازا بالنسبة لي، فالمناسبة ميلاد كتاب والاحتفاء بحضوركم، على هذا المنبر بين الكبار. هنا يبدو لي أن الأمر يستغرق سنوات كثيرة لكي تتعلم أن تكون شاباً.
وبالممازحة " فإن مجالسة الشباب على أقل تقدير يجعل المرء أكثر شيخوخة ! " والتحدي اليوم أن نكون هنا، ونحتفي بالكتاب في زمن قتل الكلمة، واغتيال العقل، وإجهاض الثورة وتشويه الصورة، وتبديل المبادئ وتجويف الانسان، وتكفير التفكير، وجز رأس الفكرة، وليّ عنق الحقيقة، لذا فعل الأمر إقرأ كي ننتصر على ذاتنا وعلى الجاهلية والجهل والظلام والظلم والظلامية.
واللحظة الأكثر مسؤولية هي في فعل الأمر القتالي: اُكتُب ! لا يمكن للمرء تجنب الكتابة لمجرد أن هناك معتوهون يسيئون التأويل. كما قال "أمبرتو إيكو".
إنها اللحظة الأكثر جدية حين تحتوي ومضة الاسترجاع ووميض المراجعة، ودائماً تنتابنا أسئلة أمام كل سيرة ذاتية، هل هي وجهٌ آخر للإقصاء الذاتي، أو شكل من أشكال الانفلات من الزمن العاثر؟
سيرة ذاتية قد تحتمل النقد الذاتي ! ما قيمة مراجعة السيرة إن كانت بلا نقد ذاتي؟ 
وتابع، صلاح صلاح، من ضفاف البحيرة إلى رحاب الثورة، هذا المزيج المتعدد في كيانات وأصناف متداخلة لا تنفصم، وإن جاز لنا الفصل بين الصلاحين: صلاح وصلاح ، أولها: الذاكرة الفردية ببعدها الإنساني الفتى الخروبيّ الملامح، ابن الاثني عشر ربيعاً الذي حملته رياح الغربة من مسقط رأسه في قرية "غوير أبو شوشة" من ضفاف بحيرة طبريا، يوم كان يسرح بالماعز ويغفو معها في حضن الأرض، وليستفيق في زمن زحمة الخيام، يجول في أوحال مخيم عين الحلوة.
وثانيها: الذاكرة الجماعية منذ أن نظّمٓهُ في الشباب القومي العروبي ابن مدينة صيدا "نزيه درويش"، ليصبح صلاح أول منظّم تحت الخيام، أول ناشط سياسي ومفرغ للعمل السياسي لحركة القوميين العرب، والمسؤول عن الفرع الفلسطيني في مخيمات صيدا، وكي يكون هو الغطاء لشقة الاجتماعات السرية في مدينة صيدا، في عام1955 اكتشف للمرة الأولى أن يسكن بيتاً له سقف ونوافذ ولا يشبه الشادر الذي عاش فيه سابقاً.
الكتاب هذا نافذة واسعة على تاريخ فسيح في كتاب وحياة ونضال العزيز صلاح صلاح، فهو واحد من مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحين يؤرخ من مواقع المسؤولية في صفها الأول، ومن زاوية النظر وعدسة الرؤية المحددة والخاصة به، ومن قلب الظروف والأحداث التي عاشها، ومن منصة المراكز الأولى في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، متمرساً في عملها السياسي والنقابي والشعبي، وحتى قضايا اللاجئين عموماً له ما لها وعليه ما عليها.
وثالثهما: الذاكرة الجمعية ذاكرة وطن بمساحة الحلم، من الماء إلى الماء، منذ أن بكت شمس فلسطين ومازالت ، بل توزّعت على أرصفة البلاد، ألوان الخيبة العامة والخاصة، وامتدت بأحزانها إلى الشاطئ الآخر وتشردت دموع الحنين خلف البحار من جديد، هكذا انغمست الذات الخاصة بالحكاية الجماعية، وصار الحدث الجمعي يستند إلى عمق فردي، تجربة حياة فردية وجماعية وجمعية، لذلك تستحق القراءة والنقد والعبرة.
ومن ثم قدم للحديث في الكتاب، الأستاذ طلال سلمان مؤسس جريدة السفير اللبنانية اليومية. المرجع الإعلامي الكبير والقامة الثقافية العربية العالية والشامخة قدرا ومكانة وتجربة، حيث قال:إن حكاية صلاح صلاح تمتد فصولًا بعمر الهزيمة، وبإرادة رفضها عبر النضال الذي لا يهدأ ولا يشيخ، وهي حياته كمناضل صلب جرب سجونًا كثيرة، وطورد في العديد من البلاد العربية، إضافة إلى لبنان، فازداد تصميمًا وعنادًا وثباتًا على الخط، حتى لو بقي مع من كتب له أن يعيش مثله أو يعيش معه داخل فلسطين، لا يغادرها مع عائلته. إنه سواء في صيدا ومخيماتها أم في بيروت ومخيماتها ثم في الشقة النقالة، أو في سوريا لتنظيم الرفاق في حركة القوميين العرب، وفي تهريب السلاح من العراق إلى الجبهة عبر سوريا وصولًا إلى لبنان بعاصمته وجنوبه. مشيرًا إلى أنه كان من المجدي أنه قد اقتنع في تدوين صفحات من تاريخه الذي يشكل سطورًا في تاريخ المجاهدين من أجل التحرر والتحرير، حيث يقدم في كتابه شهادة مناضل على حقبة مهمة وخطيرة ومثيرة من مراحل الكفاح الوطني الفلسطيني الذي ضربته- ذات يوم- الشوفنية التي كادت تصير عنصرية، كما ضربه المال العربي ثم التخلي العربي الرسمي الذي حوله إلى ما يشبه" حكومة عربية" أخرى لا قضية لها إلا السلطة بمظاهرها وشكلياتها... بينما غادر" الجهاد" ينتظر رجالًا آخرين في زمن آت لإكمال المهمة المقدسة.
ومن ثم كانت كلمة للمحامي صلاح الدين الدبّاغ، قامة تاريخية وثقافية وقانونية، العضو المؤسس لمنظمة التحرير الفلسطينية، ابن يافا ونابلس و القدس وبيروت، قال فيها: يعيدنا المناضل صلاح صلاح في كتابه هذا إلى ذكريات نشرة الثأر العزيزة عليه وعليّ شخصيًّا أي إلى أكثر من ستين سنة.
مشيرًا في كلامه إلى أن المناضل صلاح لا يخفي حبه وإعجابه العميق بالقائد الدكتور جورج حبش، كما لا يخفي إعجابه بالقائد وديع حداد، وكان على صلة وثيقة بهما، وكذلك لا يخفي انزعاجه وعدم رضاه عن الانشقاق عن الجبهة الشعبية، الذي قام به نايف حواتمة بتأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كما لا يخفي تبرّمه بالشعارات أن البرجوازية لا تحارب، وهذا برأيي شعار خاطئ، فلقد حارب في الحرب العالمية الثانية الجنود اليابانيون الذين أبلوا البلاء الحسن، فهم كانوا من الطبقة البرجوازية.
مضيفًا، إن كتاب صلاح صلاح تأريخ لنضاله ولنضال حركة القوميين العرب، ولعل من أهم ما فيه ثبات صلاح صلاح على مبادئه على الرغم مما لاقاه من عذاب في السجون والمغريات الكثيرة.
ثم كانت كلمة أخيرة لصاحب الدعوة وكاتب "من رحاب البحيرة الى ضفاف الثورة" الرفيق صلاح صلاح، شكر فيها الحضور، وتحدث عن أهمية دور الشباب في العمل النضالي، مشددًا في كلمته على استمرار النضال حتى تحرير فلسطين.