الاسم حين يكون لصاحبه كل النصيب منه "باسل"، وكأن البعض يُخلقون ومعهم أسماؤهم، منسجمة تماماً مع سيرتهم وأفعالهم التي ستكون.
باسل المثقف الثوري والذي يقول "بدك تصير مثقف، بدك تصير مثقف مشتبك، ما بدك مشتبك، لا منك ولا من ثقافتك ولا في فايدة منك".
هكذا بدأ ومنذ اللحظة الأولى في حالة اشتباك، يكتب مقالات عميقة عن المقاومة والانتفاضة ومقاطعة العدو، وتطوير أساليب المقاومة والاشتباك معه، هو الصيدلي الذي عرف الداء والدواء، وصفة بسيطة عالية الكُلفة، كي تُشفى من جرحك عليك أن تجود بدمك.
ومثلما شكّل غسان كنفاني وناجي العلي كتائبهم الخاصة بقلم وريشة، شكّل باسل كتيبته بالوعي الذي امتلكه وبدأ اشتباكه مبكّراً مع عدوّه ومع أذنابه ووكلاءه، وبثقافته ووعيه وشخصيته تلك تمكّن من مخاطبة جمهور كبير من الشباب حرص أن يكونوا جزءاً من كتيبته، كتيبة مثقفة واعية تعرف عدوّها وحقوقها جيّداً، واضحة بوصلتها دون حاجةٍ لدليل، كل هذا جعل منه باسل "المطارد".
خلال فترة اعتقاله ورفاقه لدى سلطة أوسلو لستة أشهر خاضوا إضراباً عن الطعام وكانت رسالته "هيهات منّا الذلّة" موقفاً وممارسة لمن لا يعرف الانحناء أو يرتضي الذل، ليُطلق سراحهم ولتعتقل أجهزة الاحتلال لاحقاً رفاقه الخمسة، أما هو فقد اختار طريقه كما كتب في وصيّته "وأنا الآن أسير إلى حتفي راضياً مقتنعاً وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد"، هكذا كان اختياره بقناعة وإيمان راسخيْن، اختار أن يذهب إلى مجده وهو الذي عرف جيّداً "اللي بدو يكتب ل فلسطين واللي بدو يرسم لفلسطين بدو يعرف حالو ميّت"، اختار أن يكون "ندّاً" وكان النَد واستشهد "بين زخّات الرصاص".
في وصيته يقول بأنه وجد الأجوبة، وفي دمه علينا البحث عن الأجوبة.