Menu

"اسرائيل" تمنح نفسها الضوء الأخضر لقصف 10 آلاف موقع لحزب الله.. في المواجهة المقبلة

15417061_254969091586701_1769469940_n

غزة _ ترجمة بوابة الهدف

صرّح مصدر عسكري سوري، صباح اليوم الأربعاء، أن الجيش "الإسرائيلي" قصف، فجراً، مطار "المزّة" العسكري غرب دمشق، بعدّة صواريخ أرض-أرض، أسفرت عن اندلاع حريق في المكان، دون إصابات.

ولم تعترف دولة الاحتلال بهذه الغارة، كعادتها، لكنّ أكّدها "الإعلام الحربي السوري"، وهو مصدرٌ عسكري رسمي مُقرّب من حزب الله الذي يُقاتل الجماعات المُتشددة في الأراض السورية منذ العام 2013 إلى جانب النظام والجيش السوري.

وذكر "الإعلام الحربي"، في بيان له صدر صباح اليوم، أن هذه الغارة مصدرها أراضي الجولان المحتل، وتأتي بعد يومين من غارة أخرى كان شنّها جيش الاحتلال على موقع في محيط دمشق، مُحمّلاً دولة الكيان "كامل المسؤولية عن تبِعات ونتائج هذه الاعتداءات الإجرامية".

تجدر الإشارة إلى أنّ مطار المزة يكتسب أهميّته العسكرية في منطقة الريف الغربي للعاصمة دمشق، انطلاقاً من كونه نقطة أساسية لقوات الجيش السوري، ومُنطلق للهجوم منه على المناطق المحيطة، ويضم بداخله فرق عسكرية وأمنية ومخابراتية متعددة، ويبعد عن مركز العاصمة بنحو 5 كم، ويُحيط به مدينة داريّا ومساكن السومرية ومُعضمية الشام وبساتين المزة، وعُرف عنه أنّه يضمّ مُستودعاً للطائرات والأسلحة والمُعدّات العسكرية على مختلف أنواعها، والأبنية الخاصة بكل الأجهزة والفرق الأمنية والعسكرية.

وكانت قوات الجيش "الإسرائيلي" اشتبكت قبل أيام، نهاية نوفمبر، مع قوّات قالت إنّها "مُوالية لداعش"، قُرب السياج الأمني الفاصل، في الجولان السوري المُحتل.

هذه المُعطيات تبدو مُجتمعةً إشارة لأن جيش الاحتلال الصهيوني منح نفسه الضوء الأخضر لتوسيع تدخّلاته وعمليات في الداخل السوري، بالتزامن مع تقارير داخلية لديه ربّما اشتفّ منها أنّ خطراً ما هنالك –على مصالحه ووجوده- آخذٌ بالتضاعف والاتّساع. وما الغارات "الإسرائيلية"، التي تقول مصادر عدّة أنها تستهدف قوافل أسلحة لحزب الله من وإلى سوريا، إلّا دليل يُؤكد ذلك.

يأتي هذا كلّه بالتزامن مع نشر الجيش "الإسرائيلي"، خريطةً زعم أنّها لمواقع عسكرية تابعة لحزب الله، في الجنوب اللبناني.

الخريطة التي نشرها الجيش، عبر موقعه على "تويتر"، ادّعى أنّها عبارة عن بنك أهداف، يضم 10 آلاف موقع، ستضربّه القوات "الإسرائيلية" في حال نشوب مُواجهة بين الطرفين، وهي حصيلة ما تمّ جمع من معلومات حول الحزب، منذ حرب تموز 2006.

وعنون الجيش خريطته بأن "حزب الله يحتمي بالمدنيين اللبنانيين، وزعم أنّه اتّخذ من أكثر من 200 بلدة وقرية في الجنوب اللبناني، معقلاً له، ويستخدم منازل تلك البلدات لإطلاق الصواريخ، وغرف قيادة.

المواقع التي حدّدتها الخارطة تضم، حسب ادّعاءات الجيش، تضمّ مخازن أسلحة ومنصات صواريخ ومضادات دبابات ومراكز قيادة، ومخابئ تحت الأرض.

واعتبر الجيش ما توصّل إليه من معلومات يُعدّ "جريمة حرب"، مبرراً أنّ نشر الخارطة يأتي بهدف "الكشف عن كمية ونوعية الأهداف التي جمعتها شعبة الاستخبارات منذ حرب تمّوز".

ولن يُوفر الجيش الصهيوني هذه "المعلومات"، ومن المؤكد أنه سيستغلّها بأكبر صورة ممكنة، هذا ليس تخميناً، بل إخباراً بما سيحدث، بعد أن صرّح الجيش أنّه ينظر إلى هذه المعلومات على أنّها "ضوء أخضر لإباحة هجماته ضدّ حزب الله أو حربه المفتوحة في الجبهة الشمالية".

وضمن ما أرفقه الجيش مع هذه الخارطة "ذات البصمة الإسرائيلية"، قال إن حزب الله لا يزال يبذل جهوداً كبيرة في إعادة التسليح والاستعداد للمواجهة مع "إسرائيل" رغم انشغاله بالحرب في سوريا، وهذا هو تحديداً ما يُثير فزع الكيان، فهذا الحزب سبق وأن لقّنه درساً أليماُ في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في تموز 2006، ما يُبرر بمنطِقِهم، حجم الاستنفار والتحشيد الذي تُمارسه "إسرائيل" ضد حزب الله.

ولهذا لم يُخف الجيش أنّه سيستخدم هذه المعلومات كورقة دبلوماسيّة في الأمم المتحدة، عبر السفير داني دانون، باعتبارها "دليل إدانة يُثبت إرهاب حزب الله"، وبالتالي إضفاء تغطية ودعم أممي ودولي لهجمات سلاح الجو "الإسرائيلي" على مواقع في الجنوب اللبناني و سوريا أيضاً.