Menu

رصيدك صفر.. رحل شريف وظلّ أبنائه بلا راتب

شريف قنديل

غزة _ رغدة البحيصي _ بوابة الهدف

سادت قطاع غزة حالة من الغضب اثر ما قامت به حكومة الوفاق مؤخراً، من خصم ما يقارب 30% وأكثر من رواتب موظفيها في قطاع غزة، بحجة الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية.

ردود فعل غاضبة حتى اللحظة لهذه المجزرة الخطيرة التي ارتكبتها الحكومة برام الله، حيث توفي اليوم الخميس، الضابط شريف قنديل من سكان مخيم النصيرات اثر جلطة قلبية ألمت به عقب توجهه إلى البنك لتلقي راتبه ليفاجأ بعدم وجود راتب له.

بذلك يسجل أول ضحية لمجزرة الرواتب، وسط قناعة شبه تامة بين موظفي القطاع بأن الأمر لن يقتصر على شهر أو اثنين، ولكنها خطوة وصفها الجميع بالمؤامرة لإقصاء الموظفين وإحالتهم إلى التقاعد المبكر والقسري دون سابق إنذار.

مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، أفاق صباح اليوم، على خبر وفاة أحد أفراد الأجهزة الأمنية من مرتبات جهاز الأمن الوقائي برتبة عقيد، إثر إصابته بجلطة، بعد أن ذهب إلى البنك ولم يجد في حسابه أي رصيد.

الفقيد شريف محمد قنديل (50 عاماً) كان أسير في سجون الاحتلال الصهيوني منذ عام (88) حيث قضى في الأسر (6) أعوام، ليخرج منه ضمن صفقة تحرير الأسرى التي عقدها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1994، وكان من مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية، حسب ما أفاد به أحد أقارب الفقيد في حديثه لـ"بوابة الهدف".

أبو فادي عوض، صديق وأحد أقارب شهيد مجزرة الرواتب، وبحسب وصفه فإنّ قنديل تم قطع راتبه من قبل لمدة عام كامل بحجة "التجنح"، عاش خلالها ظروف مأساوية وسط تراكم متطلبات الحياة عليه، مشيراً إلى أنّ الراحل قنديل لديه عدة أبناء في الجامعات لهم متطلباتهم والتزاماتهم المتزايدة، وأنّه لجأ للاقتراض لسد التزاماته المالية التي تراكمت بسبب قطع راتبه بعد أن تم استرجاع الراتب.

وقال عوض "ذهب شريف إلى البنك لاستلام راتبه كالمعتاد، فتفاجأ بأن رصيده صفر ولا يوجد له راتب كونه مقترض من البنك، وما تبقى من راتبه ذهب مع الخصومات الأخيرة، فأصيب بنوبة قلبية حادة من هول الخبر وشدة الصدمة، وتوفي على إثرها".

وأضاف أنّ "أبو محمد قنديل أول شهيد لمجزرة الرواتب التي ارتكبها الرئيس محمود عباس بحق موظفيه غزة، والفقيد لديه 3 أولاد و4 بنات أصبحوا في مواجهة مستقبل مجهول في ظل ما لحق بهم حيث أنه لا معيل لهم ولا مصدر رزق سوى راتب والدهم الذي ذهب أدراج الرياح، في ظل تزايد متطلبات المعيشة".

ووجه عوض رسالة للرئيس عباس، بأنّ أبناء موظفي غزة يقتلون مع سبق الإصرار والترصد، وأن عملية خصم الرواتب بحجج واهية بمثابة قنبلة موقوتة في حضن أطفالنا، حيث يعتبر المواطن عوض من ضمن من فقدوا رواتبهم من قبل عام دون ذنب ولم يتم استرجاعه بعد.

وناشد لإنقاذ موظفي غزة بالقول "كفاكم مهاترة برزق أبنائنا لن نسمح لكم بأن تفجروا قنبلة في أحضان أطفالنا باستئصال رواتب المناضلين، وإن الفقيد شريف قنديل كان في ذات يوم يدفع لحركة فتح من جيبه الشخصي وتمت معاقبته بخصم راتبه ودفع حياته ثمنا لذلك".

وتساءل المواطن عوض "كيف يريد الرئيس محمود عباس تعزيز المشروع الوطني ويقوم بقطع رواتب أصحاب هذا المشروع الوطني وأصحاب القضية"، مُؤكداً أنهم بصدد إطلاق هشتاج #شريف_قنديل أول شهيد لمجزرة الرواتب، ولن يتم السكوت عما حدث ليتمادى المسئولون عن هذا الفعل.

وكان مواطن آخر أصيب بنوبة قلبية، أمام المقر الرئيسي لبنك فلسطين، بمدينة غزة، وهو من موظفي السلطة أيضاً. وذلك بعد أن علم أن الخصومات التي فرضتها الحكومة برام الله لم تٌبق في راتبه سوى بضع شواكل.

وأثار قرار حكومة الوفاق برام الله الاقتطاع من رواتب الموظفين، بنسب تجاوزت الـ30%، سخطاً واسعاً وغضباً جماهيرياً عارماً في صفوف المواطنين من الموظفين، وغيرهم، إضافة للفصائل والقوى الوطنية والإسلامية التي أدانت الإجراء وحذّرت من تبعاته.