Menu

تفاصيل عمليّة "رد الجميل" التي نفّذتها المخابرات الفلسطينية وحرّرت بها الرّهينتين السويديّتين

صورة للرهينتين بعد تحرّرهما- التلفزيون السويدي

كفاح زبون_ وكالات:

لم يصدق المسؤولون السويديون أن الفلسطينيين نجحوا في تحرير مواطنين سويديين من فم الموت في سوريا، وخصوصا أن معظم الرهائن الآخرين الذين تدخلت دول عظمى لإنقاذهم قتلوا نحرا أو أثناء محاولات فك أسرهم.

«رد الجميل» هو الاسم الذي أطلقته المخابرات الفلسطينية على عملية تحرير الرهينتين، اللذين كانا مختطفين في سوريا منذ 2013، ويعملان في الدعوة الكنسية، وذلك في محاولة لشكر مملكة السويد على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الاعتراف الذي أزعج إلى حد بعيد إسرائيل، وفتح الباب لاعترافات أخرى مماثلة.

وقال مصدر كبير في المخابرات الفلسطينية، لـ«الشرق الأوسط»: «أردنا القول لشركائنا إنهم سيجدوننا دائما إلى جانبهم». وأضاف: «فلسطين تقف دائما إلى جانب أصدقائها.. ما فعلناه يؤكد أن دولتنا يمكن أن تسهم في صنع السلام في العالم وحماية المدنيين أينما كانوا». وكان مسؤولون سويديون طلبوا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بداية العام الحالي عندما كان في زيارة إلى السويد، المساعدة في إطلاق سراح رهينتين مختطفين في سوريا ولا يوجد حولهما أي معلومات، فاتصل عباس برئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، وطلب منه المساعدة في الوصول إلى أي معلومات.

بعد عمل شاق وصعب ومعقد على ما وصف المصدر، تمكن عناصر الجهاز من الوصول إلى معلومة مهمة تفيد بأن الرهينتين السويديين حيان، قبل أن تنطلق مفاوضات معقدة مع الخاطفين انتهت إلى تسليم شريط فيديو بداية هذا الشهر يظهرهما على قيد الحياة ويطلبان تدخلا من الرئيس عباس لإنقاذهما.

وقال المصدر: «من أقنع الخاطفين بتحرير الرهينتين هم رجالنا.. وبكل صدق أقول: لقد كانوا صادقين معنا في كل اتفاق صغير وكبير».

وأضاف: «استغرقت المفاوضات عدة أسابيع، وعملنا من عدة عواصم تحت ستار السرية الشديدة، بسبب الخوف من التعطيل أو الفشل، ولاعتبارات كثيرة أخرى». لكن هذه السرية كادت تكلف المخابرات العملية برمتها، إذ إن الجهة الوحيدة التي كانت على اطلاع مباشر وساعدت وقدمت المساندة، كانت المخابرات الأردنية التي قدمت الإسناد والدعم للفلسطينيين أثناء دخولهم عبر الحدود إلى قلب الأراضي السورية. وكانت ثمة مخاوف من قصف مفاجئ يقتل الجميع ومن تدخل دول وجماعات أخرى، ومن اعتقال أو تعرض عناصر المخابرات غير المعروفين لمعظم المتقاتلين على الأراضي السورية، للاختطاف أو القتل.

وقال المصدر: «دخلنا عدة مرات من أجل التفاوض إلى مناطق مليئة بالمسلحين والدم والدمار». ويوم الخميس الماضي وصلت العملية إلى «نقطة الصفر»، إذ تسلل رجل واحد من المخابرات الفلسطينية إلى الأراضي السورية وتسلم الرهينتين، اللذين ألقت بهما سيارة وغادرت، قبل أن ينقلهما مشيا إلى الأراضي الأردنية، ومن ثم إلى خلية الأزمة التي شكلتها المخابرات السويدية في عمان.

انتهت العملية تحت ذهول المسؤولين السويديين الذي اتصلوا بعباس لرد الجميل بدورهم.

وكان عباس أشرف شخصيا على العملية إلى جانب اللواء فرج، بحسب المصدر المسؤول الذي رفض إعطاء أي معلومات حول خطوط الاتصال مع الخاطفين الذين قالت وسائل إعلام سويدية إنهم من جبهة النصرة، أو ما الثمن الذي دفعه الفلسطينيون مقابل ذلك. لكن المصدر أكد أن العملية كانت نظيفة تماما من دون إراقة دم ومن دون أي ابتزاز مالي. وأضاف: «باختصار، يمكن القول إنه تم إقناع الخاطفين بتسليم الرهينتين، لأن فلسطين بحاجة لذلك». وجاءت عملية «رد الجميل»، بعد أن تمكنت المخابرات الفلسطينية من تحرير عدد من المختطفين اللبنانيين في عملية عرفت بعملية تحرير مختطفي أعزاز نهاية 2013».

وشكرت وزارة الخارجية السويدية كل الدول التي أسهمت بإطلاق سراح المختطفين، وخصت فلسطين ورئيسها لدوره البارز في تحرير الرهينتين، إضافة إلى الأردن.وأعلنت وزارة الخارجية السويدية السبت، أن رهينتين سويديين كانا محتجزين في سوريا أطلق سراحهما بمساعدة من السلطات الفلسطينية والأردنية.

ورفضت الوزارة إعطاء أي تفاصيل عن القضية، إلا أن الوزيرة مارغو والستريم شكرت السلطات الفلسطينية والأردنية على جهودها التي ساهمت في إطلاق سراح الرهينتين.

ونقلت وكالة الأنباء السويدية «تي تي» عن والستريم قولها إنها تتقدم بـ«شكر خاص إلى فلسطين وإلى الرئيس محمود عباس شخصيا الذي التزم بشكل حاسم هذه القضية، وكذلك إلى السلطات الأردنية».

وبحسب السفيرة الفلسطينية لدى السويد، هالة حسني فريز، فإن الرجلين السويديين اللذين أطلق سراحهما الجمعة كانا محتجزين رهينتين لدى جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

وأوضحت السفيرة، أن الرهينتين كانا محتجزين في منطقة قريبة من الحدود الأردنية، وأن الاستخبارات الفلسطينية تفاوضت على مدى شهرين من أجل إطلاق سراحهما.

نقلاً عن: الشرق الأوسط